نحن الآن.. أمام حالات جماعية.. وليست فردية من السلوكيات والممارسات "الخسيسة..". التي تستهدف. الأفراد. والجماعات.. بل والمجتمع بأسره.. نحن أمام جرائم تتجاوز. حدود العقل.. وتضرب أصول المنطق.. وتسقط من حسابها الضمير والأخلاق والمبادئ.. وكما قلنا.. ليست جرائم أو تصرفات فردية. أو شخصية.. إنما هي جريمة. مخططة. ومدبرة. وممولة.. لتوجه إلي المجتمع ذاته. وبكل فصائله وطوائفه.. قد يختلف نوع الجرائم. وأساليبها.. ولكن يبقي الهدف واحد.. وهو الناس.. البشر.. المجتمع كله.. وإلا.. فليشرح لنا.. من يخالفنا الرأي:- ضد من توجه جريمة.. "تسريب".. أسئلة الامتحانات العامة. واجاباتها..؟! ومن هو المستهدف من تدمير أعمدة الإنارة والكهرباء وقطع التيار..؟.. ومن هم ضحايا. "تسميم..". المزارع السمكية. والبحيرات.. .. وما هو "الهدف النبيل..!!". الذي يسعي إليه. تجار الموت.. وهم يبحثون كل يوم ولحظة.. عن نوع جديد. وأسلوب جديد لقتل الناس.. وتعذيبهم.. وتكدير معيشتهم.. والمسألة كما هو واضح.. ليست ثأراً.. أو انتقاماً.. أو عقاباً لأحد أو جماعة اقترفت عملاً أو جريمة.. إنما هي قصد مبيت.. وهدف محدد.. وجريمة عامة وشاملة.. وضد الدولة والناس. * * * وهذا الذي يتم من جرائم كل يوم.. وفي كل اتجاه ليس صدفة.. ولا يتم عن غير قصد.. وكما قلنا.. لا يستهدف فئة أو جماعة.. دون أخري. إنما الغاية والمقصد.. هو التدمير.. للبشر.. وللدولة.. ولذلك تتم الجرائم بلا تمييز.. فمثلاً.. تسريب أسئلة وأجوبة الامتحانات.. من الخاسر. ومن المستفيد.. الكل خاسر.. سواء نجحوا جميعاً.. أو رسبوا جميعاً.. أو سادت الفوضي.. وسقط نظام التعليم.. من المستفيد اذن..؟ المستفيد بالتأكيد.. هو من دبر. وخطط. ومول. وكّلف العملاء بالتنفيذ.. وإذا كان العملاء المنفذون.. من داخلنا.. من أبناء هذا الوطن للأسف .. فلا فرق.. فصانع الجرائم ومدبرها.. "مجرم..".. والوسيط والمشرف علي التنفيذ مجرم أيضاً.. والمنفذون وبنفس الدرجة. وليس أكثر أو أقل من نفس الفصيل الخسيس والمجرم.. هم جميعاً.. وعلي تنوعهم واختلافهم.. المخطط.. والممول.. والمدبر والمنفذ.. جميعاً خونة.. للحق وللضمير.. لصوص. لأرواح البشر والناس هم أيضاً قتلة. بشكل مباشر وغير مباشر.. وهم دعاة. للجهل. والأمية والمرض.. ودعاة للتخلف والانحطاط.. وإذا كانت جريمة تسريب الامتحانات.. هي التي خرجت علينا مؤخراً. ويحاول البعض من "صناع الإعلام المزيف وأصحابه..".. التعامل معها بخفة.. وكأنها.. "سقطة..". أو تقصير من أجهزة الدولة ووزارة التعليم.. أو كأنها "شطارة..". من جانب من "سرق.." الأسئلة والأجوبة.. وسرق أسرار التواصل.. ودفع "بالوليمة..!!". الحقيرة. إلي الطلبة. في مقاعدهم.. من يحاول ترويج هذا..:- * سواء اعتبروه تقصيراً. أو سقطة. * أو اعتبره الآخرون شطارة. كلا الأمرين جريمة حقيرة.. تستهدف وبشكل مباشر الشعب المصري وأبناءه. نستهدف أن ننجب أجيالاً. جاهلة.. من ناحية المعرفة والتعليم.. وننجب أجيالاً. هي حصيلة. أو محصلة.. "سرقة".. وتزوير.. بمعني أن يكون حصاد هذه "اللعبة" الدنيئة والحقيرة... جهلاً بلا حدود.. لأن المعرفة الصحيحة غير متواجدة. وفساد ذمة وأخلاق.. قبلت الحرام ولم ترفضه.. وتواطؤ. وشراكة مع مجرمين دبروا. ومولوا واداروا. جريمة. استأجروا لها محترفين وهواة.. وخونة.. خونة للحق.. وللعدل.. وللأصول. * * * ما أكثر ما نشاهده. ونعايشه هذه الأيام.. من انحرافات.. وشذوذ في السلوك وفي الأخلاق.. وما أبشع مايمر علينا.. من إبداعات دنيئة.. وحكايات وأعمال. تثير الإشمئزاز.. وإذا كان الفاعلون الأصليون.. المدبرون والمخططون والممولون.. قد ابتعدوا بأنفسهم أو بتواجدهم المادي.. عن مسارح الجرائم والانحرافات ومواقعها. وتركوا التنفيذ والمباشرة والمتابعة للعملاء المحليين. وعلي اختلاف رتبهم. ومعارفهم.. إلا أنهم باقون كفاعل ومخطط رئيسي.. لأن اللعبة في البداية والنهاية لعبتهم.. والجريمة. كفكرة وتخطيط وتنفيذ.. جريمتهم.. والهدف في أصله وبدايته ونهايته.. هو تدمير كل ما من شأنه أن يأخذ أو ينتقص من المخطط الاستعماري. القديم والدائم.. وإذا كانوا قد قرروا أي الدول الاستعمارية أن يمتنعوا ويتوقفوا عن المشاركة المادية علي الأرض. بقوات عسكرية من بلادهم.. وأن يحاربوا معاركهم. بجنود دول أخري محلية.. أي الحرب بالوكالة. فما يفعلونه ويمارسونه بالنسبة للتآمر. الميداني والمدني.. في الاقتصاد والسياسة. والاجتماع.. يتم أيضاً بالوكالة.. وكما ذكرنا.. يخططون.. ويضعون مشاريع التخريب والقتل والتدمير الاقتصادي.. ويدربون أطرافاً محلية للتنفيذ. * * * ما يثير الدهشة.. والغضب.. والحيرة.. أن كل هذا الذي يجري ويتم.. مكشوف.. ومعروف.. وأن أبطاله. أو رجاله. أو بمعني أصح أدواته وعملاءه كلهم معروفون ومكشوفون.. وكلهم يعيشون معنا.. وإلي جانبنا.. ولا أحد يمس لهم طرفاً.. بينما هم لا يتوقفون عن قتلنا.. ومصادرة مستقبلنا.. وقطع الطريق أمام أي محاولة للتقدم.. * هل السبب هو الفقر.. والحاجة..؟ * هل السبب هو سنوات التغييب. والغياب التي استمرت حوالي 40 سنة مع السادات ومبارك.. تم فيها تجريف النفوس والعقول والضمائر.. * أم أن السبب.. هو عودة "الشبق..". والطمع الاستعماري القديم إلي أصحابه.. فانطلقوا من جديد أكثر عنفاً وشراسة.. لنفس الأهداف.. ولكن من تغيير الوسائل.. * ثم هل سنظل هنا في مصر. مدة أطول. لكي ندرك حجم الخطر.. ونعقد العزم معاً. نحن أبناء هذا الشعب الأصلاء.. علي رفض كل المخططات.. وكشف كل العملاء.. وتجنيد وتفعيل دور. ونشاط كل الشرفاء.. ونقرر معاً .. نحن شعب مصر.. المواجهة وبقوة وعزيمة لكل من يعمل أو يحاول أن ينال من عزة مصر وعزمها.. وإذا كانت "سنوات التغييب..". والتجريف قد أصابتنا بعض الشيء.. أو حتي الشيء الكثير.. إلا أن هذه المؤامرة الضخمة والجريمة المتعددة الأطراف والأشكال سوف تسقط علي رأس مدبريها وصانعيها. ومنفذيها والمشاركين والمؤيدين والداعمين لها.. والمراقبين والمشاهدين بشماتة أو بسلبية لوقائعها المتعددة.. وإذا كان "الابداع الاجرامي قد تفوق في الابداع والتخطيط والتنفيذ.. فالمؤكد وبمشيئة الله تعالي.. سوف تتغلب إرادة المواجهة. وعزم. الانتصار عليها جميعاً.. وإذا كان علينا ودائماً.. أن نتذكر وعلي الدوام.. أن مسلسل الجرائم ضد مصرنا وشعبنا.. قد استهدف..:- انفار الناس.. والارتفاع باعداد العاطلين.. بخلق جو من الإرهاب وعدم الاستقرار.. حتي لا يتوجه الزوار والسائحون إلي مصر.. .. واستهدف وقف برامج التصنيع.. عن طريق سرقة العملات الأجنبية العاملين بالخارج.. قبل أن تصل إلي البلاد.. وبالتالي يصعب استيراد المواد الأولية اللازمة.. وقطع الغيار الضرورية.. .. كما استهدفت شركات الطيران. المصرية وغير المصرية. مثل الطائرة الروسية.. حتي تتوقف الحركة الناقلة رايح جاي .. ويعم الكساد. المؤامرة لجأت أيضاً إلي فكر الشارع.. أو بمعني أدق الأسلوب "الشوارعي.." فاشعلت الحرائق الضخمة في العديد من الأحياء الكبري والمحافظات.. من أجل اثارة الذعر والفوضي من جانب.. وحرق العديد من مراكز العمل والانتاج الشعبي الذي يتعيش عليه الملايين.. باختصار.. لجأ المجرمون إلي كل الأساليب.. الخسيس منها. والمتطور. فمن استخدام تكنولوجيا رفيعة ودنيئة لاسقاط الطائرات.. إلي حرائق تبدو بدائية.. ولكنها تكنس وتزيل الحياة وأسبابها. لكن يبقي دائماً.. أن مصر بإذن الله وهمة شعبها باقية.. وتبقي الإرادة والعزم المصري بقادرين علي النصر..