نظرة سريعة.. علي دولنا. وشعوبنا العربية.. وما وصلت إليه من انهيار. ودمار.. لابد وأن تصيبنا.. بحالة من الذعر والحزن.. كما لابد وأن تأخذنا. إلي إحساس عام.. باليأس. وعدم الثقة.. لا في الحاضر.. ولا في المستقبل القريب. دول.. ومدن شعوب.. وكيانات بشرية.. مادية وإنسانية أصبحت.. مجرد أكوام.. من الخراب.. وأحياء كاملة من المشردين. والمجرمين. والمتسولين.. والخارجين علي القانون. وأينما اتجهت أبصارنا.. شمالا أو جنوبا.. شرقا أو غربا.. يفاجئنا هذا الواقع.. المؤلم.. والمحزن.. وايضا المحبط.. والدافع إلي اليأس. رغم كل هذا.. لا يستطيع.. منصف.. أو باحث مخلص عن الحقيقة والعدل. أن ينكر.. أن جهودا كثيرة تبذل.. ومحاولات جادة ومخلصة.. تتولاها جهات متعددة. ومختلفة.. تحاول التصدي والمواجهة لهذا الواقع الكئيب والصعب.. هذا الواقع شديد الخطورة.. ليس فقط علي المناطق. التي تتعرض وتعاني. من هذه الأوضاع. والتهديدات.. والتي تنذر بنتائج. ومصائب أكبر وأخطر.. علي مجمل الشعوب والأقاليم الرازحة تحت ويلات هذه الظاهرة المرعبة.. لكن الحقائق. والوقائع. والصورة بشكلها العام.. الواقعي والمستقبلي.. تؤكد. وتثبت في كل يوم.. وكل لحظة أن السياسات.. والبرامج.. والمخططات.. التي تقوم بها وتمارسها السلطات. والحكومات. وبالطبع شعوب هذه المناطق لا تكفي. لوقف ما يمكن أن تسفر عنه الأوضاع من مصائب.. وأن الضرورة تفرض علي جميع الأطراف اساليب وتصرفات واجراءات عملية وايجابية.. تضع حدا لمسلسل التدهور المتواصل. *** صحيح أن الملايين من المواطنين. المقيمين في هذه المناطق التي نتحدث عنها.. هم الضحية الأولي والأساسية من هذه الأوضاع.. لكن الصحيح أيضا.. أن العديد أيضا من هذه الملايين التي تعاني.. هم أيضا.. شركاء. وصناع. وفاعلين اساسيين من هذه المجموعات أو الجماهير.. المنفذة لكل أنواع الانحراف. والجريمة. والخراب. العديد منهم تحول إلي عصابات.. قتل. وتخريب. وسرقة والعديد منهم.. حتي البعيد عن الجرائم التي يدينها القانون.. يكتفون بالبقاء حيث هم.. يكتفون بدور المتفرج. أو المراقب. أو حتي. "المنتقد" لتصرفات غيره. مهما كان حجمها وجرمها.. ولا يكلف خاطره بالتدخل. أو بالعمل.. لوقف هذه الجريمة أو تلك الأكثر خطورة.. سواء بالنسبة لمن يمارسون "الشر".. ويشاركون في صنعه أو في استفحاله. أو من يكتفي "بالفرجة". من بعيد. أو قريب. ولا يتدخل. لمنع جرم.. أوقف كارثة عن الوقوع. الأكثر خطورة.. أن الاجراءات الإدارية أو الحكومية أو الرسمية التي تتخذ.. ورغم أهميتها.. مازالت وحتي الآن.. إجراءات.. أو مواجهات.. أو تصرفات أقل من المستوي المطلوب.. وبكثير. فما يتم من عقوبات. أو أحكام. أو تدخلات من جانب الدولة ضد المجرمين.. وضد اللصوص.. وضد من يعتدون علي حقوق الشعب والوطن.. وفي مخططات الهدم والتخريب الواضحة والثابتة.. عقوبات. مترددة. وليست صارمة.. وتحتاج لقوانين رادعة وعقوبات غير رادعة.. لا تخيف المجرم.. ولا تدعو متردد أو راغب أو محرض علي أن يراجع نفسه ويتوقف عن اقتراف المحرمات.. ومن لا يصدق هذا.. عليه ان يتذكر. قصصا عديدة. حول حالات وجرائم.. يندي لها الجبين. وأظن أحدا. لم ينس ما نشرته الصحف و أجهزة الاعلام مؤخرا.. عن هذا "اللص" الذي أمسكوا به أخيرا. وبحوزته مليارا من الجنيهات.. فضلا عن ثروة ضخمة من الذهب والمجو هرات.. حصل عليها جميعا من سرقة المنازل والمحلات.. إلي جانب هذا "اللص" جاءت قصة موظف آخر موظف حرامي.. تم ضبطه متلبسا. بقضية اختلاس عن طريق وظيفته بالبريد. حجمها 611 ألف جنيه.. وأمثال هؤلاء اللصوص من الكثرة بحيث يصعب حصره.. ووسائل الإعلام مليئة بحكايات هؤلاء وأمثالهم. *** ما أكثر ما نشاهده. ونعيشه من جرائم وانحرافات.. سواء سرقة.. أو اغتصاب.. أو تخريب وتدمير.. أو خطف أطفال.. وغيرهم والملفت في عمليات "الاختطاف" أن الاختطاف.. يمكن "فهمه" إذا كان المتهم أو المختطف. في حالة عوز أو حاجة.. ولكن ما بالنا.. وأن العديد من هذه الحالات لا يمكن فهمه أو قبوله.. فعلي سبيل المثال.. سيدة تختطف طفلا. هو ابن شقيق زوجها.. وتطالب فدية "مليون جنيه" وهذا مثل ليس شاذا. ولا غريبا.. وانما هو متكرر وبشكل فاضح انسانيا.. لكن يبقي دائما. الأكثر خطورة.. والأشد "فجرا" وانحرافا وهو ما تتحدث عنه وسائل الإعلام أيضا.. وتحكي.. كيف أن عددا من المنشأت والمشروعات والمؤسسات الاقتصادية الرسمية والتي يتجاوز رأس مالها المليارات.. بينما لا يتجاوز عائد هذه المشروعات. "الملياردية" أكثر من مليون جنيه في العام. هناك ثمة مخططات كبري.. خارجية. وأيضا داخلية.. هي الفاعل والمحرك الاساسي. لهذا كله.. وغيره وأن الوطن.. "مصر" هو الهدف.. وهو الغاية. وربما كان ما خرج من الأروقة التركية. بشأن.. إقدام "تركيا".. وهي من أهم اللاعبين في المنطقة ضد "مصر" وضد الأمة العربية. إقدام أنقرة أو تركيا. علي تحرير "الدواعش" الذين. تم القبض عليهم هناك واطلاقهم من السجون.. واستبدالهم بالصحفيين الأتراك. الذين يطالبون بالحرية.. وبالكرامة.. والديموقراطية هذه الصورة "الكئيبة" والمخزية.. هي في الحقيقة جوهر ولب السياسة التي يحاولون فرضها علي واقعنا العربي.