كما اتهمت الولاياتالمتحدة وتابعوها في المنطقة وعملاؤها في الاعلام سوريا انها لا تضرب داعش وإنما تضرب وتقتل المدنيين رددت نفس الاتهامات ضد روسيا بعد ساعات قليلة من بدء عملياتها في سوريا ضد الجماعات الارهابية لم يعطوا موسكو أية فرصة هاجموها من أول لحظة كما هاجموا دمشق. قائمة الاتهامات لا جديد فيها أخرجها المسئولون الغربيون من الثلاجة وكررها خبراؤهم من زبائن الفضائيات لم يصدقهم أحد من كثرة أكاذيبهم وادعاءاتهم. التحالف الدولي المكون من 60 دولة وتقوده أمريكا مثال حلي ودليل دامغ يدينهم ويكشف مخططهم ويفضح دورهم في المؤامرة علي سوريا بدأ غاراته وحربه ضد التنظيم منذ 13 شهراً ولم يحقق حتي الآن أي انتصار أو يمنع تمدده في العراق أو سوريا. من واقع الحال والمتابعة نجد ان أفضل فترة في تاريخ التنظيم منذ نشأته من حيث التوسع والتمدد علي نصف مساحة العراقوسوريا والسيطرة علي بعض منابع النفط والغاز فيهما هي الفترة التي بدأت فيها أمريكا غاراتها عليه. ورغم هذه الحقائق مازالت السيمفونية الغربية بقيادة المايسترو الأمريكي تعزف نفس الاتهامات وضد روسيا وتحذرها بفرض المزيد من العقوبات عليها. روسيا منذ اطلاق الارهابيين أول رصاصة في سوريا أعلنت موقفها الرافض لتغيير النظام بالإرهاب والتدخل العسكري كما حدث في الخدعة الغربية بشأن ليبيا وأكدت موسكو انحيازها للشرعية ودعت إلي منع تسليح الجماعات المتطرفة ومرور عناصرها إلي سوريا وتجفيف منابع تمويلها لم يستمع أحد لنصائحها وظل موقفها من الحرب علي الارهاب لا يتزعزع رغم الاندفاع الغربي المدعوم من بعض الدول العربية لمساندة الجماعات المتشددة. روسيا ذهبت إلي سوريا لمحاربة الارهاب وليس داعش فقط لا تفرق بين ارهاب داعش وجبهة النصرة وجيش الفتح وألف تنظيم إرهابي آخر مثلهم روسيا لا تعرف الانتقائية في التمييز بين ارهاب معتدل وارهاب متطرف الارهاب هو ارهاب سواء اقترفه داعش أو النصرة أو القاعدة أو ما يسمي الجيش الحر. الغرب كما هو حاله في كل مواقفه انتقائيا يعتمد الازدواجية في المعايير يريد تطبيقها في الموقف من الجماعات الارهابية ويدعي ويروج لمبادئ وقيم جديدة لم يسبقه إليها أكثر الامبراطوريات إجراما في التاريخ عندما يسوق لما يسمي "المعارضة المسلحة المعتدلة" هل سمعنا من قبل عن معارضة تستخدم السلاح حتي تأتي أمريكا وتحاول إقناعنا ان هناك شيئا اسمه معارضة مسلحة معتدلة في سوريا هل تلك المعارضة تستخدم ألعاب الأطفال ومدافع المياه في قتالها ضد الجيش السوري هل ابتكرت أساليب جديدة في القتل "الرحيم" لخصومها هل تستخدم الرصاص المطاطي أو خراطيم المياه ومتفجرات الصوت وصواعق النواعم التي تحملها النساء في حقائبها. وما يثير الاستغراب والسحرية نصب الأمريكيون وذيولها في المنطقة سرادق البكاء وارتداء الملابس السوداء وتحويل وسائل إعلامهم إلي مناحات بدعاوي ان الروس يقتلون مدنيين مع انهم لو لديهم القليل من حمرة الخجل ما تكلموا أبداً لأن تاريخهم مجلل ب "السواد" في ارتكاب مجازر ضد المدنيين سواء في المنطقة أو في مناطق العالم المختلفة لا يعرفون لا قيما ولا أخلاقا ولا مبادئ في حروبهم. لماذا ما يجوز لأمريكا وأوروبا في فعل كل شيء مشروع وغير مشروع في حماية حلفائها وأصدقائها لا يجوز لروسيا وغيرها في مساندة الأنظمة الشرعية. أمريكا وأوروبا يساندان بلا قيود الكيان الصهيوني الذي اغتصب فلسطين وارتكب أبشع المذابح لإقامة كيانه العنصري ويساندان كل الأنظمة الديكتاتورية ويعاديان كل الأنظمة التي لا تنضوي تحت سيطرتهما يتحدثان بكل بجاحة عن حماية المدنيين والقيم وهم أول من قتلوا المدنيين وخرقوا كل المواثيق والاتفاقيات والأعراف وداسوا عليها بمجنزراتهم ودباباتهم وبأحذية جنودهم والآن يعايرون روسيا لأنها جاءت تساعد سوريا في حربها علي الارهابيين. أمريكا وأوروبا لم يقفوا مع العرب في أي عدوان خارجي تعرضوا له وإنما دائماً كانوا هم الغزاة والقتلة والمحتلين ونازحي الثروات ومثيري النعرات المذهبية والطائفية وأينما حلوا حل معهم الخراب والدمار ولم نجد شيئاً من ذلك لا من الاتحاد السوفيتي ولا من وريثته روسيا.