باتت "السوشيال ميديا" ومواقع التواصل الاجتماعي المتحكم الوحيد في حياة الشعوب. والحاكم بأمره. تهب وتمنع كيفما تشاء وقتما تريد. أصبحت القاضي والجلاد. تزيف الحقائق وتقلب الموازين. تلبس الباطل ثوب الحق مرتدية ثياب العفة والفضيلة بعد أن سيطرت علي العقول والبطون وفتحت آفاقاً جديدة من الوهم والخيال تعبث وتزيف الماضي. تدمر الحاضر وتسير بالمستقبل إلي المجهول. تحولت لآلة حربية تهدم أوطاناً وتبني شعوباً تارة أخري يتم تسخيرها لخدمة "من يدفع". تستخدمها استخبارات دولية تنفق الملايين لتنفيذ أجندات خاصة. والإطاحة بالأنظمة غير الموالية وتركيع دول. وتجميل الوجه القبيح تارة أخري. كان آخرها علي سبيل المثال لا الحصر إعلان ممول علي الفيس بوك بعنوان "إسرائيل تتحدث بالعربية" مضمونه الترويج "لإسرائيل المسالمة" التي تعكف علي السلام وتربي أبناءها وشبابها علي العلم والعمل. وأن الفلسطينيين هم من يقتلون المدنيين والأبرياء. استغل الكيان المحتل "السوشيال ميديا" لما لها من سطوة علي عقول الشباب في الترويج لأكاذيبه وتزييف الحقائق رافعاً شعار "يد تقتل وفم يكذب" تناسي قتله الأطفال الأبرياء والمدنيين العزل. تناسي قمعه لحرية الدين والعقيدة وإغلاقه المسجد الأقصي في وجه المصلين. ورغم كل ما سبق وما لا تتسع له الصفحات لابد وأن نذكر الجزء الإيجابي للسوشيال ميديا فهي من جاءت بحق "مريم فتح الباب" صاحبة ال 99.3% في الثانوية العامة رغم ظروفها الصعبة وجعلتها تجلس بجوار الرئيس السيسي في مؤتمر الشباب. وكرمت الجندي المصري قاهر الإرهابيين بسيناء والذي قام بدافع وطني وأقبل بقلب جسور ليدهس السيارة المفخخة لحماية زملائه غير عابئ بما ستئول إليه الأمور بعد ذلك. كما كان لها الفضل في إنقاذ الكثير من المرضي في القري والنجوع بتسليط الضوء عليهم ووضعها علي طاولة المسئولين. وبين هذا وتلك تكمن المخاوف.. علينا ألا ننساق وراء سموم "السوشيال ميديا" ونحكم العقول لنروض هذا "الغول".