علي الرغم من كل الجهود التي تبذلها "السلطة المصرية".. وفي كل اتجاه من أجل الخروج بالوطن. من أزماته.. ومواجهة المؤامرات المتعددة والمتنوعة. التي تحاك ضده. من جانب العديد من الأطراف. الدولية. والإقليمية.. والمحلية.. إلا أن الواقع يكشف لنا. وبكل وضوح.. أن الأزمة التي تتعرض لها مصر.. مازالت قائمة.. ومتجددة.. ومتنوعة. والسبب.. وكما هو واضح. وجليّ.. هو..: أن أعداء مصر.. يتكاثرون.. والطامعون فيها.. ثروة.. وموقعاً.. ودوراً.. تزداد أطماعهم ويتضاعف جشعهم. يوماً بعد يوم.. لكن الأكثر من هذا العداء المتصاعد.. والطمع الذي لا حدود له.. هو.. أن المصريين.. وأقصد شعب مصر جميعه.. لم يجمع كلمته. وإرادته. ويكتِّل قواه. ويوحِّد أهدافه.. ويتخذ القرار الحاسم.. ويعلن.. أننا جميعاً. شعب هذا الوطن.. قد توحدت كلمتنا.. واجتمعت إرادتنا.. وقررنا وضع نهاية. وبلا رجعة. لفرقتنا.. وعقدنا العزم.. علي أن تلتئم صفوفنا.. وننبذ خلافاتنا.. وأن يكون قرارنا الأول والأخير.. هو أن نتحرك جميعاً. وبكل الإصرار علي لم الشمل... وعلي علاج الخلل والعوج من الأمور.. وأن ننطلق معاً إلي الأمام.. وأنه لا مجال للتوقف.. أو التلكؤ.. أو التكاسل. علي الشعب المصري.. بجميع طوائفه وتجمعاته.. أن تنبذ وإلي الأبد. فكرة.. .. الاعتماد علي السلطة. أو علي الدولة. في اتخاذ وتنفيذ ما يحتاجه الشعب والمجتمع من أمور.. فالمسئولية.. جماعية.. والدولة أو السلطة.. بلا مشاركة كاملة من جميع طوائف الشعب وبلا استثناء.. وهم.. وتصور منقوص.. فالواقع يقول.. ويثبت لنا كل يوم. وكل لحظة.. وفي كل اتجاه.. أن الدول التي نهضت.. وبنت صروحاً. صناعية. وزراعية. وإنتاجية واجتماعية.. قامت علي أساس هذه الوحدة.. وهذا التكامل الحتمي.. بين..: السلطتين.. التنفيذية.. والشعبية بين سلطة الحكم وأجهزته وأدواته.. وبين إرادة الشعب.. وهمته.. وقواه الفاعلة والقادرة.. *** إن هذه الأخبار. والحكايات والروايات.. التي يتناولها الإعلام بأجهزته وأدواته.. والتي يروجها بإصرار. وفخر.. والتي تدور في معظمها. عن الانحرافات... وعن الرشاوي والسرقات.. والتي تدعو. بصورة وقحة وسافرة. إلي تدمير هذا البلد. واستلاب حقوق مواطنيه.. هذه الحكايات. والروايات. هي جزء أصيل من مؤامرة. ضرب هذا الوطن.. وتدمير كياناته.. وهدم رموزه. فبينما تعلن الدولة كل يوم.. عن مشروعات عمرانية جديدة.. وعن البدء في إنشاء "مدن متكاملة".. وإقامة مناطق صناعية في مطروح.. علي سبيل المثال.. وغير مطروح. وتأسيس شركة استثمارية. مهمتها طرح نسبة من أسهم هذا المشروع للبيع.. من أجل العمل علي اتساع حجم المشاركة الشعبية في المشروعات الجديدة.. في نفس اللحظة.. تملأ الصفحات المشبوهة. حكايات عن عصابات. من كل نوع. وملة.. بعضهم ضباط.. استولي أحدهم علي 2/1 مليون رشوة.. وأحدهم "ربة منزل".. وعصابتها.. استولت علي ما يزيد علي المليون. ثم عصابة ثالثة. ورابعة وخامسة.. تأخذ من الأزهر. ومشيخته هدفاً للنيل من رموز "مصر" التاريخية. والدينية. بل والوطنية. هذا فضلاً عن الملاحقات. التي تقوم بها الأجهزة الأمنية المصرية ضد العصابات من أصحاب القدرات الفنية والتدريبية التي تقوم بتصنيع العبوات التفجيرية. والناسفة.. والتي اتخذت من العديد من الشقق السكنية. ومن المزارع.. مأوي ومراكز... للتصنيع.. والتدمير والانتشار.. وقد كشفت عمليات الملاحقة والمتابعة والحصار. التي تتولاها الأجهزة الأمنية.. أن هذه العصابات الخطيرة. قد حققت نوعاً من التدريب.. ونوعاً من القدرة علي المناورة والحركة.. ما مكنها من الانتشار.. والانتقال من موقع إلي آخر.. ومن محافظة إلي أخري.. واستطاعوا أن ينشئوا العديد من المزارع علي الطرق الدولية. وجعلوا منها.. مخازن للأسلحة.. ومراكز للتصنيع.. والانطلاق.. صحيح أن الأمن يلاحق.. ويضرب.. ويعاقب.. لكن المسألة تحتاج.. وكما سبق القول.. إلي المواطن العادي.. وفي كل شبر من أرض مصر.. أن يتابع.. ويكشف.. ويبلغ عن كل هذه التصرفات. والنشاطات المشبوهة.. التي تستهدف.. أمهاتنا.. وبناتنا.. وشبابنا. وكل أبناء وطننا.. وبلا تمييز.. وهم في ذلك لا يراعون ديناً.. ولا دنيا. *** الجدير بالملاحظة.. في هذه الصورة الكئيبة.. أن من يقومون بالقتل. والتخريب.. ومن يقومون.. بتدمير المؤسسات والمصانع.. ومن يلاحقون الضباط والجنود.. من أبناء الجيش والشرطة. بالقتل والاغتيال.. هؤلاء جميعاً يقدمون أنفسهم.. وكذلك شررهم وجرائمهم. علي أنها "حروب مقدسة".. من أجل رفعة شأن الدين.. وانتشار أحكامه ومبادئه.. والسؤال.. أي دين هذا الذي يتحدثون عنه..؟! وأي إسلام هذا الذي يودون نشر مبادئه وأحكامه وشرائعه. وما قولهم.. في هذه "الأطنان..". وبالملايين التي تقوم قوات الأمن كل يوم.. بضبطها. ومصادرتها.. عشرات الملايين من "البانجو.." المخدر.. ومثلها.. وأيضاً بالملايين. من الحشيش.. وكذلك كل المحرمات.. التي امتلأت بها مساحات واسعة من أرض مصر.. هل يمكن القول.. إن هناك "فتوي.." قام بها "علماء.." أو "فقهاء.." هذا "الفصيل..". من أهل الضلالة والكفر.. خرج بها عليهم أي أتباعهم .. أو علينا. نحن أبناء هذا الشعب.. فتوي خرجوا بها.. "تحلِّل الحرام..".. وتجرِّم الحلال.. فتوي.. تحرِّم الشعب من زرع كل ما فيه حياة ومنافع البشر.. فتوي.. تحرِّض الناس علي زراعة كل ما حرَّمه الله.. إن هذا الفصيل.. "الكافر..". من أهل مصر.. لابد من استئصاله.. إن من يترك أرض مصر.. بخيرها.. وبحارها ومياهها. وثرواتها.. نهباً لهؤلاء البغاة. والقتلة. دون أن يتصدي لهم. ويحاربهم. ويطاردهم. ويلاحقهم أينما ذهبوا.. أخشي أن أقول.. يصبح شريكاً لهم في الإثم وفي الجريمة. وإذا كان المتآمرون الأجانب.. والمتآمرون المحليون قد اختاروا. وقرروا. اختيار طريق الكفر والإفساد.. فلا شك أن الغالبية العظمي من أبناء هذا الشعب مازالوا علي الطبيعة الشريفة. التي فطرهم الله عليها.. وإذا كانت بعض الظروف.. وبعض المؤثرات. الداخلية والخارجية قد أخذت البعض منّا. بعيداً عن الحق وعن الشرف وعند الأصول الثابتة لديننا الحنيف. فالذي لا شك فيه.. أننا جميعاً.. لابد من العودة إلي ما دعانا إليه الله سبحانه.. ولابد من كشف الزور والضلالة ولابد من الإلتزام بالقيم العليا.. ونبذ كل ما هو فاسد ودنيء..