استكمالاً لمسلسل فساد رصف الطرق يواصل معد الدراسة المهندس أسامة فتحي كشف الأسرار مشيرا لمسئولية استلام الطريق التي تقع علي عاتق المهندس الاستشاري ويصف أغلب العاملين في هذا المجال اما بالجهل أو خراب الذمة مؤكدا ان نجاح المهندس المشرف هو شهادة جودة للطريق حتي ولو كان المقاول فاسدا. ثم يقول: هيئة الطرق والكباري تشرف علي تنفيذ أعمال الطرق الرئيسية والنتيجة سوء أغلب الطرق والمحاور لأن "زيتنا في دقيقنا" كما يقولون.. فالمهندس المشرف عندما تسلم أعمالاً تم تنفيذها من شركات الوزارة فانه يجاملها لأنهم زملاؤه أما الطرق التي ترصفها وزارة الاسكان فهي تعاني من عيوب قلة خبرة مهندسي الجهاز .. أما في المحليات فمشروعات الرصف "سبوبة" ونتائج المعامل فيها مطابقة علي الورق فقط. ويتحدث عن كثير من لجان الاستلام مشيرا إلي انها لا تقوم بعملها علي الوجه الأمثل لأنها تعتبر تسلم الطريق فرصة للحصول علي مكافأة من الشركة المنفذة وأغلبها تتسلم المشروعات علي الورق حتي ولو لم تكن مكتملة وحتي لا تتعرض الشركة المنفذة لغرامات تأخير!! بعض متخذي القرار من الفاسدين يفصلون المناقصات علي شركات معينة ويفرضون اتاوات عليها وتختلف بين المكافأة الشهرية أو تعيين الأقارب أو السفر للخارج بحجة المعارض والتسوق والفسحة علي حساب الشركة وليس بعيدا عن ذلك ما نشر منذ أيام من أن تكلفة رصف 2 كيلو متر من كورنيش النيل أمام ماسبيرو تكلف 25 مليون جنيه!! ومع ذلك لم نسمع حتي الآن أن مسئولا كبيرا عزل من وظيفته أو حتي تمت مجازاته لاهمال شركته أعمال الصرف!! وكأن الطرق في مصر لم تشبع من الفساد حتي يأتي فساد الكبار الذين تدخلون في تحديد أولوية الرصف وهم عادة ما يختارون الشوارع التي يسكنها القيادات حتي لو كانت حالتها جيدة فمنذ عام 1980 وحتي عام 1990 تم تغيير بلاط أرصفة وسط البلد والميادين أربع مرات طبقا لمزاج كل محافظ!! أما بلاط مجلس الوزراء وكوبري قصر النيل فقد استبدل بالرخام تلبية لطلب رئيس مجلس الوزراء وحيث لا تجرؤ أغني دول العالم علي تركيب رخام في شوارعها. وفي مصر الجديدة غيرت جمعية تنمية وتجميل حي مصر الجدبدة والتي كانت ترأسها سوزان مبارك بلاط الحي ثلاث مرات في شهرين!! وقد كان موسم الانتخابات وبالا علي ميزانيات الرصف فكان يعاد رصف الطرق لارضاء فتحي سرور أو زكريا عزمي وكذلك عند زيارة الرئيس أو حرمه لمنطقة معينة بل ان مشروع طريق مصر اسكندرية الصحراوي تغيرت مسافات الكباري العلوية بعد تدخل رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف ليوفر دقائق علي موكبه في طريق ذهابه من بيته لمكتبة في القرية الذكية هذا غير مجاملة أصحاب المزارع الخاصة التي يمتلكها عدد من المسئولين وكبار رجال الأعمال. ويلعب مقاول الباطن دورا خطيرا في فساد الرصف حيث كان ابراهيم سليمان مثلا يسند لاحدي شركات المقاولات المشهورة المناقصات بالأمر المباشر رغم انها غير متخصصة في رصف الطرق فكانت تسند الأعمال لمقاولين من الباطن بأرباح تتراوح بين 15 25% وطبعا المقاول يريد تعويض هذه النسبة فيكون ذلك علي حساب المواد المغشوشة والمعدات السيئة. وأخيرا تأتي الصيانة تلك الكلمة التي لا تعرفها الادارات الهندسية فلا يوجد قسم خاص بها ولا عقود لشركات صيانة ولا حتي جهات متخصصة فيها تتبع المحليات.