وفوضي عامة.. تجتاح المنطقة العربية.. ودولها.. ولا أحد يريد.. أو يكلف نفسه.. بالتوقف أمام كل هذه المشاكل والقضايا ليتعرف وبصدق.. علي حقيقة هذه الأمور ويكشف ما يحيط بها من صدق.. أو ما تقوم عليه من أكاذيب.. لا أحد ومن كل أطراف الخلاف والصراع والنزاع.. أن يتوقف وبكل الجدية.. والرغبة الأصيلة أمام ما يدور ويقلب ويناقش.. طبيعة وتفاصيل وأبعاد سوء الفهم ودواعي المواجهة. من أجل ان يكشف للجميع.. محركات هذا الخلاف والنزاع ويكشف الأسباب الصادقة والصحيحة التي حملت حزمة من الظواهر والادعاءات المغلوطة ويجعل منها واقعا وحالة عامة وسائدة تحاول ان تفرضها علي الوضع العربي العام بدوله وتجمعاته.. وحتي عصاباته لتصبح الصورة ومن كل جنباتها.. الظاهر منها والباطن.. صورة كئيبة ويتحول الوضع العام معها إلي ظاهرة "فوضوية".. يستحيل معها ويستعصي أي تقارب أو حل. فقد نجح المدبرون.. والمتآمرون.. والعملاء.. في أن يخلطوا.. الصالح بالطالح وأن يجمعوا في سلة واحدة بين ما خططوا له من تآمر وأكاذيب وبين المسار والوضع الحقيقي للأحداث والتطورات.. فعلي حين فجأة.. وبلا أسباب أو مقدمات فوجئنا جميعا.. بل وفوجيء العالم معنا بأن هناك صراعا مصريا- سعوديا حول مستقبل ومصير جزيرتين.. علي مدخل مضيق تيران وهما جزيرتا تيران وصنافير والجزيرتان متواجدتان في مكانهما منذ مئات السنين. والجزيرتان.. لا يسكنهما بشر. والجزيرتان ظلا إلي وقت قريب.. محل تفاهم وتعاون بين القاهرة والرياض.. حتي قبل أن تقوم المملكة العربية السعودية وقبل أن تصبح دولة مستقلة وكانت المملكة هي التي طلبت من السلطة المصرية أن تتولي مهمة الدفاع والمحافظة علي الجزيرتين حتي في ظل أصعب الظروف حينما كانت المنطقة مهددة من جانب العدوان الإسرائيلي للسيطرة علي هذا الممر الهام الممتد إلي الأرض المصرية. *** ما يثير الدهشة.. والعجب.. انه بعد ان بدأت العلاقات العربية - العربية تسير في اتجاه ايجابي وعقلاني وأخوي.. خاصة بين القاهرة والرياض أخذت قضية الجزيرتين وفجأة تطفو علي سطح الأحداث وفجأة وبلا مقدمات تحولت الجزيرتان إلي حالة صراع وخلاف مصري - سعودي يتحدث عن ملكيتهما هل هي من أملاك السعودية.. أم من أملاك مصر.. وقد بادرت القاهرة بالاعلان عن قرار تشريعي قضائي يعلن عن ان الجزيرتين.. ملك. للمملكة السعودية. لكن الملاحظ.. ان هذا الحكم القضائي المصري لم يلق الترحيب والقبول الواجب من جانب الشقيقة السعودية ورغم الاستقبال الحار الذي قابلت به القاهرة. العاهل السعودي وسلمان بن عبدالعزيز بعد صدور الحكم.. إلا ان المثير للعجب والدهشة ان العلاقات المصرية - السعودية انحرفت إلي طريق واتجاه مختلف تماما عما كان متوقعا وكانت المفاجأة.. هو ما أصاب العلاقات من "جمود".. ومن توتر وما لحق بالتعاون والتفاهم والعمل العربي المشترك خاصة المصري - السعودي من حدة ومن تباعد فأوقفت السعودية اتفاقها مع مصر بمدها بالبترول وأوقفت العمل في بناء الجسر الرابط بين البلدين في شمال سيناء. الغريب في الأمر.. ان كلا من المملكة السعودية ومصر لم يكشفا وحتي الآن الأسباب التي أدت إلي هذا التوتر وهذا الهجوم وهذه البرودة غير المبررة. ولاستكمال المؤامرة أو الخطة المدبرة سلفا - لتؤكد الوقائع - تم تعبئته علي الساحة العربية أو الشارع العربي بالأحداث والمشاكل والصراعات حيث امتلأت مصر بالقوي والجماعات بل والعصابات التي تنهش في الدولة المصرية وتتهمها بأنها باعت أرض الوطن المصري المتمثل في تيران وصنافير للسعودية واتجه الجميع نحو القضاء باتهاماته وشكاواه. *** عند هذه المرحلة.. علينا أن نتوقف قليلا.. أمام هذا المشهد الكاذب والمخيف.. ففي الوقت الذي كانت تسعي فيه الدولة المصرية.. نحو تعاون ولقاء حقيقي بين أكبر دولتين في المنطقة العربية المملكة العربية السعودية ومصر وتمد جسور التواصل واللقاء من أجل عالم عربي متحد ومتعاون.. إذا باللعبة كلها. تتحول إلي ما قرره. المتآمرون: - ادانة لمصر.. بأنها فرطت في التراب المصري. - وخصومة سعودية.. لأن مصر لم تمكنها من السيطرة علي الجزيرتين. والغريب في الأمر.. ان أحدا في مصر.. ولا في السعودية.. سبق له الحديث عن تيران وصنافير وعلي امتداد أكثر من خمسين عاما.. إلا في مناسبات محدودة.. تم فيها حسم الخلاف - ان وجد - أساليب أخوية وبتفاهم لم يفسد للود بين الطرفين قضية.. هذا الوضع الجديد.. أو هذه الحالة التي وصلت إليها الأمور.. تكشف للأسف.. أن أطرافا خفية.. أو أطرافا قوية هي التي دبرت وتآمرت علي أوضاعنا العربية وعلي علاقاتنا الثنائية.. والمتعددة الأطراف ودفعت بنا جميعا في اتجاهات صعبة ومخيفة. فالمؤامرة الدولية بأطرافها العالمية وبشركائهم من العصابات المحلية.. أخذت بالوضع الجديد بجميع أطرافه وقواه في اتجاه سبق ووضعته وقررته ودفعت بالجميع إليه وهو تقسيم ما تبقي في العالم العربي دون تقسيم وهو: * المملكة العربية السعودية ومصر وسوريا لتستكمل به ما حققوه: في العراق وفي اليمن وفي ليبيا والدفع بهذه الانقسامات والخلافات نحو: القضاء الكامل علي ما تبقي من الدولة السورية واشاعة الفوضي والاضطرابات والمشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في مصر. وتقسيم المملكة السعودية إلي خمس دويلات ونزع سيناء من مصر وضمها لإسرائيل بديلا عن قطاع غزة والقدس ومعظم أراضي الضفة الغربية هذه هي الخطة "المفضوحة" والمكشوفة أمام الجميع سواء داخل المنطقة العربية.. أو خارجها. *** وإذا كانت هذه هي طبيعة المؤامرة.. وهذه هي مفرداتها وتفاصيلها.. بصورة واضحة ومفصلة.. فما هو رد فعل العالم العربي بدوله وقواه.. وما هي طبيعة التحركات والتصرفات والأعمال التي علينا أن نمارسها وعلي الفور.. قبل أن يصبح هذا المخطط المخيف.. موقع التنفيذ وعلي أرض الواقع. وبكل الصراحة والصدق وبصرف النظر عن الحقائق والأسباب التي وترت أو جمدت العلاقات المصرية - السعودية.. هل يتصور أحد ان المؤامرة التي يجري تنفيذها.. وتتجمع قوي الخارج وعدد من عصابات الداخل من أجل تحويلها إلي واقع معاش علي الأرض.. تعطي المبرر أو الحق لدولة أو جماعة أو قوة في العالم العربي.. أن تظل في وضع سلبي أو ان تبقي مراقبة لما يجري أو تكون "شاهد زور" علي ما يحاك ضد بلداننا وشعوبنا.. فالمؤامرة التي يدار تطبيقها وتنفيذها ووضعها حقيقة لا تقبل الشك علي أرض الواقع. هذه المؤامرة.. ستضرب في الأساس: - المتخاذلين - والمتفرجين - والأغبياء أصحاب الرؤية المنحرفة. ولن تصيب فقط.. من يتصورون انهم فقط هدف المؤامرة.. ذلك ان دولار وضعوها في مخططاتهم هدفا وغاية مثل مصر لن يسمحوا بأن تمر هذه المؤامرات بسهولة ويسر كما يتوقعون.. وإذا كانت المشاكل.. صغيرها أو كبيرها.. تؤثر علي الواقع المصري الآن. إلا ان مصر قادرة علي الصمود.. وعلي التصدي.. وقادرة علي مد يد العون والمساعدة والدعم للأشقاء الذين تستهدفهم المؤامرة ويدركون خطورتها.. وليس أمام عالمنا العربي بشعوبه وقواه الحية من سبيل الا بالمواجهة.. والعمل المشترك لإفساد المؤامرة وصد العدوان.