كراهية بلا حدود.. وعنف لا يستثني فئة أو جماعة.. وحقد لا أصل له. ولا منطق يبرره.. وفوضي. يدفع بها المخططون والمدبرون. في كل اتجاه. لتأخذ الناس والبلاد. إلي مجهول.. عواقبه وخيمة.. ونتاجه مدمر. هذا وغيره.. بتفاصيله.. وأساليبه المتنوعة والمتعددة.. موجه ومركز علي مصر.. بشعبها.. وأرضها. كل هذا وغيره يستهدف العقل المصري.. والضمير المصري.. والسلوك المصري.. والمستقبل المصري.. لماذا كل هذا.. وغيره كثير؟!! خاصة أن مصر.. لم تعتد علي أحد.. ولم تغتصب حقاً للغير.. ولم تتبن أفكاراً. أو سياسات.. تأخذ البلاد والمنطقة. إلي الفوضي والإرهاب؟!!.. بل العكس هو الصحيح.. فأرض الكنانة.. هي أكثر دول المنطقة تعرضاً للإرهاب.. سواء كان إرهاباً مدروساً. ومخططاً.. أو إرهاباً عشوائياً.. وفي الحالتين.. المخطط.. والعشوائي.. لا تستطيع أن تتبين أسباباً واضحة ومقبولة.. تدفع المدبرين. والمنفذين إلي هذا العنف. وهذه الجرائم.. التي لا تستثني بشراً أو جماداً.. صحيح أن التركة التي خلفها "مبارك".. وجماعاته.. تركة مخيفة. ومرعبة.. جرفت العقول والنفوس.. وهجرت إلي خارج مصر.. العقول.. وأصحاب المعرفة.. والقيادات الرشيدة.. ونشرت الفساد. في كل شبر من أرض مصر.. وصنعت من السلب والنهب.. واغتصاب الحقوق مبدأ. وسياسة لكن الصحيح أيضاً.. أن الشعب المصري.. أو المواطن العادي والبسيط.. قد خرج عن بكرة أبيه.. رافضاً هذا الوضع. باحثاً. وفاعلاً من أجل إقامة نظام جديد.. ووضع جديد.. من شأنه أن يفرض الحق والعدل.. كان ذلك في 25 يناير ..2011 إلا أن المؤامرة الدولية.. ومدبريها قد هالهم ما حدث.. فانقضوا علي الثورة.. وخربوها.. وسرقوها.. وسلموها لعملائهم من جماعات الإسلام السياسي.. وعصابات "الليبرالية المزيفة".. الذين جري إعدادهم. وتدريبهم. وتمويلهم. وتسليحهم. في مراكز صنع وتفعيل جريمة التآمر في الخارج.. في أمريكا. وعدد من الدول الأوروبية والشرق أوسطية. وقد ساعدهم علي الإنجاز. وسرقة الثورة.. حُسن النية عند جماهير الشعب.. وأيضاً.. غياب القيادات الوطنية.. الحاملة لبرامج إصلاح. ومناهج عمل.. لصنع واقع جديد. * * * ثم كانت الثورة الثانية.. لشعب مصر.. في 30 يونيه ..2013 وسقطت "الجماعة".. وعصاباتها.. وظن المدبرون. والمتآمرون.. من الداخل. خاصة المدعين لليبرالية والديمقراطية. وحقوق الإنسان.. أنهم هم الورثة.. وأنهم قادرون علي الإمساك بالزمام.. وبالفعل تولي المسئولية. والسلطة.. عدد من "النّىخَب المزيفة".. المرتبطة بالمخطط الأمريكي الأوروبي. فأصبح "البرادعي".. نائباً لرئيس الجمهورية.. وتولي رئاسة الحكومة الدكتور حازم الببلاوي.. وإلي جانبه عدد لا بأس به من نواب رئيس الوزراء. والوزراء.. أمثال زياد بهاء الدين.. وغيره.. بما يعني أن الثورة الثانية "30 يونيه".. سلمت السلطة إلي عدد كبير ممَّن يعتبرون أنفسهم "أهل النخبة".. وأصحاب الرؤي التقدمية. وفجأة.. وبلا سبب مقبول ومعقول. وجدنا "البرادعي" يتسلل منسحباً. وتبعه زملاؤه من المرتبطين بالخارج. صاحب المؤامرة.. ومفجرها. في حين أن هذه المجموعة ذاتها.. والتي تقوم الآن بالهجوم والتشكيك. كانت وهي تمسك بزمام الأمور وقتها.. كانت قادرة علي القيام بفرض إدارة مستنيرة.. وإدارة فاعلة.. خاصة أنها تمسك بجميع الشئون والسلطات.. وتسندها جماهير شعب كامل. خرج بأكثر من 30 مليون مواطن. لكن اتضح أن تعليمات أصحاب المؤامرة في ا لخارج.. خشوا أن تستعيد البلاد هيمنتها.. وأن تبدأ الدولة الجديدة بعد ثورة 30 يونيه. في ضرب الفساد.. وإعادة الاستقرار.. والتحرك نحو عصر جديد. من التنمية والبناء. والنتيجة.. لهذا الترتيب الجهنمي.. هي إدخال البلاد في موجات من الخلافات.. ومن الصراعات.. ومن العنف. وكان من بين النتائج الإيجابية. أن أحداً من هؤلاء الذين انضموا إلي البرادعي في انسحابه. وخروجه علي الدولة المصرية.. لم ينجح في أي شيء.. بل فقدوا جميعاً. مكانتهم وسمعتهم.. بل وتاريخهم.. إذا كان لأحد منهم تاريخ يذكر. والمثير للدهشة.. أن عدداً منهم يحاول الآن العودة إلي الأضواء من خلال مقالات صحفية.. أو تعليقات تليفزيونية.. أو مشاغبات. واجتهادات سياسية عقيمة ومرفوضة. * * * والواضح والمثير.. أن القوي الأجنبية.. صاحبة مخطط الفوضي.. وضعت بديلاً علي أرض الواقع.. متمثلاً في "حرب ضروس".. ضد مصر وشعب مصر.. من خلال حصار اقتصادي قاتل ومخيف.. ومن خلال سرقة عائدات المصريين العاملين في الخارج.. ومن خلال قطع الطريق أمام الاستثمارات الأجنبية. وحتي المحلية.. حتي لا تتوفر الأموال اللازمة للبناء والتنمية. هذا.. مع خلق حالة من التشكيك.. والإفساد.. والفوضي.. وأخيراً.. وليس آخراً.. العمل وبجميع الوسائل والحيل. الخسيسة والدنيئة.. إلي دفع جماهير الشعب التي تعاني الفقر. والعوز والحاجة.. إلي التظاهر. وإلي العنف والجريمة. ففي الوقت الذي تحاول فيه الدولة المصرية. بمؤسساتها المختلفة. والمتعددة.. القضاء علي العشوائيات.. وبناء المساكن لمن لا مأوي لهم.. وبناء المصانع.. والمشروعات الكبري والمتوسطة والصغيرة.. إذا بالعشرات. أو المئات.. من الحرائق.. تنشب في كل أرض مصر.. ليس في العاصمة وحدها.. ولكن في مختلف المحافظات. ومع هذه الحرائق المرعبة.. والتي تدمر وتهدم وتقضي علي ثروات مصر.. من مصانع. ومتاجر. ومنازل.. ومحطات للكهرباء والماء.. تطفو علي سطح المجتمع المصري.. مناظرات.. واجتهادات وتفسيرات بشأن هذا العدد المهول. من جرائم الحرق والتخريب والفوضي. البعض يتحدث وبقوة ويقين.. بأن هذه الحرائق ليست حرائق جنائية.. وأنها ليست أكثر من خطأ بريء.. أو إهمال غير متعمد.. بينما يري البعض الآخر.. أنها جرائم مخططة. ومدبرة.. ووراءها من دبر. وخطط ونفذ. وبصرف النظر.. عما إذا كانت الحرائق نتيجة تخطيط وتدبير محكم.. أم كانت عشوائية.. ولا تحمل شبهة جنائية.. أو تدبيراً إجرامياً.. إلا أن النتيجة واحدة.. وهي استهداف مصر.. وشعب مصر.. وممتلكات مصر. فحينما نعيش ونشاهد 27 حريقاً ضخماً. ينشب خلال 9 ساعات فقط لاغير.. ويتكرر الحدث بحجمه وآثاره في أكثر من محافظة وأكثر من مكان.. علينا أن ندرك وعلي الفور.. أن المقصود.. مصر وشعب مصر. فتدمير الممتلكات.. والثروات.. ونشر الاضطراب والفوضي.. لا يمكن أن يكون مجرد صدفة.. أو إهمال. * * * لا شك عندي.. أن عدداً غير قليل.. من الغلابة والفقراء.. من أبناء شعبنا يشاركون في ارتكاب العديد من جرائم التخريب. والحرق. والتدمير. وإشاعة الفوضي. فالفقر والجوع. والحاجة الملحة.. قد تدفع البعض إلي "الكفر".. ولكن علينا جميعاً. أن ندرك ونتأكد.. أن الأموال. والرشاوي التي يقوم بصرفها وتوزيعها. العملاء. والمخططون الكبار. علي أهل الحاجة.. للقيام بجرائم التخريب والفوضي.. لن تصيب بشرورها وآثارها.. البعض من أهل مصر. دون غيرهم.. ولكن المؤكد أن التأثير والنتائج المرعبة.. سوف يصيبان الجميع. وبلا استثناء.. الأغنياء وأصحاب المصالح.. كما تصيب المواطن البسيط. سواء وصله جانب من الرشوة والفساد أو لم يصله. ولهذا فعلينا جميعاً.. أن نتصدي لهذه المؤامرة الكبري.. وعلينا ألا نصدق هذه الأكاذيب التي يروجها المخططون المجرمون وعملاؤهم. وعلينا أن نتذكر.. أن مصر ليست الوحيدة في العالم التي تآمر عليها الغرب الأوروبي وأتباعه الجدد.. "فالهند".. صاحبة المليار والمائتي مليون مواطن.. قد مرت بهذه التجربة.. وبهذه المؤامرات. واستطاعت بوحدة شعبها وهمته. أن تتجاوز هذه المحنة.. وأصبحت من الدول المهمة في العالم. وإذا كانت الهند في محنتها قد استطاعت أن تعبر مراحل ثلاثا من نهرو إلي ابنته أنديرا. إلي الحفيد راجيف غاندي.. لتصبح ما هي عليه اليوم.. فنحن أولي أن نحذو حذوها.. ونجتاز محنتنا وظروفنا الصعبة. ونتغلب علي المؤامرات المحاكة ضدنا.. بأيدينا وهمتنا. وبتصميمنا علي عدم الاستكانة.. وهو ما يجري حالياً علي أرض الواقع. وإذا كانت التجربة الهندية جديرة بالعودة إلي تفاصيلها.. فهو ما سنفعله في حديث قادم.. مع التوقف في نفس الوقت عند عدد من المشاهد. والحالات والتصرفات المخزية. والإجرامية. التي يمارسها العديد من رجال أعمالنا.. سواء بالنسبة للقمح.. أو الأرز.. أو غيرهما من الممارسات الحقيرة والمتدنية.