لم يكن أكثرنا تشاؤما بحال ومستقبل اتحاد كتاب مصر. يتوقع أن يتحول من مقر دائم لاتحاد الكتاب العرب إلي مجرد فرع ¢تحت الوصاية¢ في غضون شهور قليلة. بسبب الصراع المحموم علي مقعد الرئيس. الذي انفجر مؤخرا وباتت توابعه تهدد بتجميد النقابة الوحيدة للأدباء والمبدعين في مصر. قرار الأمين العام الجديد لاتحاد الكتاب العرب الشاعر حبيب الصايغ تم اتخاذه بعد التشاور مع الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير ثقافة مصر والوصي القانوني علي الاتحاد في حال التنازع علي رئاسته. وإذا كان واجبا علي الشاعر حبيب الصايغ أن يقف علي مسافة واحدة من كل الأطراف المتصارعة علي مقعد الرئيس كما أكد في بيانه. فقد كان مرجوا أن يتدخل الوزير بصفته واحدا من طليعة المثقفين المصريين لرأب الصدع. ومنع تصاعد الأزمة. خاصة وأن الوضع القانوني الراهن ينذر بتجميد الاتحاد الأعرق عربيا والمساهم كمؤسس في اتحادات كتاب آسيا وإفريقيا. كرة الثلج انطلقت والأزمات تصاعدت وباتت تشغل حيزا من دفاتر أحوال قسم الشرطة بعد البلاغات المتبادلة بين رئيس المجلس المعزول الصديق الدكتور علاء عبد الهادي. وبين رئيس اللجنة المشكلة لتسيير الأعمال الزميل الصديق حزين عمر. ومن المؤكد أن بقاء الوضع الحالي سيضاعف الأزمة. ما لم يتدخل العقلاء لسرعة الدعوة لجمعية عمومية ¢صحيحة¢ يشارك فيها الجميع لإنقاذ الاتحاد من مصير النسيان. وأول المطالب تشكيل مجلس إدارة منتخب ومتجانس من أسماء تليق بمكانة الثقافة المصرية. وثانيها إحالة كل الاتهامات المتبادلة بين أطراف الصراع للجهات القضائية خاصة أن أغلبها يتعلق بجنح التزوير وجنايات الاعتداء علي المال العام. بعدها بات لزاما علي المجلس الجديد أن يخصص جل اهتمامه لوضع قانون عصري يحفظ استمرار الاتحاد وتطويره. بدلا من القانون القديم الذي وضعنا جميعا في هذا المأزق القانوني بمواده الفضفاضة. وهناك مطلب عام بتخفيض عدد أعضاء المجلس للنصف فلا يعقل ان يتشكل المجلس من 30 عضوا. كما يتوجب وضع مواد حازمة لقبول العضوية. خاصة أن هناك شكاوي متكررة من هيمنة ¢أنصاف المواهب¢ علي عمل المجلس. وأخيرا لا بد من وضع آلية واضحة تخرج بمعاشات كبار الكتاب ¢الهزيلة¢ ومشروع العلاج من هذه الأزمات. فلا يعقل أن يبيت شيوخ المبدعين علي رصيف الاتحاد بانتظار أن يحن أحد أعضاء المجلس ويوقع شيكات المعاشات أو يوافق علي صرف قيمة الدواء. اتحاد الكتاب مصر ¢تحت الوصاية¢ للمرة الأولي في تاريخه والسبب الصراع الدامي علي ¢مقعد الرئيس. وقبل أن يطالب المثقفون الناس بالديمقراطية واحترام الرأي والرأي الآخر. بات واجبا علي المثقفين حضور دورة ¢إعادة تأهيل¢ بحثا عن الحد الأدني من المصداقية.