يكشف خبير الرصف المهندس أسامة فتحي في دراسة هي الأولي من نوعها عن فساد الرصف في مصر ان المشكلة الأكبر هي في تكنيك إعادة الشيء لأصله.. قائلاً: إذا سرت في طريق فوجدت فيه حفرا أو هبوطا أو زحفا أو شروخا أو تكوما وتآكلا فاعرف ان هناك فسادا ثلاثيا.. مقاول غشاش واستشاري أغمض عينيه ومسئول مرتش مؤكداً ان ميزانية الرصف للطرق المصرية رغم سوئها تقدر بالمليارات رغم اننا نعاني من اسوأ شبكات طرق محلية في العالم وتشهد علي ذلك الاحصائيات الحكومية التي تشير لسقوط آلاف الضحايا من المصريين سنوياً وقد تجاوزت مصر المعدلات العالمية بمقدار 25 ضعفاً رغم ان طول الشبكة لا يزيد علي 62 ألف متر يعاني معظمها من عيوب هندسية في التصميم والتنفيذ. ثم يقول.. ما يميز الفساد في رصف الطرق أنه فساد منظم ولا يعرف أحد كيف يتم إلا العاملون في هذا المجال ومع ذلك لم نسمع عن تحقيق أجري مع مسئولين عن انهيار الطرق في مصر سواء الرئيسية أو المحلية. ويضيف ان كل اشكال الفساد نراها في إعادة رصف الطرق من العمولات والسمسرة وبيع الذمة والاستهتار وبيع الأعمال من الباطن والإهمال التنفيذ والاستلام والمعدات السيئة وفساد المعامل واستخدام المواد غير المطابقة للمواصفات كالاسفلت الذي مثل الزبد يسيح مع أول ارتفاع لدرجة الحرارة والبلاط المشروخ والبردورة المتآكلة الضعيفة والرمل المختلط بالطفلة وطبقة الأساس الضعيفة المفتتة. وللأسف اغلب المرتشين هنا من كبار القيادات رغم ان مرتباتهم تقدر بالآلاف بخلاف البدلات والأرباح. ومع ان القوانين تشترط ان تكون أعمال المقاولات من خلال مناقصة عامة إلا ان العديد من الادارات المحلية تتهرب من ذلك باللجوء للمناقصات المحدودة لشركات معينة أو الاسناد بالأمر المباشر. ويلجأ معظم المقاولين الذين تسند إليهم أعمال إعادة الشيء لأصله للغش في توريدات الاحجار الجيرية والصخرية والرمل والبودرة والبتومين والأسمنت حيث يلجأ معظمهم لخلط طبقة الحجر الجيري بالمواد الطباشيرية والطفلة والمواد الناعمة وطبقة البتومين بالكيروسين وكذلك كشط سمك من الاسفلت أقل من المطلوب وأحياناً يكشطون أسفلت سليما لزيادة الأعمال. يؤكد ان جميع الطرق في مصر وخاصة القاهرة الكبري نفذت دون مراعاة للمناسيب ودرجة الميل. ويعود المهندس فتحي للحديث عن مسئولية الاستلام والتي تقع علي المهندس الاستشاري ويؤكد ان أغلب العاملين في هذا المجال اما قليلي الخبرة أو فاسدي الذمة ومشروعات إعادة الشيء لأصله عندهم سبوبة للمال الحرام. لجان الاستلام ويؤكد ان أكبر صور الفساد هي لجان الاستلام فهي القاضي الذي يصدر الحكم النهائي والمفروض ان هذه اللجان تأخذ عينات من الأسفلت وطبقات الأساس والخرسانة وتجري تجارب معملية عليها لتحديد الجودة والصلاحية ومدي الملائمة وكذلك تجارب "الدمك" وتعتيم حالة الرصف وتحديد قيمة الخصم للأعمال المعيبة والحقيقة ان أغلب هذه اللجان لا تقوم بعملها علي الوجه الأكمل. مقاول الباطن وأخيراً تلجأ بعض الشركات التي تتولي الأعمال لبيع مناقصات إعادة الشيء لأصله من الباطن فتحقق أرباحاً تتراوح ما بين 15 - 25% وطبعاً مقاول الباطن يرغب في تعويض هذه النسبة فتكون علي حساب المواد المغشوشة والمعدات السيئة. ومع ان الصيانة عامل مكمل لأي مشروع هندسي فإننا في مصر نهملها تماماً وإذا تمت فهي بشكل عشوائي عن طريق عمالة غير مدربة بسيارة خلطة من أي نوع المهم ان لونها أسود يضعونها في الحفرة أو المطب دون نظافة أو رش مادة لاصقة ثم يتركونها للسيارات تسير فوقها للتسوية فتعود بعد أيام قليلة كما كانت.