وفاة "فتاة الإسكندرية".. تفتح الملف

الأطباء: 50% من النساء و40% من الرجال يعانون من السمنة

أثارت وفاة ايمان عبدالعاطي الملقبة بأسمن امرأة في العالم انتباه المجتمع لخطورة مرض السمنة الذي يعد من أخطر أمراض هذا العصر وتشير آخر الاحصاءات التي أجريت لرصد هذه الظاهرة بأن 50% من الاناث في مصر مصابون بالسمنة بينما يبلغ نسبة الرجال 40%.
الدكتور فوزي الشوبكي أستاذ التغذية بالمركز القومي للبحوث: ان السمنة من أخطر أمراض العصر بالفعل وتقاس نسبة السمنة في الفرد حسب وزن الجسم علي مربع الطول فان كان الناتج في حدود 25 كيلو فان الوزن طبيعي وان زاد علي 35 كيلو فان هناك زيادة في الوزن وما يزيد علي ذلك هو مصاب بمرض السمنة.
والسمنة لها مضاعفات كثيرة أهمها ان 40% من المصابون بمرض السمنة يعانون من اصابتهم بمرض السكر وذلك لأن طبيعة أجسامهم مقاومة للأنسولين والأبحاث الميدانية تؤكد ان المصابين بالسمنة هم أكثر عرضة للاصابة بالأورام السرطانية ومعظم المصابين بالسمنة يعانون من تصلب شرايين القلب وهم أيضا عرضة أيضا للاصابة بالأمراض الميكروبية وتتأثر أيضا الوظائف المخية للمصابين بالسمنة. ولهذا فان نسبة الذكاء تزداد في الأشخاص الذين يتعافون من مرض السمنة.
وحذر الشوبكي من خطورة امتداد هذا المرض اللعين للأطفال مؤكدا علي صعوبة علاج الطفل منه لأن جسم الطفل يعتاد علي كمية معينة من الطعام وبمرور الوقت تكبر معدته عن الطبيعي ولا يشعر بالشبع مثل الطفل السليم.
ولهذا يجب علي الأمهات متابعة الحالة الصحية لأطفالهم وقياس معدلات النمو بشكل مستمر عن طريق "الجروس كيرشارت" وهو أحد الرسومات البيانية التي يقاس بها معدلات النمو الطبيعي لدي الأطفال حسب الوزن والطول لكل الأعمار فان لاحظت الأم أي زيادة في وزن طفلها لابد من عرضه علي طبيب تغذية لعمل بروتوكول غذائي للسيطرة علي حالة الطفل ومنع السمنة من السيطرة عليه.
أكدت الدكتورة ايمان منصور استشاري التغذية العلاجية بمستشفي جامعة القاهرة ان السمنة عموما أصبحت "ثقافة مجتمع" فالأم هي المسئول الأول عن التغذية في المنزل وقديما كانت الأم تعد الثلاث وجبات في المنزل أما الآن أصبحت الأم عاملة واعتادت علي طلب الأكل "ديلفري" وهذا هو أحد أهم الأسباب في زيادة نسبة المصابون بمرض السمنة في مصر فكل هذه الأطعمة تحتوي علي نسبة عالية من الدهون ومكسبات الطعم والرائحة وهي أهم أسباب الاصابة بالسمنة فلابد أن تعود الأم لاعداد وجبات الطعام في المنزل وخصوصا وجبة الافطار بالنسبة للأطفال التي تساعد علي التمثيل الغذائي الذي يبدأ من صباح اليوم وينتهي في المساء مثل البنات حيث يصبح هناك تخزين كلي للسعرات والدهون وهو ما يسبب مرض السمنة.
وعلقت ايمان علي دور الأم في حماية الأسرة من السمنة مشيرة الي أن الاحصاءات تؤكد ان في حالة اصابة أحد الأبوين بمرض السمنة فان هناك احتمال 40% لاصابة الطفل بهذا المرض وفي حالة اصابة الأبوين بمرض السمنة فان نسبة اصابة الطفل بالمرض تتجاوز 80% ولهذا فان للأم دوراً كبيراً في حماية أسرتها من الأمراض.
الأسرة والجيران والأصدقاء.. في المشهد الأخير
الإسكندرية ودعت "إيمان".. أسمن امرأة في العالم
الصلاة علي الجثمان خارج المسجد.. داخل سيارة "نقل الموتي"
كريم صلاح - حمزة الحسيني
في مشهد حزين. لم يظهر فيه سوي العشرات من الأسرة والجيران والأصدقاء أسدل الستار علي الفصل الأخير من قصة آلام ومعاناة "إيمان عبدالعاطي" أسمن امرأة في العالم.
ودعت الاسكندرية "إيمان" وأدي مودعوها الصلاة علي جثمانها خارج مسجد العمري باللبان وتم الصلاة علي جثمانها وهو محمل علي سيارة "تحت الطلب" لصعوبة حمل جسدها وادخاله لداخل المسجد وبعدها تم نقل الجثمان إلي مقابر الأسرة بالعمود بمنطقة كرموز وكانت الأسرة قد قامت بفتح المقبرة وتجهيز المدفن لاستقبال إيمان.
ساهمت الخدمات الأمنية باشراف اللواء مصطفي النمر مدير الأمن في سرعة تحرك السيارة التي تحمل المتوفاة إلي مسجد العمري باللبان ومنه إلي مدافن الأسرة بكرموز وقد خلت الجنازة من تواجد أي مسئول أو حتي مندوب من المحافظة لتقديم العزاء والمواساة.
اصيبت والدة إيمان بصدمة كبيرة وتدهورت صحتها فور سماع الخبر.
كان جثمان إيمان قد وصل إلي مطار القاهرة صباح أمس قادما من أبوظبي علي متن رحلة خطوط طيران الاتحاد.. وقال الدكتور مدحت قنديل مدير عام الحجر الصحي بالمطار انه تم التنسيق مع كل الأجهزة والقطاعات بالمطار لاستقبال الجثمان واستخراج تصاريح الدفن في أسرع وقت لتسليم الجثمان إلي أسرتها.
إيمان توفيت في المستشفي الذي كانت تعالج فيه بأبوظبي بالإمارات بسبب هبوط حاد بالدورة الدموية حيث كانت تعاني من التهاب بكتيري في الدم أدي إلي التسمم والفشل الكلوي.
يذكر ان الفتاة السكندرية 36 عاما كانت تعاني من خلل في الغدد وهرمونات الجسم مما أدي لزيادة وزنها إلي نحو نصف طن قبل خضوعها للعلاج حيث تم نقلها 25 فبراير الماضي من منزلها بسموحة الذي غادرته علي رافعة إلي الهند ومنها إلي الإمارات التي استضافتها لعلاجها بعد أن ساءت حالتها.. الا ان الحالة تدهورت فجأة آخر 24 ساعة وصعدت الروح إلي بارئها.