لا يختلف اثنان علي النجاحات الكثيرة التي حققها المصريون بعد الثورتين فحصول مصر بإجماع دولي علي المقعد غير الدائم بمجلس الأمن انجاز وعودة مصر إلي مكانتها المستحقة في محيطيها العربي والافريقي انجاز آخر أما انهاء مشروع توسعة قناة السويس في عام واحد وبتمويل محلي فهو سباق مع الزمن يبرز عقيدة التحدي وإرادة النجاح أما استصلاح ما يقرب من مليون فدان وتطوير شبكتي الطرق والكهرباء فهو دليل دامغ ان هناك اصرارا لتحسين نوعية حياة المصريين وفتح آفاق أرحب لجذب مزيد من الاستثمارات. وعلي الجانب الآخر لا ننكر ان هناك تداعيات سلبية أثرت بشكل مباشر علي الاقتصاد المصري كنتيجة مباشرة للعدائيات الواضحة والصريحة من قوي الشر في العالم فرأينا ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الجنيه مما تسبب في ارتفاع أسعار بعض السلع بالاضافة إلي الآثار السلبية التي لحقت بقطاع السياحة وانعكاس ذلك علي الاقتصاد المصري لكن فطنة المصريين وقراءاتهم الصحيحة للمشهد وما يحاك لهم من خلف الستار عزز إرادة التحدي وتحمل الصعاب علي عكس ما كان يشتهي المخربون والمتاجرون بآلام الوطن مما جعل من تصرفهم هذا عنوان لكل فرد يحب وطنه ويعتز بترابه. ولكن ان تستطيع الدولة التي مازالت تلملم جراحها التصدي لفلول الإرهاب في العالم التي استطاعت في غفلة من الزمن ان تتسلل إلي سيناء فهذا دليل دامغ ان مصر دولة عريقة تاريخها ضارب في أعماق التاريخ الإنساني وتمتلك جيشا قوامه خير أجناد الأرض عقيدته راسخة وارادته واضحة في الحفاظ علي الأرض والعرض مهما كلفه ذلك من تضحيات سواء أكانت بالروح أو بالدم أما الحادث الذي راح ضحيته 8 شهداء من ضباط وأمناء الشرطة إنما يؤكد ان المعركة ضد الإرهاب لاتزال مستمرة لكننا نؤكد وبحكم احداث التاريخ ان الشعوب دائما تحسم معاركها طبقا لارادتها وان الارهاب قد ينجح في القتل لكنه يخسر في النهاية. الانتباه ضروري لكل ما يحاك للدولة المصرية سواء من دول مارقة أو من خوارج مأجورين في الداخل فالأفعال الخبيثة مازالت تدبر فتارة نري صداما ما بين المحامين ورجال الأمن وتارة أخري نري صداما غير معهود بين رجال الصحافة ورجال الأمن وعلي جانب آخر نري من يؤجج نار الفتنة ما بين مؤسسات الدولة وجموع الجماهير. ولعل التدقيق في مثل هذه الأمور يكون ضرورة لمعرفة حجم المؤامرة التي تحاك للوطن وتكون دافعا لعدم ترك أي مساحة من الفراغ بين الشعب ومؤسساته ويتحقق ذلك في اللحظة التي يسمو فيها الجميع وتقدم مصالح الوطن علي المصالح الضيقة أما الاصطفاف تحت راية الوطن شعبا وقيادة اصبح أمرا ضروريا أما اللحمة والبقاء علي قلب رجل واحد اصبح أمرا حياتيا لأن خلاف ذلك يعني خلق مساحة من الفراغ ستزداد اتساعا وسيصعب تقليصها فيما بعد.