نحن كمصريين وأصحاب حضارة تمتد لأكثر من سبعة آلاف سنة.. كثير منا يفتقد الإحساس بالجمال واللمسة الفنية في كل ما تقع عليه عيناه سواء في البيت أو المدرسة أو النادي.. فلا يستطيع أن يميز بين الجمال والقبح رغم ان قدماءنا المصريين كانوا يقدسون كل ما هو جميل!! وكما يقول صديقي العزيز سمير غريب ان مدننا المصرية تعاني كثيرا من التلوث البصري في مبانيها وتعديها علي الشوارع والأرصفة وطالت التعديات علي كثير من المباني ذات القيمة المعمارية والتاريخية. ويمكن أن تتفق أو تختلف مع فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق.. ولكنك لابد أن تقر انه كان فنانا وصاحب رؤية جمالية حينما فكر في إنشاء الجهاز القومي للتنسيق الحضاري في عام 2006 وأسنده إلي سمير غريب الفنان أيضا الذي أخذ يطبق الوسائل العلمية والفنية والإدارية في إضافة اللمسة الجمالية والتشكيلية للمدن والأحياء في جميع محافظات مصر واستعان في ذلك بالمتخصصين في مجال العمارة المصرية وأساتذة الفنون الجميلة. حينما جلست مع المهندس محمد أبوسعدة سعدت كثيرا بأفكاره والرؤي التي يريد تطبيقها في الجهاز الذي تولي رئاسته لهذا الجهاز منذ أقل من 3 شهور فهو فنان وتخرج في كلية الفنون الجميلة قسم عمارة واعتبره الرجل المناسب في المكان المناسب.. وهمه الأول ان مصر تصبح جميلة ولا يتأتي ذلك إلا بنشر الوعي بين المصريين.. وكما يقول ان الاحساس بالكتلة والفراغ حولها ملك لكل المصريين.. ولابد من تعليم الطفل منذ الصغر بالذوق العام والإحساس بالجمال في كل ما حوله ويبدأ ذلك من المدرسة والنادي ومشاهدته في التليفزيون برامج تنمي إحساسه بالجمال وتجعله يميز بين الجميل والقبيح. أعجبني كثيرا فكر المهندس محمد أبوسعدة واعداده لمركز بحثي ومشروع "كالتشراما" ويعني عرض أفلام وثائقية عن القاهرة بنظام ثلاثي الأبعاد بالتعاون مع مركز توثيق التراث الحضاري.. كما أعجبتني فكرة "ممشي المقياس الترفيهي" بمنطقة الروضة ليكون مشروعا لجذب السائحين إلي منطقة مقياس النيل هبة مصر.