يعيش شباب سوهاج تحديا كبيرا من نوع خاص.. يحلمون بإحياء صناعة الحرير الطبيعي والنسيج اليدوي التي غرسها في أرض أخميم الأجداد الفراعنة وعمت شهرتها العالم القديم منذ آلاف السنين وحملتها سفن الفراعنة من بلاد بونت "الصومال" إلي "الحبشة" والفينيقيين.. حاول الكثيرون التعرف علي سر الصنعة ولم يكن أمامهم سوي الحضور إلي معقلها والانتظام علي مقاعد التلمذة. نجح بعدهم في نقل الصناعة ولكن ظل للمواد الخام أسرارها وجاذبيتها حتي لحق بها آفة الاندثار الحضاري.. تقلصت مساحتها إلي درجة الاحتضان والتلاشي والاختفاء لذلك عندما يتحول حلم الإحياء إلي محاولة تنهض علي أكتاف الشباب كان من الطبيعي الانتقال إلي قرية النسيج الطبيعي بمدينة الكوثر الوريث الطبيعي لأمجاد أخميم القديمة.. جهود مشتركة للجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني والشباب الذين ورثت أياديهم وأناملهم أسرار صناعة عظيمة ينبغي ألا تندثر أو تذهب أدراج الرياح. إنهم ألف شاب وفتاة المستهدف تدريبهم تمهيدا لإحياء صناعة منتجات الحرير الطبيعي وحيث تحمل المؤسسة المسئولة عن التدريب اسم "مؤسسة الفراعنة للتنمية والتطوير والتسويق لمنتجات أخميم اليدوية" برئاسة محمد الدقيشي وبدأت المرحلة الأولي بمائة شاب بتمويل من وزارة الصناعة "مجلس التدريب الصناعي". قال الدقيشي: أطلق علي مدينة أخميم منذ القدم "مانشستر ما قبل التاريخ" نظرا لأنها أقدم ما عرف في صناعة المنسوجات اليدوية وللأسف أهملت كغيرها من الصناعات اليدوية والحرفية وعلي الرغم من صرف الدولة ملايين الجنيهات علي إنشاء قرية النساجين بدعم من التعاون الدولي بطاقة 150 وحدة نول يدوي وخصصت أماكن للإقامة ولإنتاج النسيج والمطلوب لم يكن إنشاء الوحدات فقط أو رعاية العاملين بالنسيج اليدوي بل الأهم من ذلك تنمية وتطوير وتسويق المنتجات في السوق المحلي والأسواق الدولية. التدريب والتسويق أضاف: أطلقت المؤسسة المبادرة التي أرادت أن تشارك بها عدد من الوزارات والهيئات الحكومية من أجل أن تتكاتف تلك الوزارات والهيئات في تنفيذ التنمية والتطوير والتسويق من خلال مراحل تبدأ بتدريب الشباب والتشغيل مباشرة بعد التدريب وتطوير المنتجات لتناسب الحديث في صناعة المنسوجات والمفروشات المنزلية والفندقية وإجراء الدراسات التسويقية لتسويق المنتجات وتنمية القرية الأولي للنساجين وهناك قرية ثانية بها 122 وحدة نسيج سلمت منذ أعوام ولم يبدأ الإنتاج بها رغم أنها وفرت السكن. يستكم الحديث نورالدين بخيت المدير التنفيذي مشيرا إلي بروتوكول تعاون بين المؤسسة ومجلس التدريب الصناعي لتجريب وتشغيل 100 شاب وفتاة وواجهنا مخاوف النساجين القدامي من خلال الشباب محلهم بالتأكيد علي نقل الخبرة واستمعنا لشكواهم من اختفاء المهنة لعدم اهتمام الدولة بعامليها والخدمات التي يحتاجونها. الدنيا بخير أحد الشباب محمود عسلو من سكان قرية النساجين الثانية بادرنا بحماسه بعد أن تدرب وزوجته وصرف النظر عن النظر عن السفر إلي الخارج لينتج مع أسرته منسوجات مميزة تناسب جميع الأذواق.. معلقا "الدنيا بخير". أما إسلام حمدان فقد تدربت وأصبحت تساعد زوجها وتدعو الشباب لرؤية المشروع علي الطبيعة ومعاينة حجم الإنجاز في أقل من 3 شهور. علمت أولادي أما الشاب محمد السيد فقد تدرب هو وعدد من أفراد أسرته وتعلم في فترة وجيزة سر الحرفة علي يد النساج القديم سمير بشارة ويتمني نقل الحرفة لكل قريته بحيث يتحول كل منزل فيها إلي وحدة إنتاج. يوضح زكريا عبدالجابر - مدير التنمية البشرية بالمؤسسة - أن مائة شاب وفتاة تم تدريبهم من خريجي الثانوية النسيجية وسكان القري المجاورة ونسعي لنشر الفكرة بحيث لا تتحمل الدولة تكلفة إنشاء الوحدات. بالنسبة للشباب أحمد أشرف يوسف فقد رمي طوبة الميري بعد تلقي التدريب وينوي الاستمرار في إنتاج الكوفرتات والمفارش مع ضرورة توفير معرض دائم. وتؤكد فاتن بخيت محمد نائب رئيس مجلس الأمناء لمؤسسة الفراعنة علي دور الحي والمحافظة إلزام الشاغلين للوحدات الخاصة بالنسيج اليدوي بالقريتين بتشغيل الأنوال لديهم أو السماح للمؤسسة بتشغيل الفتيات المدربات ولم نجد أماكن كافية لعملهن. ونلمس الفرحة في وجوه من بدأ الإنتاج والعمل ونجحنا في إنشاء معرض دائم للمنتجات في القرية الأولي للنساجين ونتمني تدريب 5 آلاف شاب علي مدي 5 سنوات بتعاون الوزارات والجهات المعنية. يركز أبوبكر السيد - مدير مشروع التدريب - علي جهود مجلس التدريب الصناعي ومديرية التربية والتعليم للاستفادة من خبرة العاملين بالثانوية النسيجية بحي الكوثر وجذب الخريجات والاستعانة بقدامي النساجين في تدريبهم. ومن جديد يحاول محمد الدقيشي - رئيس مجلس أمناء المؤسسة - التعرض للمعوقات لذا يطالب بدعم المحافظة والصندوق الاجتماعي لتوفير الأنوال وعمل حضانة ووحدة صحية لخدمة الشباب وينوه بإقامة منفذ لتسويق إنتاجهم بالعاصمة في شارع عرابي بالمهندسين من خلال مركز تحديث الصناعة. أما حسني جاد - صاحب بيت ووحدة نسية في القرية الجديدة - يعمل بالصناعة منذ كان طفلا وكذلك زوجته وتوارثوها أبا عن جد وحاليا يساهمان في تدريب الشباب علي الأنوال الخشبية وينتظران وصول الحرير الطبيعي لإنتاج الأقمشة ويطالب بعمل معارض لهم داخل مصر وخارجها. ممدوح حربي صاحب بيت ونول من أبناء خميم ومعجون في المهنة جذبه للقرية فخامة المكان ونظافته وتهيئة الجو للعمل والإنتاج. سدد للبنك 53 ألف جنيه للبنك ويقوم بتجميع المنتجات بالقرية من أصحاب الأنوال وبيعها لتجار القاهرة والأقصر وأسوان يقبل عليها السياح خصوصا ذات النقوش الفرعونية ويقترح تصديرها عبر وزارة التضامن أو التعاون الدولي. تشير المهندسة أحلام أحمد السيد سكرتير عام المحافظة إلي أهمية الفكرة لاستعادة مكانة المحافظة في إنتاج الحرير الطبيعي يدويا واشتهرت به أخميم القديمة منذ أكثر من 4 آلاف عام.. أوضحت تعاون المحافظة مع كلية الزراعة جامعة سوهاج لإنشاء معمل لتربية دودة القز لإنتاج خيوط الحرير الطبيعي ملحق بهمزرعة كاملة لأشجار التوت التي تتغذي الدودة علي أوراقها وتذكرنا بتخصص أبناء أخميم قديما في صناعة أكفان الموتي من الكتان أيام الفراعنة وإنتاج الحرير الطبيعي صاحب الشهرة العالمية قديما وحديثا حتي أن رجال الدين المسيحي في أمريكا يتخذون زيهم الرسمي من إنتاج أخميم ولكن الصناعة بدأت في الاندثار لأسباب أهمها هجرة العمالة المدربة وارتفاع أسعار المواد الخام وإقبال التجار علي الأقمشة المستوردة. أما الدكتور أيمن عبدالمنعم محافظ سوهاج فيوضح الهدف من إقامة قرية النساجين لإحياء هذه الصناعة والقرية تختلف عن القديمة لأن وحدة النسيج عبارة عن بيت ريفي مجهز علي مساحة 150 متر مربع يشمل غرفتين وصالة ومطبخا وحماما ومدخل مستقل وبجواره غرفة مستقلة للنول اليدوي مساحتها 5 * 6 متر مربع بالقرية 221 وحدة وبيتا في المرحلة الأولي و24 مستفيدا وجميع الوحدات محجوزة بالكامل بالإضافة لزراعة 3 أفدنة بأشجار التوت كمرحلة أولي يتبعها 7 أفدنة أخري في مزرعة تابعة لحي الكوثر وتدريب خريجي كلية الزراعة علي كيفية شق الشرانق وتجميع وإنتاج خيوط الحرير. واحد من الشباب "سكوتر" شيماء فكرة علي الطريق حل المشكلات اليومية بطريقة عملية حتي لو استغربها الناس بعض الوقت أسلوب اعتمدته شيماء علي "30 سنة" مدرسة اللغة الإنجليزية عندما قررت تدريب الفتيات علي قيادة السكوتر وعائلة الدراجات البخارية. شيماء تقود السكوتر من 3 سنوات تراه أسهل من الموتوسيكل. أخف حجما وأقل سرعة وأرخص سعرا لمن يريد شراءه "يبدأ من 9 آلاف جنيه" ولأنه أوتوماتيك فقيادته سهلة تحتاج من المدربة فقط 4 محاضرات لتعليم أسرار قيادته. كانت تقود سيارتها الخاصة قبل أن تكتشف متعة السكوتر وعمليته. بدأت الفكرة كفسحة ضمن هواة ركوب الدراجات البخارية كل يوم جمعة في جولة يترقبها رواد كورنيش اسكندرية ثم تعودت عليه في حياتها العادية.. تذهب به إلي العمل أو النادي.. لا يستغرب الاسكندرانية كثيرا مظهر شيماء بخوذة الأمان وباقي لوازم القيادة تري في السكوتر حلا فعالا لمشكلة الزحام وصديقا للمرأة تحديدا بدلا من "فرهدة" السيارة أو صعوبة الركن. ومن إعجابها بالسكوتر. نشرته بين أسرتها فأختها أيضا تقوده وبدأت مدرستها بتأجير جراج من تاجر لديه "مكنات" ودربت حتي الآن 30 فتاة تواجدوا معها في احتفالية كبري في السبت الأول من مايو الماضي الموافق اليوم العالمي للمرأة قائدة الدراجة البخارية وانضم إليهن بعدها عدد من الرجال يقودون الموتوسيكلات ويدعمون حق المرأة في القيادة ليتحركوا معا في كرنفال مكون من 100 موتوسيكل طافوا أنحاء الإسكندرية حاملين أعلام مصر في قلعة قايتباي.. كوبري ستانلي.. المكتبة وعلي الكورنيش.. مرسلين رسالة حب وسلام عن مصر ودعاية سياحية وكان نجاح اليوم والتغطية الإعلامية العالمية مصدر سعادة لشيماء التي سعت بجدية لإنجازه وقامت باستخراج التصاريح والموافقات بل وتجهيز سيارات الإسعاف. سألناها "مازال البعض يعيب علي المرأة قائدة السيارة فما بالك السكوتر؟" فضحكت مؤكدة أنها لا تهتم بالتعليقات السلبية مادامت لا تتحدي التقاليد.. إنها تستخدمه كوسيلة انتقالة سهلة وسريعة ومريحة ومنتشرة في دول كثيرة قريبة من ظروفنا مثل أندونيسيا لذلك تطمح إلي نشر ثقافة قيادة السكوتر بين النساء بدأتها في صفحة علي الفيس بوك Iets Scoot ومدرسة علي أرض الواقع وحلمها الحقيقي تخطيط حارات مرورية لقائدي الدراجات بأنواعها لتشجيع الناس علي ترك السيارات وركوب الدراجات بما تمثله من رياضة صديقة للبيئة وخصوصا المرأة. "ولماذا المرأة؟" ترد باقتناع لأن المرأة مطالبة بأداء العديد من المشاوير بشكل يومي ما بين واجبات أسرية ومهام عمل والسكوتر سيساعدها علي توفير الوقت الذي تضيعه في زحمة السيارات ويقيها - بالطبع - بهدلة المواصلات. وتختتم "إحنا مش محطوطين علي الرف ولازم نمارس حياتنا بشكل طبيعي وعملي" وسواء كانت المدرسة تعلم تلاميذها الأطفال أو السيدات فهي تحلم بالتأثير وتطمح للتغيير والبداية دائما فكرة علي الطريق. السجن المحمول في أي مكان. مع أي حد.. في العربية وانت بتسوق. في البيت مع أهلك.. حتي لو في خطوبتك وانت العريس! أصبح كل شغلنا وكلامنا عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي ورسوله محمول في يد الجميع.. صرت أسيرا بإرادتك لسجن المحمول.. حالة من الإدمان والولع بأجهزتنا باهظة الثمن وحتي في خروجات الأصحاب هي محور حديثنا أو وسيلتنا لعيش اللحظة: شفت الشير اللي اخدته. شوفتي "سيلفي" فلانة؟ أصبحت الرسالة دون رد مصدر للزعل.. زر إعجاب غائب سبب للقطيعة. حتي مناسباتنا الاجتماعية نكتفي بكلمة تهنئة وتورتة افتراضية! صار الفيس بوك هو الحياة وانتحرت فتاة عندما منعت منه. بقي ده اللي بقينا بنتكلم عليه وده اللي يزعلك وده يفرحك! أين ذهبت اهتماماتنا الحقيقية؟ مواضيعنا المهمة؟ حكاوينا الخاصة. الموبايل بلوازمه عالم تخلقه من خيالك وتأخذه معك لكنه يحرمك من العالم الحقيقي فيبتعد القريب ويقرب البعيد.. إذا كنت تشتاق لأيام زمان والمحبة الحقيقية.. فارجع لاهتمام زمان.. اهتمام يظهر في العين والقلب والوقت. القارئة: آية حمدي طالب في مهمة عزيزي طالب الثانوية العامة.. أشعر بقلقك فمنذ سنوات كنت في موقعك.. أتحرك بين المجموعات والدروس.. أغرق بين الكتب.. لا أنام من القلق.. ويوم الامتحان.. أشعر أنني في محنة.. الورقة تتحداني وواضع الامتحان يقصد تعجيزي أما المصحح فيخصم من درجاتي بلا رحمة.. الكل أعدائي إذا؟؟ لا.. اكتشفت أن الثانوية العامة ليست مهمة مستحيلة.. هي مرحلة تحتاج التركيز.. تقسيم الوقت.. التدريب علي الأسئلة.. الفهم قبل الحفظ والأهم تحديد الهدف.. دعك من أمنيات أسرتك والمقارنات مع أقاربك والمنافسة مع أصحابك.. ماذا تريد أنت؟ ما هي الدراسة التي تمتعك؟ ما هي الكلية التي تستوعب طاقاتك؟ لا تفكر كثيرا في المجموع واجتهد في الإجابة.. كن علي ثقة بالله وبقدراتك.. واجب عما تعرف وخمن ما لا تعرف وفي النهاية المجموع لا يعبر عنك.. بل عن مرحلة في حياتك.. أنت قادر علي تجاوزها بنجاح أكبر أو بالاستمرار في طريقك.. المهم لا تقصر.. لا تكسل.. واستبشر. القارئ: أحمد يحيي