في ذكري وفاة أم كلثوم وجب علينا أن نتذكره. وهو جدير بأن نحتفي به ونذكره ونتحدث عن رحلته العلمية والأدبية. ونتعلم منه. مثل غيرنا. ولا نجحد فضله أو ننكره. نشأ يتيما كفيفا في احدي قري المنوفية. وتخصص في اللغات الشرقية. بعد فراغه من دراسته الأزهرية. وكان له دور بارز في الحركة الوطنية والأعمال الخيرية. ترجم قصيدة حديث الروح لكوكب الشرق وحقق حلم محمد اقبال شاعر الباكستان في الوصول إلي قراء العربية. لا يعرفه في مصر إلا القليل. رغم انتشار مؤلفاته في ربوع القارة الآسيوية. والعديد من الدول الإسلامية. * الشيخ الصاوي شعلان 1902 1982 "1320 1403ه". عالم ومفكر وشاعر وأديب مصري. الصاوي علي محمد شعلان من مواليد قرية سبك الأحد مركز أشمون. محافظة المنوفية فقد بصره في طفولته. وحفظ القرآن الكريم علي يد الشيخ سابق السبكي. والتحق بالأزهر الشريف. واظهر تفوقا ونبوغا طوال دراسته. وحصل علي المركز الاول في معظم السنوات. حصل علي الشهادة الثانوية الأزهرية سنة 1924 وشهادة العالمية 1932 وقد تأخر في الحصول عليها بسبب مواقفه الوطنية خلال ثورة .1919 كان عضوا بلجنة الطلبة خلال الثورة ممثلا للأزهر الشريف. وشارك في المظاهرات التي اجتاحت البلاد آنذاك. وكان أشهر خطباء الثورة. التحق بكلية الآداب جامعة القاهرة وحصل علي دبلوم الدراسات العليا في اللغات الشرقية سنة .1948 وتخصص في اللغات الفارسية والتركية والأوروبية كما أجاد اللغات الانجليزية والفرنسية والألمانية. كما أجاد طريقة الكتابة البارزة للمكفوفين "برايل". وقرأ عددا كبيرا من الكتب بها. ومعظمها باللغة الانجليزية. مما اكسبه معرفة موسوعية. كتب الشعر الوطني والديني والوجداني وفي الرثاء وأيضا للأطفال. استفاد من علم طلاب البعوث الإسلامية بالأزهر. في اتقان لغات بلادهم ومعرفة تاريخها وثقافاتها. شكل لجنة برئاسته لكتابة المصحف الشريف بطريقة برايل. لخدمة المكفوفين في العالم الإسلامي. عمل مدرسا للغة العربية في عدد من المدارس والمعاهد العليا من بينها معهد الموسيقي العربية. حصل علي الجائزة الأولي في الشعر خلال مهرجان بنك مصر سنة 1936. مناصفة مع الشاعر أحمد محرم. حصل علي وسام الاستحقاق من الطبقة الرابعة من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر سنة .1963 حصل علي شهادة تقدير من محافظة القاهرة عمل واعظا بمصلحة السجون بوزارة الداخلية واحيل إلي التقاعد سنة .1962 درس منهج التاريخ لطلاب المركز النموذجي للمكفوفين بالزيتون. وشارك في الأعمال الخيرية من خلال عدد من الجمعيات منها جمعية مكارم الأخلاق. واشرف علي تحرير مجلتها "الصباح" وعلي لجنتها الإعلامية والدينية. القي الأحاديث الدينية في الإذاعات الأهلية خلال عشرينيات القرن العشرين. وفي الإذاعة الرسمية المصرية التي تأسست في 31 مايو .1934 ترجم العديد من قصائد الشعراء العالميين امثال شكسبير "بريطانيا" وطاغور "الهند" ومحمد اقبال "الباكستان" شهد له أهل العلم والتخصص بالنبوغ والعبقرية والفصاحة والبيان. توفي بالقاهرة في 11 أكتوبر 1982 بعد حياة حافلة بالنبوغ والتفوق والعبقرية. اشهر ما ترجم الشيخ الصاوي شعلان قصيدة "حديث الروح" التي غنتها أم كلثوم في أول يونيه 1967 وهي من الحان رياض السنباطي كما سجلتها بصوتها نصا اعجابا منها بحسن بيانها وموسيقاها وجمال صورها. والصاوي شعلان هو الوحيد الذي ترجم شعر اقبال نظما.. بينما ترجم عدد من الباحثين والمتخصصين المصريين والعرب نثرا. يقول شعلان في ترجمته لقصيدة اقبال: حديث الروح للأرواح يسري وتدركه القلوب بلا عناء هتفت به فطار بلا جناح وشق أنينه صدر الفضاء ومعدنه ترابي ولكن جرت في لفظه لغة السماء لقد فاضت دموع العشق مني حديثا كان علوي النداء