أينما.. توجهت ببصرك.. وعقلك.. وقلبك.. لأي اتجاه.. سيصدمك وعلي الفور.. "الفساد".. وبشكل صارخ. وزاعق.. وهذه حقيقة. لا مراء فيها.. ولا تشكيك.. بل وأصبحت ظاهرة طبيعية. أو عادية. لا يجادل فيها أحد ولا يستنكرها.. مشاهد أو متابع.. إلا أن الأخطر. والأكثر غرابة أن يصل هذا "الفساد..". وبأشكاله وألوانه المتعددة. والمختلفة.. إلي هذا "الحجم المرعب.." والمخيف..: سواء كان تقييمك. وتقديرك. لهذا "الفساد..".. بالنوع.. أو بالأرقام.. أو من خلال أصحابه. وصُنَّاعه. والمتاجرين فيه.. والناشرين له. في كل مجال.. وكل نشاط.. هذا الحجم "المرعب..".. والانتشار الشامل. وغير المحدود. إضافة وهو الأمر المزعج . المشاركة المباشرة. والكاملة. من جانب أطراف متعددة. من قوي المجتمع المصري.. في هذه الجريمة الكبري.. وهذه "المشاركة..". من جانب قوي ضخمة. وقادرة. وفاعلة.. بل ومهيمنة.. وكذلك مسيطرة. علي جانب هائل من ثروات ومقدرات هذا الوطن.. هذه المشاركة.. أو المساهمة. الفاعلة.. ليست مجرد ارتباط. أو علاقة. ثانوية. أو جانبية. أو عادية.. إنما هي مشاركة..: صاحب الدور المخطط. والمدبِّر. والصانع والفاعل..بل والحريص علي أن يكون "الفساد..".. والإفساد.. وتفريخ. الفاسدين. والمفسدين. والمجرمين..: سياسة.. وخطة عمل.. ومبدأ.. تنتشر. وتتوسع.. ولتشمل في البداية والنهاية كل شيء.. * الأرض.. والناس.. * الأفراد والجماعات. وقوي المجتمع المتعددة.. جنباً إلي جنب.. مع المؤسسات.. وأجهزة الدولة. ومصادر الإنتاج وأدواته.. بحيث يصعب.. بل ويستحيل الخروج علي المخطط الذي يستهدف ويعمل من أجل..: القضاء علي العنصر البشري الإنساني.. .. وتدمير كل ما يتواجد علي أرض هذا الوطن من مقومات ومن ثروات وأدوات.. ***** بكل صراحة والصدق.. ورغم اهتمامي الدائم والمباشر.. بكل ما يجري فوق أرضنا المصرية.. ورغم متابعتي المتواصلة. للسلوكيات المصرية.. سواء كانت سلوكيات أفراد.. أو جماعات.. أو قوي.. أو مؤسسات رسمية. أو غير رسمية. ورغم إدراكي. ومعرفتي العميقة.. بالانحرافات. وبالأمراض. والتجاوزات. والمخططات التي استهدفت مصر والمصريين.. ومحاولة جر المجتمع والدولة. إلي جحيم الفقر. والحاجة. ومع التسليم.. ومن البداية.. أن المخطط.. بدأ. ومازال مستمراً مخططاً استعمارياً.. صناعه من الخارج.. وشركاؤه عملاء من الداخل المصري. إلا أنني. وللأسف.. لم أتصور يوماً.. أن ينجح..: صناع التدبير.. والتخطيط.. والتعبئة والتنفيذ.. كل هذا النجاح.. بل والأخطر هذا النجاح الذي حققوه.. هو..: إن هذا النجاح الذي حققوه. والذي أصاب الملايين في حياتهم وفي أرزاقهم. وفي مستقبلهم.. ومستقبل أبنائهم.. لم يتوقف عند حد.. بل نجاح.. يجر خلفه نجاحات. وجرائم متوالية. لا تترك ذرة من أمل.. أو تسمح لطموح ولو بسيط.. أن يتسلل. باحثاً عن مخرج. من شأنه أن يوقف.. أو يضع حداً. لهذا الانهيار والإجرام المتواصل.. الذي يستهدف كل ما هو مأمول ومرغوب. ليضع حداً أو نهاية. للفوضي والضياع. ****** لقد هالني بالفعل.. عند قراءتي. لعدد من الصحف المصرية.. ما حملته هذه الصحف من حكايات.. وأنباء.. وتوقعات.. ومخططات.. ترصد ما يجري ويدور.. علي الساحة المصرية.. وفاجأني أيضاً.. أن تكون المخططات. والسياسات الإجرامية المدبرة لمصر.. والمنفذة علي ساحتها.. البشرية. والمادية.. فاجأني ألا تكون "مشاريع الجريمة".. ومخططات الهجوم.. مقتصرة. فقط علي الجانب "المادي..".. سواء ما يتعلق منه. بإفساد البشر.. أو ما يتعلق بتدمير الموارد والثروات.. لكنه اتسع علي أيدي هؤلاء "الفجرة..".. ليشمل أيضاً الجوانب النفسية.. وذهب إلي حد القيام بحملات دعائية. كاذبة. ومغرضة.. تتعلق بما تنتجه مصر. من مواد غذائية وغير غذائية.. وعلي سبيل المثال.. "هذه الحملة.." التي أخذوها إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية.. وإلي غيرها.. وتحدثوا فيها عن "فيروس A.." الذي نقله إلي المواطن الأمريكي.. إدخال "فاكهة مصرية.." في صناعة بعض المنتجات الأمريكية.. وأن هذه الفاكهة هي التي حملت "فيروس A.." وهددت به صحة المواطن الأمريكي.. وذلك بهدف تحريم التعامل أو استيراد أي منتج مصري.. وهنا.. علينا ألا ننسي "قضية ريجيني.." وكيف تحالفت جميع أجهزة العالم السياسية والإعلامية.. من أجل أن تجعل من مقتل المواطن الإيطالي هذا.. قضية عالمية ضد مصر وشعب مصر وقضاء مصر.. رغم كل ما أذيع وأُعلن عن علاقات وارتباطات ونشاطات هذا "الفتي الفذ ريجيني..".. ورغم ما تطالعنا به الأنباء كل يوم. ومن جميع أنحاء العالم عن اختطاف. واغتيال. واختفاء العشرات والمئات بل والآلاف من الشباب ومن البشر.. ولا أحد يذكر. ولا يشير إلي أحد منهم.. بينما ظل ريجيني وحكايته موضوعاً ساخناً دائماً.. والضغط به علي مصر.. ***** ثم ها هي.. حكاية جديدة.. فجروها.. ومازالوا "ينفخون..".. فيها.. ويبالغون في تفاصيلها وأصولها وأسبابها.. وهي حكاية.. "لبن الأطفال..".. واختفائه من الأسواق والصيدليات.. وقد استطاعت "عصابة..".. التآمر والتلفيق. والتزييف والإثارة.. أن تجعل منها "قضية..".. أو مشكلة شعبية.. ودفعت إلي الشارع.. بعصابات منظمة تحمل "أطفالاً..". وأخذتهم إلي الصيدليات. وإدارات الصحة ومؤسسات.. مطالبين. بالغذاء إلي أطفالهم.. وفوراً.. وإلا ذهبوا ضحية للجوع وفقدان الحياة.. هذا في الوقت التي تؤكد كل المعلومات.. أن تجار "الموت..".. ومثيري الفوضي والشغب.. ولصوص الدواء.. هم الذين استولوا علي عبوات "لبن الأطفال..". وضاعفوا سعره من 30 جنيهاً إلي 60 جنيهاً وأخفوه بعيداً عن المواطنين المحتاجين. نفس الجريمة.. جريمة سرقة المواد الغذائية من الأسواق.. واحتكارها.. ومضاعفة أسعارها. لخلق حالة من الغضب. في الشارع.. هذه الجريمة تتكرر للأسف كل يوم.. مرة مع "الجريمة الكبري..".. وهي جريمة "القمح..".. التي تدور حول المليارات من الدولارات والجنيهات.. من خلال الاستيراد "المزيف..". والتوريد "الكاذب..".. للشون.. وهذه الجريمة والتي. لم ينته التحقيق في تفاصيلها. ووقائعها بعد.. سوف تكشف أو هكذا نتمني أن تضع يدها علي أعداد هائلة. من التجار. ورجال الأعمال "اللصوص..".. والذين تطالعنا الأخبار. من وقت لآخر.. عن أُناس أعادوا ما استولوا عليه.. وهذه الأخبار عما أعادوه. تصل إلي مئات الملايين.. بل المليارات من الأموال مصرية كانت أو دولارية.. والمسألة لم تقتصر علي القمح فقط.. بل هي تنتقل إلي كل من: الأرز. والسكر وغيرها. ***** وإذا كانت التحقيقات الأولية.. قد كشفت عن تجار قد تم ضبطهم. ولديهم مخزون من السكر يتجاوز 6 آلاف طن. مخبأة في مخازن خاصة.. وكشفت عن حوالي 500 قضية أخري لتجار حجبوا السكر عن السوق وعن التداول.. بخلاف أضعاف هذه الحالات عدداً.. إلا أن هذه الجرائم.. أو هذا النوع من جرائم.. يدعمه ويؤكده جرائم ماثلة.. كشفتها التحقيقات.. تتحدث عن تهريب تخت سياحي يملكه أحد المهربين وبه حوالي 2 مليون قرص مخدر. و764 كيلو حشيش في السلوم.. وأكثر من ضعفها في أبو قير.. إضافة إلي الإمساك وضبط عربة بها 3839 طربة حشيش.. وضبط 4 عربات أخري بداخلها 9800 قاروصة سجائر مهربة.. بالإضافة إلي 5.1 مليون قرص لعقار الكبتاجون.. وهذا النشاط الإجرامي المرعب. والخطير.. لا يقتصر علي منطقة بعينها.. بل هو منتشر في كل أنحاء مصر.. وفق خطة دولية.. يدعمها عملاء الداخل ويشارك فيها كل أعداء الشعب والوطن. والأمثلة بلا حصر.. والجرائم لا سقف لها.. لكن المؤسف والمحزن.. أن عدداً لا حصر له.. من مدعي الوطنية.. ومن مدعي الفكر والثقافة.. لا يتوقفون عند هذه الجرائم العظمي.. ويواصلون حملاتهم المدفوعة والمأجورة من الخارج من أجل تعطيل مصر.. ومنعها من استكمال برامجها الهادفة للتقدم. والصلاح. والحديث.. في هذا الموضوع متصل.