ما تشاهده الساحة المصرية.. والمجتمع المصري.. هذه الأيام.. هل هو صراع. أو خلاف سياسي.. بين قوي مجتمعية؟!! أم هو مؤامرة.. تستهدف الوطن وشعبه؟!! هل ما يقع من إرهاب.. وما يستتبعه. من حدوث خراب. ودمار. لعدد من المنشآت الخدمية والإنتاجية؟!! فضلاً عن سقوط أعداد من الضحايا. شهداء لجرائم قتل واغتيال وعدوان. هذا الذي يجري.. ويعاني منه.. هذا الشعب المصري البريء. هل هو أمر طبيعي؟!! أم هو حالة شاذة.. لا يحركها منطق.. ولا يبررها. أو يدفع لها أسباب طبيعية. أو يحرض علي وقوعها ما يمكن إدراكه وفهمه؟!! .. والسؤال المباشر. الذي يمكن أن نستهل به حديث اليوم.. هو: لماذا يتوجه شاب. أو مجموعة من الشباب.. نحو: ضابط جيش أو شرطة؟!! أو نحو جندي.. أو أكثر من جنود الجيش. أو الشرطة.. ويفرغ في صدورهم. دفعات من الطلقات والرصاص. التي تودي بحياتهم. وعلي الفور؟!! في حين.. أن أحداً منهم. لم يسبق للقاتل أو القتلة. أن شاهدوه مجرد مشاهدة من قبل. وأنه لم يسبق للقاتل. والشهيد أن وقع بينهما خلاف أو نزاع من قبل. يستوجب هذا العنف. وهذا العداء.. خاصة أنهما وكما سبق القول: لم يسبق أن شاهد أحدهما الآخر!! .. وفي ضوء هذه الحقيقة.. نسأل: أي نوع من الصراع هذا؟!! ومَن هذا العدو الذي تحرض علي قتله جماعات الإرهاب وعصاباته.. المستتر والخفي منها. والمعلن والصريح؟!! * * * نعرف.. وعلي مر التاريخ.. أنه دائماً ما يوجد خلاف وصراع وتنافس داخل المجتمعات الإنسانية. ولكن ودائماً.. ما ترتكز هذه الصراعات والخلافات علي أسس.. وعلي رؤي وأفكار مختلفة.. أو متناقضة.. سواء كانت الاختلافات والتباينات علي أسس دينية. أو سياسية. أو فكرية وعقائدية. ويكون هذا الاختلاف معلناً ومعروفاً. وأن يكون لكل طرف.. كبُرَ حجمه أو تضاءل.. الكيان الذي ينتمي إليه.. سواء كان جماعة متطرفة الفكر. أو كان حزباً. أو فئة سياسية. وسواء كانت هذه الجماعة معلنة ومعترفاً بها.. أو كانت جماعة سرية.. وتتحرك في الخفاء. مستخدمة كل الوسائل التي من شأنها إضعاف الدولة.. ولكنها أبداً.. ومهما كان انحرافها وتطرفها. لا تستهدف أفراداً. أو مجموعات. غير معروفة الانتماء.. أو الارتباط السياسي والعقائدي. أي لا تسمح لنفسها بقتل واغتيال أفراد لا ذنب لهم. في اقتراف أي شيء.. حتي أنهم لم يعلنوا يوماً بالانتماء هنا أو هناك.. وإنما هم مجرد مواطنين عاديين. بلا انتماء أو انحياز. * * * ولنقترب أكثر للحالة. أو الوضع الذي نتحدث عنه.. نذكر وقائع حادث جري الأيام الأخيرة.. وهو مقتل مجموعة من عناصر حركة "حماس" الإخوانية الإرهابية.. ناحية "الفيوم".. وتم كذلك القبض علي "خمسة" من عناصر هذه الجماعة الإرهابية. بناحية الجيزة. هؤلاء. وأولئك.. مَن قتل.. ومَن تم القبض عليه.. كان يضع تكتيكات جديدة لاغتيالات واقتحامات. للأكمنة الأمنية.. للجيش والبوليس. وواضح.. وفي ضوء النشاط غير العادي الذي تمارسه العصابات الإرهابية.. تحاول الأجهزة الأمنية. إحباط. المخططات الإرهابية قبل أن تبدأ في التنفيذ خاصة بعد ما قاموا به في سيناء ورفح والعريش.. وغيرها. وعلينا أن نذكر هنا ونتذكر.. أن الأجهزة الأمنية.. لا تهاجم ولا تعاقب إلا من يخرج علي القانون قولاً أو فعلاً.. ولا تعتدي أو تعاقب المسالمين... حتي وهي تعرف ارتباطاتهم. بعكس العصابات. والجماعات التي تحرض علي القتل والتخريب. والاغتيال والتصفية.. حتي وإن كان ما تدمره. هو جزء من المقومات التي ترعي مصالح المواطنين واحتياجاتهم الأمنية. والمعيشية والحياتية. فهؤلاء المجرمون لم يترددوا في تدمير محطات الكهرباء.. ومحطات المياه.. والمزارع والمخابز.. وكل شيء يمثل ضرورة حياتية للمواطن.. والغريب أنهم وأسرهم مستفيدون به. خاصة القطاعات الطبية. * * * كان من الطبيعي أن تتعلم هذه العصابات التكفيرية من الواقع الذي يعيشه العالم. بل وتعيشه دولنا العربية والإسلامية علي وجه الخصوص. فمن ينظر إلي مشاهد الخراب والدمار التي لحقت بعدد غير قليل من دولنا ومدننا.. سواء في: سوريا.. والعراق.. واليمن.. وليبيا.. ولبنان.. وتونس.. وغيرها. ومازالت الهمم متحفزة لاستكمال خطة التدمير والتخريب. لباقي الدول والمدن العربية.. وخاصة. تلك التي تبذل أقصي الجهد للنيل من مصر. كل هذا يحدث ضدنا.. وضد شعوبنا.. سواء من كان ومازال ملتزماً. بكل أسباب الأمان والاستقرار والوفاق بين دول المنطقة والإقليم.. أو ما تدفعه القوي المعادية. فخلق حالة من الصراع والاقتتال. صراع واقتتال. وعنف وعداء.. بلا منطق أو مبرر.. ولكن فقط لتحقيق حالة من عدم الاستقرار تستوجب الاقتتال والعنف الذي يجعل الحاجة إلي صفقات سلاح.. لا يستعمل.. ضرورة من الضرورات التي تنفق فيها دول المنطقة الملايين. بل المليارات التي تستنزف الدول. وتحول دون تقدمها ونموها.. وأن تبقي الأوضاع معلقة لا استقرار.. ولا سلام.. بل حالة من التربص والتحفز.. التي تبتلع الثروات وتصادر النمو.. وتقييم حالة من: اللاسلم.. واللاحرب!! وتقيم سبباً دائماً لشراء السلاح من الغرب!!