1⁄4 وبدأت انتفاضة "العقلاء" في قطر ضد حكم الأمير الحالي تميم بن حمد. الذي أوصل قطر إلي طريق مسدود في تعاملاتها وعلاقاتها الخارجية. وقد بدأت الانتفاضة ببيان الشيخ عبداللَّه آل ثان. الذي دعا إلي حوار داخل الأسرة حول مسيرة الحكم. ثم انضم إليه الشيخ سلطان بن سحيم. ببيان تأييد. وهما من عناصر الأسرة الحاكمة لآل ثان. ولهما تأثيرهما وأتباعهما. دعوة الشيخ عبداللَّه آل ثان. تجد صدي قوياً داخل قطر. وبتأييد جناح بن سحيم. فإن الأسرة الحاكمة بدأت في مراجعة مواقفها بعد أن تأكدت أن السياسات الحالية لنظام الحمدين في قطر سوف تقود البلاد إلي عزلة وانهيار في الاقتصاد. والانتفاضة التي بدأت من داخل الأسرة الحاكمة. امتدت إلي مواقع التواصل الاجتماعي. حيث ردد النشطاء دعوات تطالب بمراجعات للسياسات وبعدم افتعال المعارك مع دول الجوار. وبشكل خاص مع السعودية. ووفقاً لمصادر عديدة في قطر فإن هناك نصائح قدمت إلي النظام القطري من وسطاء خليجيين بأن علي النظام أن يستجيب لمحاولات مد الجسور مع دول المقاطعة. قبل فوات الأوان. والنصيحة تعني أن علي قطر أن تسارع بالاستجابة لمطالب دول المقاطعة الأربع. وأن تعلن التزامها بما سيتم التوصل إليه خلال جلسات الحوار التي يمكن أن تنعقد. وأن تتعهد بالابتعاد عن التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخري. والمشكلة في كل هذا السيناريو المطروح هو أن حكام قطر لا يستمعون أو لم تصلهم الأوامر بعد لأن يستمعوا!! * * * 1⁄4 ونترك قطر التي كانت من أسباب الإرهاب في مصر. ونتحدث عن أهالي العريش. شمال سيناء.. الذين خرجوا في ماراثون ضخم قبل عدة أيام. يعلنون من خلاله دعمهم لجهود الدولة المصرية في محاربة الإرهاب. ويؤكدون أن الإرهاب لن يوقف إرادة الحياة في سيناء. وقيمة هذا الماراثون الضخم الذي تقدمته قيادات شعبية وتنفيذية أنه يأتي رداً علي تهديدات تنظيم "داعش" للأهالي بعدم التعاون مع الأمن والجيش. والإعلام لم يسلط الضوء كثيراً علي هذا الماراثون الذي أكد عمق الانتماء لدي أهالي سيناء. الذي أوضح مدي ما أصابهم من ضيق لوجود عناصر الإرهاب علي أرضهم الطاهرة التي كانت وستظل جزءاً من مصر التي تعهدت بالحفاظ علي كل أراضيها. إنه لم يكن ماراثوناً عادياً. لقد كان تجمعاً للأبطال رجالاً وشيوخاً. وشباباً وأطفالاً. قالوا كلمتهم في وجه الإرهاب. وأعلنوها صريحة وقوية بأنهم مع الجيش ومع الشرطة. وضد الخونة والدخلاء. * * * 1⁄4 ونترك قطر والإرهاب ونتحدث عن حواراتنا الداخلية والارتفاع المستمر في أسعار الأراضي والعقارات.. وقد وصلت الأسعار في المدن الجديدة إلي أرقام فلكية. والشقق التي سيتم تسليمها بعد عدة سنوات تباع بالملايين. والمثير والمحير في الأمر هو أن كل هذه الشقق تباع فور الإعلان عنها وأنه لا يوجد كساد في حركة العقارات. رغم ملايين الوحدات السكنية التي يتم بناؤها أو الإعلان عنها.. ولكننا أمام مدن سكنية خاوية علي عروشها. وخالية من السكان. رغم أن كل وحداتها مباعة. فنسبة الإشغال في المدن الجديدة لا تذكر. والوحدات السكنية مغلقة. وشوارع بأكملها لا يوجد بها سوي أعداد محدودة من القاطنين.. ولا أحد يعرف من اشتري هذه الوحدات السكنية وأين ذهبوا.. ولماذا اشتروها إذا كانوا لا يقيمون بها؟!! وبعض الوحدات السكنية من شقق وفيلات لم يدخلها أحد منذ أن تم بيعها أو إنشاؤها. وكأنها بلا صاحب أو مالك!! إن المدن السكنية الجديدة تتحول إلي مدن أشباح أثناء الليل.. ويبدو أنها ستكون كذلك في النهار أيضاً!! * * * 1⁄4 وأعاود الحديث في قضية بالغة الأهمية تتعلق بشبابنا. ورغبتهم وأحلامهم في الخروج من مصر. بعد انتهاء الدراسة. فقد قال لي أحد خريجي الجامعات الأجنبية الخاصة في مصر: إن ما أنفق عليه خلال سنوات التعليم يتعدي عدة ملايين من الجنيهات منذ أن كان طالباً في مدرسة خاصة. وحتي التحق بالجامعة.. مضيفاً أنه بعد تخرجه حاول الحصول علي فرصة عمل بمقابل يتناسب مع ما أنفق عليه. فلم يجد بديلاً إلا الرحيل خارج مصر. والالتحاق بأي جامعة أوروبية. حتي يحصل علي شهادة تمكنه من العمل هناك!! ولم يكن هذا الشاب وحده هو من يطرح مشكلة العمل المناسب بعد الدراسة رفيعة المستوي. فهي مشكلة كل خريجي الجامعات الخاصة في مصر والذين لا يقنعون بما يحصلون عليه من أجور. والنتيجة هي أننا ندفع وندفع وننفق الكثير لإعداد شباب متميز علمياً قريباً من لغة العصر واحتياجاته. ولكننا لا نتمكن من الاحتفاظ بهذا الشباب الذي يجد إغراءات من دول أوروبية تستقطبه وتغريه للدراسة. حتي يعمل لديها بعد ذلك. ويكون وقوداً تستخدمه في حضارتها لسد النقص في العنصر البشري في هذه الدول!! * * * 1⁄4 وأخيراً.. نتحدث عن مشروع محمد بن راشد في الإمارات للتعليم الإلكتروني العربي. وهو المشروع الذي يهدف إلي ترجمة 11 مليون كلمة لطلاب العالم العربي في مجالات الرياضة والعلوم من رياض الأطفال حتي الصف 12 خلال عام واحد. هذا المشروع يعكس فكراً ووعياً حضارياًوعلمياً وجهداً لخدمة أكثر من 50 مليون طالب في العالم العربي. مشروع محمد بن راشد يستحق التنويه والإعجاب والدعم. فهو توظيف جيد للأموال العربية ورؤية حكيمة للمستقبل.