يترقب العالم نتيجة تصويت الجمعية العمومية للأمم المتحدة علي مشروع قرار الاعتراف بفلسطين دولة غير عضو في الاممالمتحدة وسط ارتياح وتفاؤل فلسطيني ومخاوف اسرائيلية لا سيما أن التوقيت لا يلائم تل أبيب التي خرجت للتو من عدوان علي غزة ترافق مع تضامن شعبي ودولي واسع مع القطاع. ومع تبني أكثر من 60 دولة مشروع القرار. قد ينال أكثرية الثلثين من الأعضاء ال193 لتصير فلسطين الدولة الرقم 194 في الأممالمتحدة. أما دول الاتحاد الأوروبي. فتواجه انقساماً في الموقف. إذ أعلنت بريطانيا أنها تتجه إلي الامتناع عن التصويت علي عكس الموقف الفرنسي والإسباني. إلي جانب ما يقارب 10 دول أوروبية أخري. كما أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن الولاياتالمتحدة ستصوت ضد طلب السلطة الفلسطينية الحصول علي صفة دولة مراقب غير عضو في الأممالمتحدة مؤكدة إن حل الدولتين الذي يلبي طموحات الشعب الفلسطيني لا يمر عبر نيويورك وإنما عبر القدسورام الله. وقالت كلينتون انها اكدت للرئيس الفلسطيني ان امريكا تعارض وبشدة رفع وضع الفلسطينيين في الأممالمتحدة خارج إطار المفاوضات. كما طلبت الولاياتالمتحدة وبريطانيا من عباس التراجع عن مساعيه في الجمعية العامة للأمم المتحدة علي منح فلسطين وضع دولة مراقب غير عضو واعتبرتا أن ذلك يتعارض مع خريطة الطريق الخاصة بعملية السلام في الشرق الأوسط. وكشف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف أن أمريكا طلبت تعهدا فلسطينيا بعدم الانضمام إلي عضوية المحكمة الجنائية الدولية مقابل تسهيل الاعتراف *بدولة غير عضو*في الأممالمتحدة. وقال أبو يوسف إن القيادة الفلسطينية رفضت الرضوخ للتهديدات الأمريكية من أجل تنفيذ مطلبها الذي تقدمت به واشنطن مؤخرا في سياق محاولات تقليل ما تسميه أضرار الخطوة الفلسطينية بعد فشل تأجيلها أو إلغائها¢. ولم يستبعد أبو يوسف أن يرفع الجانب الفلسطيني إلي المحكمة الدولية قضايا بملاحقة مجرمي الحرب ومرتكبي جرائم ضد الإنسانية من الإسرائيليين بحق الشعب الفلسطيني والتي لا تسقط بالتقادم. ومن الجانب الاسرائيلي أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الاعتراف المتوقع من جانب الاممالمتحدةبالفلسطينيين كدولة غير عضو بالمنظمة الدولية لن يغير شيئاً علي الارض. وحذر نتنياهو في حديث له في القدس قبل ساعات من تصويت الجمعية العامة علي الطلب الفلسطيني من أن المبادرة لن تقرب المسافة إلي السلام لكنها ستجعلها في حقيقة الامر أكثر بعدا. وقال نتنياهو إن دولة فلسطينية ستنشأ فقط عندما تؤخذ مخاوف إسرائيل الامنية في الحسبان والاعتراف بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي وصدور إعلان بإنهاء الصراع بين الجانبين. وزعم نتنياهو - حسبما أفاد راديو "صوت إسرائيل"- أن يد إسرائيل ممدودة دائما للسلام. ولكنه لا يمكن إقامة دولة فلسطينية دون الاعتراف بدولة إسرائيل كدولة للشعب اليهودي والإعلان عن إنهاء النزاع والاتفاق علي ترتيبات أمنية. وأضاف رئيس الوزراء *أنه مهما كان عدد الأصوات التي ستؤيد الطلب الفلسطيني إلا أنه لن يساوم علي أمن دولة إسرائيل*. في نفس السياق توجه وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان الي نيويورك حيث يلتقي الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن ليبرمان القول إنه رغم توفر الأغلبية لتحرك الفلسطينيين في المنظمة الدولية إلا أنهم *سيكونون الخاسرين منه لأنه يزيد من حدة الخلافات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني*. من جانبه قال سكرتير الحكومة تسفي هاوزر إن التحرك الفلسطيني *سيبعد السلام عن المنطقة ويتعين علي الفلسطينيين أن يدركوا أنه لا يمكن تحقيق السلام في الشرق الأوسط إلا من خلال المفاوضات المباشرة وليس بالخطوات الأحادية*. من ناحية أخري ذكرت الإذاعة أن مصادر سياسية في إسرائيلية اعترفت بأن المعركة الدبلوماسية التي قامت بها إسرائيل بهدف إقناع الدول الأوروبية بالامتناع عن التصويت علي الطلب الفلسطيني قد باءت بالفشل. في المقابل أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت عن اعتقاده بأنه لا يوجد سبب يدعو إسرائيل لمعارضة الطلب الفلسطيني في الأممالمتحدة خاصة وأنه لا يتعارض مع حل الدولتين. واكد أولمرت ان منح مكانة دولة غير عضو للفلسطينيين يضع الأساس لحل الدولتين وبالتالي يتعين علي إسرائيل إجراء مفاوضات مع الجانب الفلسطيني علي هذا الأساس. وأضاف انه فور وضع الأممالمتحدة الأساس لهذه الفكرة سيكون علي إسرائيل البدء في عملية مفاوضات جادة للتوصل إلي اتفاق حول الحدود وفقا لخطوط 1976 وغيرها من المسائل¢. من جانب اخر أعلن وزير خارجية المانيا جيدو فيسترفيله إن بلاده قررت الامتناع عن التصويت بالجمعية العامة للأمم المتحدة علي طلب فلسطيني بمنح فلسطين لقب *دولة مراقب غير عضو* بالمنظمة الدولية. من جانبه أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن هناك الكثير مما يتعين عمله لتهيئة ظروف مواتية لاستئناف مفاوضات جدية وذات مصداقية بين إسرائيل والفلسطينيين وللحفاظ علي صلاحية حل الدولتين. وأشار مون - في رسالة له بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وأذاعها مركز إعلام الأممالمتحدة في بيروت - إلي مضي 65 عاما منذ اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 181 الذي تضمن اقتراح تقسيم الإقليم الخاضع للانتداب إلي دولتين. ولفت إلي أنه في رحلته الأخيرة التي زار فيها الشرق الأوسط في أعقاب التصعيد الخطير للعنف في غزة وإسرائيل كان شاهد عيان مرة أخري علي العواقب الكارثية خاصة بالنسبة للسكان المدنيين المترتبة علي عدم التوصل لتسوية دائمة لهذا النزاع. في سياق اخر قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ¢إن المعادلات علي أرض فلسطين تغيرت وموازين القوي اختلفت وستفرض معادلاتها بكل قوة فلا مستقبل للاحتلال الإسرائيلي علي أرض فلسطين. وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم - خلال مؤتمر صحفي أمام بيت الشيخ الشهيد أحمد ياسين. المؤسس البارز للحركة. بمناسبة الانطلاقة 25 لحماس - *إن الانطلاقة هذا العام جاءت تتويجا لانتصار المقاومة علي الاحتلال الإسرائيلي. وإجباره علي رفع الراية البيضاء أمام المقاومة وتتزامن أيضا مع ذكري انتفاضة الحجارة. وقد نظم الفلسطينيون تظاهرات حاشدة في الضفة الغربية وقطاع غزة دعما لطلب العضوية الفلسطينية بالجمعية العامة للأمم المتحدة. واحتشد المئات في *دوار المنارة* وسط رام الله والساحات الرئيسية بباقي مدن الضفة الغربية بعد تعليق الدوام الرسمي للمؤسسات الحكومية والمدارس لهذا الغرض. ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وصور الرئيس الفلسطيني عباس ولافتات تحمل عبارات التأييد لحصول فلسطين علي صفة *دولة مراقب غير عضو¢ بالأممالمتحدة. وتنطلق مهرجانات مركزية في رام الله وبقية المدن تلقي خلالها عبارات والدعم لهذه الخطوة التي يعتبرها مراقبون فلسطينيون انتصارا سياسيا. وفي قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس. تنظم الفصائل الفلسطينية تظاهرة مشتركة باتجاه مقر الأممالمتحدة دعما لمبادرة طلب العضوية بالمنظمة الدولية.