رغم تقديرنا الشديد للحوار الوطني الذي يجري في قاعة الصداقة بالخرطوم قبالة النيل العظيم. ورغم اتفاقي مع كثيرين علي أنه حوار غير مسبوق. لكنني لا أراه الحوار الوحيد ولا الأفعل في تحقيق ما ينشده السودانيون. فقد يكون الحوار المجتمعي أفعل منه. واقرب إلي تحقيق الغايات. وهناك حوارات تدور بلا ترتيب ولا تنظيم تدفع دفعا كبيرا في اتجاه تقارب اهل السودان. ومنها حوارات الصحافة والإعلام وتفاعلاتها. وانشطة ومناشط مؤسسات مجتمع مدني كثيرة في هذا المجال. ويأسرني منها ما يقوم به الاتحاد الوطني للشباب السوداني. مثل الحوار الجوال. والحوار من دار إلي دار. أما حوار الحكومة مع الرافضين والممانعين من بعض القوي السياسية المعارضة الحزبية. وبعض الحركات المسلحة في دارفور. ومنسوبي الحركة الشعبية عموما. ومن اهل منطقتي النيل الازرق وجنوب كردفان علي وجه الخصوص. فهذا حوار له مكان خاص في جدول الأولوية. لخصوصية أوضاع هؤلاء ولأن سلم وتراضي أهل السودان لن يكتمل بدونهم. لم يخب ظن كثيرين وانا منهم في جولة المفاوضات غير الرسمية بين الحكومة الحركة الشعبية فتوقع كثيرون ان تحدث اختراقا وتقدما كبيرين. في ملف الحوار. ولذلك حرصت علي الذهاب إلي العاصمة الأثيوبية اديس ابابا مقر المفاوضات قبل انفضاض السامر. ورغم وصولي اديس مع نهاية الجولة مباشرة لكنني تمكنت من لقاء وفد الحركة قبل مغادرته. أول مقومات نجاح هذه الجولة بعد امتلاك الوفدين إرادة الوصول إلي اتفاق من اجل السلام والتوافق السياسي. والتراضي الوطني. أن الحوار كان مباشرا. والحديث كان صريحا ثم محدودية عدد الوفدين. والقناعات المتبادلة بينهما. واتسام الجميع بالصراحة والمباشرة. واختفاء الاجندة الخاصة. ساعدت علي ذلك. لقد كتبت كثيرا عن قناعتي بجدية ياسر عرمان في التوصل إلي حلول وطنية. وبرغم ان كثيرين لا يتفقون معي في ذلك. وهؤلاء تأسرهم بعض قصص ومواقف تاريخية وعاطفية. واكثرهم معلوماتهم سماعية. لكنني وجدت ياسر هذه المرة أكثر جدية. وامضي عزما وأوفر تفاؤلا في الوصول إلي ما يحقق طموحات اهل السودان. وحسنا اتفق الوفدان علي عقد جلسة اخري قريبا خلال الايام القليلة المقبلة. ومن اجل ان تحقق الجولة المرتقبة أهدافها. نرجو المحافظة علي تشكيل الوفدين دون زيادة او نقصان. فلقد ضبطت كيمياء عضوية الوفدين. وارتفعت عندهما درجات الثقة والتفاهم. والاكثر اهمية ان يمسك بهذا الملف في هذه المرحلة المهمة والحساسة إمساكا كاملا قائد مسيرة الحوار الوطني سعادة المشير عمر حسن احمد البشير رئيس الجمهورية. ومعه شريك الخنادق سعادة الكومندات الفريق أول ركن بكري حسن صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية.