وذلك علي الرغم.. من وجود "شواهد".. كثيرة ومتعددة تؤكد وجود.. خلاف.. أو نزاع.. أو سوء فهم. وعلي الرغم من تناول أجهزة الإعلام هذه "المسألة" بكثير من الحيطة والحذر.. وتجنبها الخوض في "تفاصيل" من شأنها أن تزيد الأمر "سخونة". وتعقيداً.. ورغم. تجنب الأجهزة الرسمية. والأمنية. في البلدين.. مصر والسعودية.. الغوص في هذا الشأن.. وبحث ظواهره. وأسبابه ودواعيه.. إلا أن حالة من "الركود".. والهوادة. تطبع العلاقات والنشاطات بين البلدين.. ولا يبدو علي سطح الأحداث. ما يعكس. أو ينبئ بوجود نشاط.. مشترك.. أو توجهات وأفكار مشتركة تأخذ البلدين الشقيقين.. إلي طريق عمل موحد ومشترك.. يصب في صالحهما.. وفي صالح الجماعة العربية ككل. وعلي الرغم مما يثار.. وتتناوله وسائل الإعلام بالشرح والتعليق حول أسباب "الفتور".. أو الخلاف.. إلا أن هذه المسائل وغيرها.. لا ترقي إلي المستوي والحجم الذي من شأنه.. إذا تواصل وتصاعد إلي وقيعة.. بين الدولتين الهامتين.. في المنظومة العربية السعودية ومصر. وإذا كانت "سوريا".. أحد أهم أسباب "التنازع".. والخلاف بين البلدين.. فالواقع يحتم. ويؤكد ضرورة.. أن تكون "المسألة السورية".. أحد أهم عناصر اللقاء.. وتصفية أي خلاف بين مصر.. والسعودية. فسوريا.. رغم كل ما يجري داخلها.. ويحيط بها من صراعات. ومواجهات وأزمات.. ليست بأي حال من الأحوال. طرفاً معادياً وبعنف للمملكة العربية السعودية.. ولا أتصور أن ينجرف إلي موقف فاعل ومؤثر علي الأوضاع في المملكة. وسوريا. بموقعها. وتاريخها. ومستقبلها الذي تسعي لتأمينه تمثل. عنصر "أمان".. واستقرار لمستقبل مصر.. ومستقبل المنطقة العربية.. رغم علاقاتها المتعددة والمتشعبة مع عدد من القوي العالمية مثل "روسيا".. وبالتالي.. لا يجب أن تأخذنا.. الخلافات الجانبية.. كتلك التي تحيط بالعلاقات.. السعودية. السورية.. وهي نزاعات أو خلافات قديمة.. وتكاد تكون شخصية.. إلي صراع عميق.. يضع الدولتين العربيتين الهامتين السعودية.. وسوريا. إلي بؤرة صراع. ومصدر خلاف حاد. يقود إلي حرب مباشرة.. أو إلي خلاف ومواجهة إقليمية.. *** لهذا.. ونحن نحاول قراءة وتحليل الأوضاع في منطقتنا.. وبين دولنا العربية. بعضها البعض.. علينا.. أن ننظر.. وبشكل شامل.. إلي الوضع برمته وإلي "المؤامرة الدولية" بجميع أبعادها وجميع أطرافها.. لنتبين من خلال هذه الرؤية. أو النظرة.. إلي.. المطلوب.. والمسعي. الذي تدفعنا وتقودنا إليه.. المؤامرة.. فإذا كانت هناك.. بعض الخلافات "العربية.. العربية".. أي بين هذه العربية. وتلك.. لابد لنا من التعمق والتعرف علي.. هذا الخلاف. شكله.. وحجمه وأبعاده. ونتائجه. فإذا كان خلافاً محدوداً.. أو ذا أبعاد. بسيطة.. فواجبنا.. تجاوزه.. أو إرجاؤه. وتأجيله.. مع حرص كامل علي حله وفي أقرب وقت.. ذلك أن الصراعات والنزاعات المترتبة.. علي الخلافات المحدودة. والبسيطة.. يمكن تضخيمه.. وتصعيده. حتي يصعب تجاوزه. والقضاء عليه.. قد تكون هناك. بعض التصرفات.. وبعض المواقف.. أو التصريحات من هذا الجانب العربي. أو ذاك.. وأدت إلي "غضب". أو رفض من الجانب العربي الآخر.. فعلينا في هذه الحالة.. احتواء. الغضب. أو الخلاف.. أو سوء الفهم.. وهذه النقطة تضعنا مرة أخري.. أمام. ما يمكن اعتباره.. أهم وأخطر سوء فهم.. أو فتور.. أو خلاف بين أهم دولتين عربيتين.. وهما.. ومرة أخري.. مصر من جانب والسعودية من جانب آخر.. فإذا كانت المؤامرة الدولية.. قد استطاعت حتي الآن.. أن توقف التفاهم.. والتعاون المصري السعودي.. فها هي اليوم.. تأخذ الجميع.. خاصة.. القاهرة.. والرياض.. إلي مجال أخطر. وأصعب وأعقد. بالدفع بالمملكة العربية السعودية.. إلي "أثيوبيا".. وإلي "سد النهضة".. بالتحديد.. وتحاول أن تقدم المملكة.. كممول.. ومساهم في بناء السد.. وفي إقامة مشروعات علي الحدود المصرية.. من شأنها.. وإذا سارت في طريقها المرسوم.. إلي التأثير علي حصة مصر من المياه.. وحرمان البلاد من شريان الحياة.. أو إلي دفع مصر إلي مواجهات عسكرية. مع جيرانها. ومحيطها. مواجهات من شأنها وقف الجهود الخاصة بمحاربة الإرهاب واستئصاله.. وقف كل مشروعات التنمية والاستقرار.. *** من هنا.. علينا نحن العرب.. أن نتجاوز. ونعبر. "المطبات"... ومظاهر سوء الفهم والخلافات.. ونركز علي.. مواجهة الأخطار الحقيقية.. التي تتضمنها.. وتقوم عليها المؤامرة الدولية والإقليمية.. ونكشف ما بقي من هذه المؤامرة.. من مراحل وخطوات.. لأن المؤامرة التي نتحدث عنها.. قد استطاعت.. أن تقضي علي "ليبيا".. وتجعل منها.. مسرحاً. للعصابات.. والدويلات.. والقوي.. التي تحركها أياد خارجية.. بل وعربية أيضاً.. لتكون منطلقاً. ومصدراً. للهجوم والعدوان علي باقي الدول المجاورة. كمصر.. وتونس.. وكذلك السودان وغيرها.. هذه المؤامرة أيضاً.. استهدفت "العراق".. ومزقته إلي أشلاء ثلاثة.. ودمرت القاعدة الصناعية والاجتماعية والخدمية والإنسانية. التي أقامها صدام حسين.. كما دمر الجيش ومنشآته.. وها هي "العراق" التي مزقتها المؤامرة. تحاول أن تعيد وحدتها. وتبني دولتها من جديد.. وتحاول تطهير أراضيها. من عصابات داعش وغيرها.. إلا أن تركيا وقطر وغيرهما.. لم يتوقفا عن دعم. ومد العصابات بالمال وبالسلاح.. حتي لا تقوي علي النهوض من جديد.. المؤامرة أيضاً.. وضعت سوريا ومن البداية.. علي قائمة أولوياتها.. ودفعت إليها.. بالعصابات المسلحة. المستوردة من أكثر من 42 دولة من دول العالم.. لتعيث فيها فسادًا.. ولتقسمها إلي دويلات.. ولولا أن "بشار الأسد".. استطاع بعلاقاته الدولية. خاصة مع روسيا.. أن يحفظ علي "السلطة الوطنية". قدراً هاماً من السيطرة علي المقومات الأساسية للدولة. مثل الجيش.. والعاصمة.. ومساحة غير قليلة من أراضي الدولة.. لانتهت "سوريا".. كما كانوا مقدرين لها.. والأمر المؤكد.. أن المؤامرة. كما خططها ورسمها "الكبار".. كانت تتضمن.. أن تستمر مخططات التخريب والتدخل والإرهاب لتشمل.. كما سبق الإشارة.. المملكة العربية السعودية.. ومصر. وبذلك.. يكون قد تم القضاء علي "الأمة العربية كلها".. خاصة.. دولها الحاكمة. والمؤثرة. والفاعلة.. خاصة الدول التي تستطيع أن تبني عالماً عربياً.. قوياً.. موحداً.. وفاعلاً.. قوامه.. مصر.. السعودية.. سوريا.. العراق.. ليبيا.. الأردن.. والملاحظ.. أن "الأردن".. قد تم إدخالها أخيراً.. في مشروعات التخريب والإرهاب والفوضي. *** من أجل هذا.. وغيره كثير.. فالملاحظ.. أن حالة من "الهياج".. والعنف السياسي والإرهابي.. تحركها وبعنف. الدول الغربيةالأمريكية الأوروبية.. ومعها دول المنطقة فاقدة "الهوية". والهدف النبيل.. مثل تركيا.. وقطر. هذا "الهياج".. والإجرام الإرهابي.. يستهدف.. إثارة حالة من الفوضي والعنف.. في المنطقة. ويستهدف إقامة حالة من الغضب. والكراهية. بين شعوب المنطقة.. وبين دولها.. حالة يتعذر فيها التعرف.. علي الأسباب والدوافع.. ويتعذر الوقوف عند أطراف بعينها.. تحرك في الداخل.. وعلي الأطراف.. وفي المحيط.. من أجل الاغتيالات. والتخريب.. وإسقاط النظم. لكن يبقي.. في كل الأحوال.. التحرك في اتجاه واحد.. وهو.. إسقاط مصر.. وإسقاط المملكة العربية السعودية. فبسقوطهما.. يسقط النظام العربي كله.. وبسقوطهما.. يمكن تقسيم مصر إلي دويلات.. وسقوط السعودية أيضاً إلي أكثر من إمارة.. ومن هنا وجب التنبيه.. واليقظة..