يتواصل الحديث مع الخامس عشر من شهر شعبان الكريم. وما حدث فيه من تحويل القبلة الشريفة عن بيت المقدس إلي الكعبة المشرفة. أخرج الشيخان "البخاري ومسلم" والنسائي والترمذي ومالك وابن ماجه عن البراء بن عازب. قال: أول ما قدم رسول الله المدينة نزل علي أجداده أو قال أخواله من الأنصار. وأنه صلي قِبَل بيت المقدس ستة عشر شهراً. أو سبعة عشر شهراً. وكان يعجبه أن تكون قبلته قِبَل البيت. وأنه صلي أول صلاة صلاها "صلاة العصر". وصلي معه قوم. فخرج رجل ممن صلوا معه. فمر علي أهل مسجد وهم راكعون. فقال: أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله قِبَل الكعبة. فداروا كما هم قِبَل البيت. وكانت اليهود قد أعجبهم إذ كان يصلي قِبَل بيت المقدس. فلما ولي وجهه قبل البيت أنكروا ذلك. فنزلت الآية: "قد نري تقلب وجهك في السماء...." البقرة: 141. فقال السُفهاء. وهم اليهود: "ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها" البقرة: .142 وقد كان من معالم المحنة في تحويل القبلة أنه إذا كانت العقيدة الإسلامية لا تطيق لها في القلب شريكاً. ولا تقبل شعاراً غير شعارها المفرد الصريح. فإنها لا تقبل راسباً من رواسب الجاهلية في أي صورة من الصور. وبالتالي لا مشقة لها ولا عسر في أن تخلع للنفس عنها تلك الشعارات. وأن تنفض عنها تلك الرواسب وأن تتجرد لله. تسمع منه وتطيع حيثما وجهها الله تتجه. وحيثما قادها رسول الله تُقاد. وبعدما صرفت القبلة إلي الكعبة بشهر في شعبان من السنة الثانية من الهجرة. فرض صوم رمضان أو الإطعام عن كل يوم مسكيناً.. يقول الله تعالي: "يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون...." البقرة: 182. ..183 فكان من شاء صام. ومن شاء أطعم عن كل يوم مسكيناً. ثم كان إيجاب صوم رمضان عيناً بقوله تعالي: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هُديً للناس وبينات من الهُدي والفرقان. فمَن شهد منكم الشهر فليصُمه..." البقرة: .185