ولم يعد أمام قطر إلا اعتقال كل من يعارض النظام الحاكم ونزع الجنسية عن القبائل العربية التي تنتقد سياسات النظام وابتعاده عن الصف العربي والخليجي. والنظام القطري الخائف والمرتبك قام باعتقال عدد من الضباط الذين جاهروا بالرأي وأبدوا استياء من عدم استجابة تميم ونظامه لمحاولات الوساطة والتوقف عن استفزاز الدول المجاورة. لم يكتف النظام بحملات الاعتقال وانتهج سياسة جديدة مخالفة لحقوق الإنسان وللقوانين الدولية عندما قرر أن يسحب الجنسية عن القبائل التي شاركت في مؤتمر ضخم لحث النظام علي التراجع عن مواقفه المعادية لدول المقاطعة.. وهي سياسات لن تؤدي إلي تحقيق الاستقرار في قطر بقدر ما ستكون بداية الانتفاضة الشعبية التي ستكون طريق التغيير لنظام يهدر موارد بلاده في صفقات سلاح ضخمة لن يتم استخدامها وستوضع في أيدي أجانب يشكلون الجيش القطري ولن يكونوا علي استعداد للتضحية بأرواحهم في أية معركة حقيقية. إن نظام تميم في قطر لم يقرأ المشهد جيداً ومازال يعتقد أنه في أمان مادامت الضغوط الدولية لم تكن بالقدر المطلوب. ولكنه لا يدرك أن التغيير لن يأتي من الخارج. التغيير قادم من الداخل وبإرادة قطرية تتجمع وتتزايد وتستعد للتحرك. *** وننتقل إلي معركة من نوع آخر. وتدخلات من نوع مختلف.. وكما كان متوقعاً فإن حفل "المثليين" أو حفل التجمع الخامس الذي رفعت فيه أعلام المثليين أو الشواذ لم يكن مجرد حفل غنائي. بل كان بالونة اختبار ومحاولة لجر مصر إلي مواجهة مع منظمات حقوق الإنسان.. فقد كانوا علي ثقة من أن الرأي العام في مصر لن يقبل بحفل للشواذ وأن السلطات سوف تترك للتحقيق والمساءلة. وضعونا بين خيارين.. إما الصمت وفيه اعتراف بحقوق المثليين وانتصار لهم علي الأرض المصرية وزيادة في مساحة تحركهم وانتشارهم أيضاً. وإما الرفض والمواجهة بكل ما يعنيه ذلك من إجراءات قانونية وعقابية وأمنية. ولأن الخيار الثاني كان ضرورياً ومنطقياً فإن هذا كان ما ينتظرونه وما يهدفون إليه حيث تحركت منظمة مراقبة حقوق الإنسان "هيومن رايتس ووتش" ودخلت علي خط الدفاع عن الشواذ. وطالبت الحكومة المصرية بإطلاق سراح جميع المقبوض عليهم بتهمة الفجور فوراً. زاعمة أن الحكومة المصرية تجور علي حقوقهم..!!. وهو تدخل مرفوض يمثل اعتداء علي السيادة الوطنية والقوانين المحلية التي تتلاءم وتتناسب مع طبيعة كل مجتمع والتي تأخذ في الاعتبار الجوانب الدينية والأخلاقية والمجتمعية. ولأنهم يبحثون عن أية أوراق للضغط علي مصر. فإنهم لن يستمعوا ولن يقتنعوا وسوف يواصلون الدفاع عن "الشواذ" علي حساب القيم المجتمعية.. فالشواذ كانوا يمثلون أكبر حزب سري في العالم. ولكنهم الآن لن يكتفوا بالسرية.. ولا بالخجل..! ونقول إيه.. بلاش نقول.. اللي هانقوله معروف..! *** ويقول لنا وزير السياحة يحيي راشد إن وزارته اتفقت مع شبكة "سي إن إن" العالمية للترويج للسياحة في مصر. ولكنه لم يوضح طبيعة هذا الاتفاق. هل هو اتفاق مجاني بغرض بث تقارير إخبارية عن مصر.. أم هو اتفاق إعلاني سيتم فيه عرض برامج أو حلقات إعلانية عن مصر مدفوعة الثمن.. ولأنني أعرف جيداً العديد من مسئولي الشبكة الإخبارية العالمية في مجال التسويق فإنني علي ثقة من أن الشبكة العالمية لن تقدم علي بث برامج دعائية مجانية ولن تقدم علي مساعدة مصر والترويج للسياحة إلي مصر لوجه الله..! كله عندهم بمقابل ومقابل باهظ الثمن.. والسي إن إن لم يعد لديها علي أية حال نفس تأثير الماضي.. ولم يعد لديها نفس الانتشار أيضاً.. ومرحلة السي إن إن شارفت علي الانتهاء..! *** أما سلطات مطار القاهرة فقد ألقت القبض علي أحد أعضاء بعثة المعاقين لرفع الأثقال علي طائرة مصر للطيران القادمة من الشارقة ومعه أدوية ومنشطات رياضية بمليون جنيه..! وهذه الأدوية والمنشطات الرياضية تحقق مكاسب وأرباحاً خيالية. فهي المنشطات التي "تنفخ" الصدر والذراعين ويقبل عليها الشباب في صالات الرياضة ويتناولونها بانتظام ويتهافتون عليها دون تحقق من أضرارها وآثارها الجانبية. وبعض هذه المنشطات بالغ الخطورة ويؤدي إلي العقم وأمراض متنوعة بالجسم وقد تكون سبباً للوفاة المفاجئة أيضاً. إن بعض هذه المنشطات لا يقل خطورة عن المخدرات. فالجسم يصبح قوياً من الظاهر ومخوخاً من الباطن.. والنهاية غالباً مأساوية. *** والسحابة السوداء تغطي محافظات الوجه البحري وهي سحابة ليست ناجمة عن حرق قش الأرز فقط. بل والقمامة أيضاً..! ولا يجد الفلاح حالياً وسيلة للتخلص من القمامة إلا بحرقها ليلاً. وحيث لا يوجد مفتش بيئة ولا مفتش زراعة. وتمتلئ سماء محافظات بحري بالحرائق الصغيرة المندلعة هنا وهناك طوال الليل في مشهد أصبح مألوفاً وبشكل لم يعد مستهجناً. وهي كارثة ما بعدها كارثة نصنعها بأنفسنا ونتساءل بعد ذلك عن سر انتشار الأمراض والفيروسات وزيادة معدلات السرطان..! *** وترقد الزميلة سمية أحمد في العناية المركزة بمستشفي الإسلامي بالعزيز بالله بالزيتون.. ادعوا لها بالشفاء.