المنامة:- أصيب عشرات المتظاهرين بجزيرة سترة جنوب العاصمة البحرينية المنامة خلال مواجهات جرت أمس مع قوات الأمن بعد ختام مراسم عزاء الشاب الذي دهسته سيارة شرطة مطلع الأسبوع الجاري، في وقت تستعد فيه اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق اليوم لإعلان تقريرها بشأن الأحداث في البلاد. وأطلقت قوات الأمن التي كثفت من وجودها بالجزيرة الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي على المتظاهرين لتفريقهم، مما أدى إلى إصابة العديد منهم غالبيتهم بحالات اختناق، واندلاع مواجهات بين الطرفين. وخرج آلاف المتظاهرين لتأكيد مطالبهم بالإصلاحات السياسية وأهمها حكومة منتخبة وبرلمان كامل الصلاحيات وقضاء مستقل، كما هتفوا ضد رئيس الوزراء خليفة بن سلمان آل خليفة -الذي يتولى هذا المنصب منذ ?? عاما- وطالبوا بإقالته كما شددوا على أهمية أن ينصف تقرير اللجنة المستقلة للتقصي الحقائق جميع الضحايا والمتضررين، وأكدوا ضرورة محاسبة المتورطين بهذه الانتهاكات. في حين هتف آخرون ضد تقرير لجنة تقصي الحقائق، واعتبروها محاولة لطمس الحقائق وما جرى من الانتهاكات وتبرئة كبار المسؤولين بالمملكة. وتأتي هذه المواجهات عشية إعلان تقرير لجنة مستقلة -شكلها الملك حمد بن عيسى آل خليفة- عملت على مدى الشهور الماضية على دراسة نحو 5 آلاف شكوى، واستمعت إلى 8 آلاف شاهد حول الأحداث الدامية التي قتل فيها نحو 40 شخصا واعتقل المئات. وتركز عمل اللجنة على التحقيق في أسباب سقوط قتلى وجرحى خلال الاحتجاجات، وحالات الاعتقالات التعسفية والتعذيب إضافة إلى الفصل من العمل وطرد الطلاب من الجامعات وحملات التشويه الإعلامية ومنع السفر وتدمير الممتلكات الخاصة. ومن المتوقع أن يلقي كل من الملك ورئيس اللجنة المصري الأمريكي الدكتور محمود شريف بسيوني خطابين خلال مراسم تسليم التقرير مساء اليوم، يركزان فيهما على مضمون التقرير الذي تترقبه الحكومة والقوي السياسية بما فيها الجمعيات المعارضة فضلا عن مختلف المنظمات الدولية وبعض الدول الأجنبية المهتمة بالشأن البحريني. من جهتها استبقت الحكومة التقرير وأقرت أمس بارتكاب تجاوزات بحق المتظاهرين والمعتقلين، معتبرة أن مسألة توجيه انتقادات لاذعة لكيفية تعاملها مع الأحداث ليست مفاجئة، في مؤشر على أنه لن تكون هناك حصانة للمتجاوزين. لكن الحكومة ذكرت، في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية، أن التجاوزات لم تكن تعكس سياسة حكومية، معلنة عن تعديل بعض القوانين لتوضيح تعريف التعذيب وتجريمه. المصدر: الجزيرة