هي واحدة من المصريات التي لمع اسمها في أنحاء العالم ورفعت اسم مصر في المحافل الدولية وهي أول امرأة تشغل منصب عميد لكلية هندسة في تاريخ كندا. وأول امرأة تحصل علي الأستاذية في الهندسة الصناعية في تاريخ كندا. وأول امرأة تعين مستشارة لوزير الدفاع الكندي وأول امرأة يتم انتخابها كزميلة في الأكاديمية الدولية لبحوث الانتاج بباريس. وتم تصنيفها من أفضل نساء كندا في التاريخ. إنها الدكتورة هدي المراغي.. التي زارت مصر مؤخراً لدي مشاركتها في مؤتمر "مصر تستطيع بالتاء المربوطة" وقد حضرت وهي تحمل معها أفكاراً كثيرة وطموحات لا حدود لها.."الجمهورية" حاورتها.. وتلك هي التفاصيل: * ما تقييمك لمؤتمر "مصر تستطيع" وغيره من المؤتمرات المهتمة بالمرأة؟ ** قالت: جيدة لأنها تقدر دور المرأة. وتسلط الضوء علي نجاحاتها في جميع المجالات. المرأة نصف المجتمع. ومسئولة عن النصف الآخر. ومن المهم أن نعمل علي تسهيل طموحات المرأة. ومساعدتها لتكون عضواً منتجاً في المجتمع. هذا المؤتمر استضاف نماذج ناجحة في جميع المجالات استطعن التفوق في الخارج وأصبحن نماذج مشرفة. ومن المهم أن يكون هناك قدوة حسنة للشباب حتي نشجعهم علي الاجتهاد. وبالتأكيد هذا سيصب في صالح مصر. پ * الرئيس عبد الفتاح السيسي أطلق عام 2017 عام المرأة كيف ترين هذا؟ ** هذه لفتة طيبة من الرئيس.. المرأة هي العامل الأساسي لتقدم وازدهار الشعوب وتسليط الضوء عليها أمر في غاية الأهمية. ومع اني لا أحب التمييز بحسب النوع ولكن بالقدرات والإمكانيات. ولذا فمبادرة الرئيس السيسي بتخصيص عام للمرأة محل تقدير كبير من النساء المصريات وانا واحدة منهن. * كنت ضمن العلماء المشاركين في مؤتمر "مصر تستطيع" الذي عقد بالغردقة في سبتمبر الماضي هل ترين أن مؤتمر "مصر تستطيع بالتاء المربوطة"پهو استكمال للمؤتمر الأول؟ ** بالتأكيد.. المؤتمر الأول كان خطوة ممتازة استطعنا من خلالها التواصل مع علماء من جميع أنحاءالعالم والاستفادة من خبراتهم في جميع المجالات.. حيث استضاف المؤتمر 30 عالما من أكبر علماء العالم وكنت سعيدة انني كنت واحدة منهم. * بصفتك متخصصة في مجال الصناعة كيف ترين مستقبل الصناعة في مصر؟ ** مستقبل واعد.. لكن بحاجة إلي التحسين المستمر في أساليب التصنيع حتي تحظي بالتنافسية والجودة والإنتاجية. لأنه لا سبيل للنمو المستدام إلا بالتصنيع. فأنا عملي اكاديمي لكن تطبيقاته في الصناعة. وتكمن أهمية التصنيع في خلق فرص للاستثمار الذي بدوره يقوي الاقتصاد.پ وأؤكد أن أفريقيا ستكون في الفترة القادمة صاحب النصيب الأكبر من النمو الاقتصادي. لذلك ينبغي علي مصر الاستعداد جيدا عن طريق تدريب وتأهيل كوادر مدربة ومناخ استثماري افضل حتي تفوز بنصيب جيد من هذا النمو . * وما رأيك في الخبرات المصرية في مجال الصناعة؟ ** نمتلك ثروات بشرية هائلة استطاعت تحقيق نجاحات كبيرة. لكن نحتاج أيضا للتأهيل والتدريب. لأنه ينبغي أن تكون لديها مهارات قادرة علي تطبيقها وتكون إنتاجيتهم عالية. لابد من الاهتمام بالتصنيع حتي نحقق التطور والنهضة المطلوبة. لأنها قيمة مضافة دائما. وتخلق فرص عمل لقطاع كبير من الناس. * هناك تطور مستمر في مجال الصناعة جعل دولاً تتقدم ودولاً تتأخر.. ما السبب في ذلك ؟ ** هذا صحيح.. في الثمانينات كان ترتيب الشركات الأمريكية في الاقتصاد علي القمة. ولكن علي مر الزمن أصبحت الصين والهند في المقدمة. ومصر لديها نفس الفرص لأن القارة الأفريقية هي المستقبل. إن أنظمة التصنيع المرنة هي التي تطبق الآن وخلقت تنافسية عالية بين الشركات. وهناك أنظمة أخري جديدة دخلت الصناعة من خلال الثروة الصناعية بشكل متنوع. أنظمة الإنتاج هي التي تفرق بين شركة ناجحة وأخري فاشلة. علي سبيل المثال الحكومة الكندية تقدم مساعدات جذابة للشراكة بين القطاع الخاص والحكومة. * انت اول عميدة لجامعة كندية كيف جاء هذا؟ ** ذهبت الي كندا لدراسة الهندسة الميكانيكية وكنت البنت الوحيد في الدفعة. وكان الغرب في ذلك الوقت يعتقد ان المرأة المصرية غير مسموح لها الخروج من البيت. حدث شيء من الاستغراب في البداية لكن سرعان ما تحول الي تشجيع واعجاب بعد ما استطعت إثبات أن المرأة بعلمها قادرة علي التميز وتحمل المسئولية. * بالتأكيد لم يكن طريقك مفروشاً بالورود في بلاد المهجر.. ما هي التحديات التي واجهتك؟ ** في أول دراستي رفضتني الجامعات الكندية أكثر من مرة. ولكن كان لدي اصرار علي الوصول إلي ان تم قبولي. واستطعت الحصول علي الدكتوراه من جامعة الهندسة الكندية. وتدرجت في المناصب حتي أصبحت اول عميد لكلية هندسة كندية وحصلت علي وسام "اونتاريو" الكندي الذي يعد أعلي وسام يقدم للمواطنين هناك تكريماً لي وللوصول لهذا. بالطبع قابلتني العديد من التحديات استطعت التغلب عليها. * ما أبرز إنجازاتك في كندا؟ ** قمت بتأسيس مدينة لنظم التصنيع الآلي في جامعة ويندسور. وهي المدينة الأولي في العالم المتخصصة في صناعة السيارات. وبها أكبر معمل للهندسة الصناعية. وهذا كان السبب الذي جعل شركة "فورد" للسيارات تعينني مستشارة هندسية لها للاستفادة من أبحاثي في تكنولوجيا الإنسان الآلي. كما استعانوا بي في شركة "كرايسلر" للسيارات لتحديث مصانعها. * هل هناك آلية لاستفادة الطلاب المصريين من خبراتك الأكاديمية؟ ** مصر دائماً في وجداني. ودائماً ما أسعي لدعم القطاع البحثي والصناعي في مصر. بالإضافة لدعمي للطلاب المصريين بشكل خاص في الجامعة الكندية. الشباب في مصر هم كلمة السر وعصب التنمية الاقتصادية. ولابد أن يحصل العاملون علي التدريب الكافي والمستمر في جميع المجالات لضمان مواكبة المستجدات في العالم. * ما هو حلمك لمصر؟ حلمي.. أن تتقدم و تزدهر وتنجح خطة الإصلاح الاقتصادي. ولا سبيل للنهوض بالاقتصاد المصري إلا بالتصنيع. فلابد أن تكون المنتجات تحمل اسم "صُنع في مصر" وهذا بالطبع سيوفر فرصا للعمل ويقلل الاعتماد علي الاستيراد ويوفر العملة الصعبة.. فبدون الاتجاه الي التصنيع سيظل امل التقدم حلماً لن يتحقق للنهوض. * ماذا يمكن أن تقدميه لوطنك الأم؟ ** اسعي دائما لدعم القطاع البحثي والصناعي في مصر من خلال خبراتي.. أتمني نقل وتطبيق أساليب الإنتاج الحديثة التي يتم تنفيذها في مصانع كندا وأمريكا وأوروبا إلي المصانع المصرية. الجامعة في كندا لا تكتفي بتدريب الطلاب. لكن تقوم بتنفيذ مشروعات كبيرة في مختلف المجالات مع شركات مختلفة. لأن الصناعة هي العمود الأهم في تحقيق التنمية المستدامة لأن التصنيع يشمل الإنتاج الصناعي والحيواني والزراعي وغيرهما. ونظرا لوجود فجوة في مصر يمكن أن يتم تحويله لفرصة للتطوير وسد هذه الفجوة. * ماذا نحتاج حتي تستطيع مصر التقدم صناعياً؟ ** يجب وضع إستراتيجيات واضحة تضمن وصول مصر للاكتفاء الذاتي خلال 10 سنوات أو أقل. كل فرصة عمل في قطاع الصناعة توفر حولها 10 فرص عمل بمجالات مختلفة. وهذا يعني توزيع الثروة علي عدد أكبر من الشعب وعدم تركزها في قطاع صغير من رجال الأعمال. * وهل في رأيك مجال الصناعة يتولي مسئولة انعاشه الدولة فقط أم للمجتمع المدني دور في ذلك؟ ** بالتأكيد المجتمع المدني له دور كبير في التنمية. لا يمكن الاعتماد علي الدولة في كل شيء بل يجب أن نقدم أولا ما علينا ثم نطالب الدولةپبتقديم ما عليها. مصر تمتلك كفاءات كثيرة وعقولاً ممتازة تحتاج فقط إلي توجيه. * أريد منك كتابة روشتة نجاح للشباب المصري؟ ** الثقة بالنفس اول طريق النجاح.. لكن ينبغي أن تكون ثقة ممزوجة بالمعرفة والخبرة والعلم والصبر علي الوصول للهدف. پ