لماذا كل هذه الضجة.. وهذا الصخب.. وهذا التآمر المتواصل.. والمتعدد الجوانب.. والمداخل علي مصر.. وعلي استقرار مصر.. ولماذا.. وفي هذا التوقيت بالذات.. تفجير مشكلات وأزمات.. في وجه الدولة المصرية.. وهل صحيح أن مشكلة.. أو قضية.. مثل قضية الشاب الإيطالي "ريجيني".. تستحق كل هذه التعبئة.. وهذه الإثارة.. من أمريكا. إلي أوروبا.. إلي كل دول وإقليم الشرق الأوسط.. لوضع مصر في موقع الاتهام والمسئولية. علي ما حدث للشاب الإيطالي.. ثم لماذا خرجت. وفجأة.. قضية الجزيرتين.. "تيران وصنافير..".. واتهام مصر.. بأنها تفرط. وتتنازل عن حق مصري.. أو ملكية مصرية للتراب الوطني.. ولمن..؟! وما هو مغزي أن تعلن كل من..: تل أبيب.. والخرطوم.. وفي لحظة تفجير الأزمة وتفعيلها.. * إن "الجولان السورية..".. أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الأرض والتراب الإسرائيلي.. ولن نتخلي عنها.. * في نفس التوقيت واللحظة.. تخرج الخرطوم لتعلن للعالم كله.. أن حلايب وشلاتين.. أراض سودانية.. وليست مصرية.. ولا مجال للتخلي عن هذه الأرض. لمصر.. قبل هذه المتفجرات.. وهذه الإدعاءات.. كانت جريمة تفجير.. الطائرة الروسية في سيناء.. وقتل أكثر من مائة شخص هم ركاب الطائرة يصاحب هذا.. وتتفاعل معه.. حصار اقتصادي.. وسحب للدولار من جميع الأسواق. والمؤسسات المصرية.. لحرمان مصر. من القدرة علي توفير احتياجاتها من العملات الحرة.. لتلبية. ما ينقصها من ضرورات. يفتقدها. السوق المصري.. ****** ثم فجأة.. يخرجون علينا.. بمؤامرة.. مخططة. ومدبرة ومصنوعة.. تتحدث عن..: تفريط الدولة المصرية. والسلطة المصرية.. في أرضها.. وعرضها... متمثلة. في الاعتراف.. بأن جزيرتي.. صنافير.. وتيران. ملك للدولة السعودية.. وذلك.. في الوقت. واللحظة.. التي شهدت.. لقاء.. حميمياً.. بين العاهل السعودي. سلمان بن عبدالعزيز.. وبين الرئيس المصري.. عبدالفتاح السيسي.. واتفقا خلاله.. علي تعميق العلاقات.. وتوسيع أوجه التعاون بين البلدين.. مصر. والسعودية في مختلف المجالات.. الاقتصادية.. والسياسية.. والأمنية.. والاجتماعية.. وغيرها.. وتضمن هذا اللقاء.. والذي تم بين الزعيمين.. فوق الأراضي المصرية.. حفاوة. وحسن استقبال. وتفاهماً مع العاهل السعودي.. ربما لم تشهد مثله علاقات البلدين من قبل.. ولهذا.. ربما رأت البلدان.. مصر والسعودية.. ضرورة.. الانتهاء من كل الأمور.. أو المشاكل.. أو الأوضاع.. المعلقة. بين الشقيقين.. وكان من بينها.. أو علي رأسها.. وضع "الحزيرتين..".. الكائنتين.. علي مدخل.. خليج العقبة.. تيران وصنافير.. وقناعتي المؤكدة.. أن روح اللقاء الأخوي.. والتفاهم الكامل الذي ساد الزيارة واللقاء.. وعدم وجود. أسباب. أو مبررات.. قديمة أو حديثة.. بين القاهرة والرياض.. للتشكك. في النوايا.. أدي إلي الاتفاق علي مصير الجزيرتين.. كجزء من الأراضي السعودية.. خاصة أن مستقبل العلاقات.. كما كشفت المحادثات عنه.. يبشر بآفاق واسعة.. وتعاون يتجاوز كل الحدود.. في كلا البلدين.. ****** ربما كان من الأوفق.. والأصح.. أن يتناول الاتفاق علي ملكية الجزيرتين.. اتفاقات جانبية.. أو اتفاقات "مُكمّلة.." تتناول..: * الأمن.. * والسيطرة.. علي هذا المدخل الهام لمضيق تيران. * وتتناول. المنع والتحريم.. علي أي تدخل خارجي.. عسكري وأمني.. يؤثر علي سلامة المنطقة.. وعلي الدول المطلة عليه.. خاصة. مصر والسعودية.. ويحول دون محاولة أي من الدول الطامعة.. سواء كانت دولاً كبري.. أو إسرائيل.. من الاحتلال أو التدخل. أو السيطرة.. علي هذا المدخل الاستراتيجي.. وأعتقد.. أن الفرصة. مازالت سانحة. لصياغة مثل هذا الترتيب.. أو هذا الاتفاق.. وعلي أساس.. ومن منطلق.. المناح والروح التي سادت محادثات القاهرة.. وزيارة الملك سلمان.. أما.. أن يتحول الموضوع.. إلي مشكلة.. أو خلاف.. أو صراع علي الملكية.. فهذا أمر خطير.. وأظنه.. هو السبب الرئيسي في تفجير. الموضوع والآن بالذات.. حتي لا يتحول. ما جري الاتفاق عليه بين سلمان والسيسي.. إلي خطط عمل.. ومشروعات.. تقيم "الجسور..". الواصلة. والرابطة بين البلدين.. وتيسِّر حركة. الأموال. والاستثمارات. والمشروعات بين البلدين.. وتَعمِّق. الروابط. والتوافق. والأخوة. بين الشعبين.. وأن يكون "لقاء القاهرة..".. هو البداية الحقيقية.. والصحيحة لإعادة ترسيم المنطقة.. وإعادة بنائها.. علي أسس سليمة.. قوامها.. التفاهم.. والتعاون.. والأخوة.. ليس لمصر والسعودية وحدهما.. ولكن لمجمل الإقليم. وجماعاته ودوله.. ******* المطلوب من مصر والسعودية الآن.. هو العمل علي تجاوز هذه الأزمة. المصنوعة والمفتعلة.. وأن يسيرا معاً.. بحزم وقوة.. في طريق الأخوة والعمل المشترك.. وإذا كانت الجزيرتان. سعوديتين.. ووفقاً للوثائق والتاريخ.. فلا مانع.. من أجل مصر.. ومن أجل السعودية وكما سبق القول.. أن يتم اتفاق. حول كيفية المحافظة علي هذا "المدخل الاستراتيجي..". الهام.. اتفاق مصري سعودي.. يحفظ حرمة المنطقة.. وأمن دولها.. اتفاق تؤكده وترعاه المواثيق والاتفاقات الدولية.. ويتصدي لكل محاولة من إسرائيل. أو أمريكا. أو غيرهما. للزحف نحو هذه البقعة المقدسة.. والمسألة هنا.. ليست مسألة سيادة.. أو مسألة "عرض.." كما يردد البعض.. أو حتي مسألة ملكية.. طالما أن الملكية هنا. ملكية عربية.. فالحركة في اتجاه.. الخلاف والاختلاف.. هي الهدف الذي يدفعنا نحوه.. المتآمرون والطامعون.. والراغبون في تفجير خلاف مصري سعودي يوقف كل برامج ومشاريع اللقاء والتقارب والعمل المشترك.. أما حديث هؤلاء.. النشطاء.. وبعض أفراد النخبة.. وأعداد من الشباب. المدفوع بالمال.. أو بالجهل.. فهو حديث مشبوه.. فالوطنية.. والسيادة.. "والعرض..". الذي يعتبرونه. مرادفاً للأرض.. كلها. شعارات فارغة من أي مضمون.. طالما ظل المرددون لها.. والرافعون لراياتها.. بعيدين عن أرض الواقع.. وطالما ظلوا متربصين.. يتحينون الفرص للانقضاض.. والتشكيك.. والهجوم ونشر الفتن والعدوان.. ذلك أن الوطنية الحقيقية. هي المحافظة وبكل الوسائل علي الوطن.. والسيادة. وممارستها.. هي العمل الدءوب.. من أجل تعبئة كل الجهود.. فردية وجماعية. من أجل العمل. والإنتاج... بما يضمن حياة الناس.. وأمنهم ومعيشتهم.. بعيداً.. عن العوز.. "ومد اليد.." للتسول من الآخرين.. السيادة هي القدرة. علي حماية الموارد.. وتوظيف هذه الموارد. والأدوات. والامكانيات. للتقدم والتحرك بالوطن إلي الأمام.. لا أن تظل مردداً. لكلمات. وتعبيرات.. بينما الوطن يتآكل.. ليس فقط. بفقدان قطعة. أرض من هنا. أو هناك.. ولكن.. لأن الأرض لا تزرع ولا تنتج.. بينما الجماهير جائعة.. ولأن المياه.. تبرد. ويتم تسميمها بالملوثات. والموبقات.. فتنتشر الأمراض.. وينفق ملايين الأطنان من الأسماك والثروات. التي نحن في أمس الحاجة لها.. السيادة أيضا.. هي أن تقيم علاقات صحية. ومتوازنة.. مع الأشقاء ومع الجيران.. علاقات قائمة علي العمل المشترك.. والسيادة المحترمة من جانب كل الأطراف.. علاقات تحترم حقوق الغير.. ولا تطمع فيما يملكه الآخرون.. علاقات تعطي. وتأخذ.. وتبني بالمشاركة. لتفتح أبواب مستقبل أوسع.. أما أن نترك الحال علي ما هو عليه.. ونتمسح بألفاظ. وعناوين وشعارات.. بينما الناس لا تعمل كما يجب.. والحاجة.. وطلب المساعدة من الغير.. تزداد كل يوم ولحظة.. والرشوة. وفساد الذمم.. وتدهور المؤسسات.. أصبحت ظاهرة لا تخطئها عين.. وبينما.. يجري تصفية أو تدمير العديد من المصانع والمؤسسات الإنتاجية التي تأوي العديد من العاملين.. وتقدم الكثير والكثير من الإنتاج الضروري لحياة البشر.. كل هذا يجري ويحدث.. ولم يطرف عيننا.. موقف أو رأي.. أو فكرة للمحافظة علي السيادة.. والمحافظة علي "العرض.." كما يزعمون.. أفيقوا يرحمكم الله.. وأظنهم لن يفعلوا.. فالارتباط بينهم وبين من يدفعونهم. ويحركونهم. ويمولونهم. ضخم وعميق.. لكن وبالتأكيد.. الخطر من الاستمرار في منهجهم. وسياستهم ضخم وقاتل.. ولا يجب أن يظن أحد منهم.. أنهم بمنأي عن هذا الخطر.. فإذا كان في تصورهم.. أن الصعوبات التي تمر بها مصر اليوم سوف تحقق ما يجول بخواطرهم.. فهم واهمون.. خاصة وأن "عمر الكذب..". والخداع قصير.. وأن المؤامرة الأخيرة.. المستغلة لحكاية الجزيرتين.. مؤامرة مكشوفة.. ونجاحها يعني إفساد العلاقات مع حليف قوي وهام.. وهو المملكة العربية السعودية.. حيث تقدم المملكة من واقع الأخوة والمصير المشترك.. العديد والعديد من التأييد والدعم والمساعدة.. فضلاً عن الملايين من المصريين وعائلاتهم العاملين هناك.. وفي باقي دول الخليج.. فهل هم ساعون لتحقيق هذا الهدف "الخسيس..".. بالتأكيد نعم.. لأنهم مغفلون.. لكنه هدف محكوم عليه بالفشل.. وحتي هؤلاء الذين ضللهم الكذب والفتنة وساروا خلفهم.. سرعان ما سيعودون لرشدهم.. وكشف ضلالات العملاء والخونة..