الجانب التنفيذي: البلد فى ظروف استثنائية ومستعدون لتنظيف الشوارع بأيدينا الرأي الرقابي: واجبنا عدم إلقاء القمامة.. ودورنا محاسبة الأجهزة الحكومية على تقصيرها محافظ القاهرة: النظافة مسئوليتنا.. ونحتاج إيجابية المواطن في المساهمة والإبلاغ مسئول ملف النظافة بخطة المائة يوم: الخطان متوازيان.. والنجاح يتوقف على المساندة الشعبية لمؤسسات الدولة رحب الشارع المصرى بحملة "وطن نظيف" التى أطلقها الرئيس محمد مرسى، واتفق الجميع على ضرورة المشاركة فى إنجاح الحملة، إلا أن الآراء انقسمت حول طريقة المشاركة فى الحملة، فالبعض يرى أن دوره يقتصر فقط على عدم إلقاء القمامة فى الشوارع، وأن نظافتها مسئولية المؤسسات الحكومية، فى حين يؤكد آخرون أن البلاد تمر بظروف استثنائية، وأن الموارد الحكومية ضعيفة، ومن ثم يكون دور المواطنين المشاركة بفعالية فى هذه الحملة حتى لو تطلب الأمر كنس القمامة وجمعها من الشوارع. يقول إسلام محمود "محاسب": "أنا لا مانع لدى أبدا فى النزول إلى الشوارع وجمع القمامة، ولكن يجب أن يكون هناك تنسيق مع المحليات فى هذا الأمر، وألا يشتغل المواطنون منفردين، بل يجب أن تتكاتف كل المؤسسات مع المواطنين حتى نرتقى بالبلاد، ووضع مصر الآن استثنائى؛ فهى فى مرحلة بناء بعد خراب دام 30 عاما؛ فعلينا العمل جميعا". فى السياق نفسه، قال وليد مصطفى -طبيب أطفال-: "لا يعيب أى أحد العمل فى جمع القمامة وكنس الشوارع؛ فالبلد فى ظروف ومرحلة تحتاج فيها لعمل الجميع، فألمانيا بعدما خرجت من الحرب العالمية الثانية عمل الجميع رجالا ونساء وأطفالا لبناء بلدهم ولم ينتظروا حتى تؤسس مؤسسات حكومية، كذلك الوضع بالنسبة لبلدنا، والتى خرجت من مرحلة فساد استنزف خيراتها تدريجيا، وفساد ما زال فى المؤسسات الحكومية؛ فعلينا التكاتف جمعيا وتنظيف بلدنا". وأضاف وليد: "حملة وطن نظيف لا يقتصر دور المواطن فيها على تنظيف الشوارع كما يظن البعض، ولكنها تدعو للإبلاغ عن أماكن تكدّس القمامة؛ حتى يتسنى للمؤسسات الحكومية جمعها، ويكون هناك سرعة فى التنفيذ". مكافأة للمقصرين! وفى رؤية مختلفة، يقول فتحى عبد الله –باحث شرعى–: "ليس دورى ولا واجبى أن أنظف الشوارع من القمامة، فهذا دور وواجب مؤسسات الدولة المختصة، ويقتصر دورى على عدم إلقاء قمامتى فى غير الأماكن المخصصة لها، لكن هذا لا ينفى أنى على استعداد للمساعدة، فقط (المساعدة) فى تنظيف الشوارع، ولكن بعد أن تتحرك تلك المؤسسات لإنجاز مهمتها التى تم اعتماد ميزانيات لها من دخول المواطنين، يجب الضغط على هذه المؤسسات لتقوم بواجبها وإلا يتم محاسبتها بشدة، أما لو قمنا بأدوارها فإننا بذلك نقرهم على تخاذلهم وفسادهم.. الدكتور مرسى بيده أن يقيل كل رئيس حى وكل محافظ يهمل فى واجبه ويجلس فى التكييف ويقبض ومستنى المواطنين يقوموا بشغله". وهذا ما أكدته منال عثمان –طالبة بكلية تجارة– بقولها: "دورى هو عدم إلقاء المهملات لعدم زيادة المشكلة، لكن أن أقوم بدور المؤسسات الحكومية فهذا ما لا أرضاه؛ لأن هذا الأمر سيجعل مؤسسات الدولة تتقاعس أكثر مما هى عليه من تقاعس لأنها تنتظر المواطن يقوم بدورها". خطان متوازيان من جانبه أكد د. وليد السنوسى -مسئول ملف النظافة بخطة المائة يوم، وأستاذ مساعد شعبة بحوث البيئة بالمركز القومى للبحوث-: أن دور الدولة الرسمى وجميع مؤسساتها هو الأساس والدور الجوهرى فيما يخص حملة وطن نظيف وحل قضية القمامة، وحلها يبدأ أولا من الدولة ويعد من مسئولياتها ومهامها، وذلك من خلال الأجهزة الرسمية وتعاونها ووضعها لآليات عمل معينة ومحددة. ونبه السنوسى إلى أنه بالفعل تم تفعيل التواصل ودراسة سبل الحل مع الأطراف المعنية فيها، وهى المحافظات والمحليات ووزارة البيئة والشركات والمتعهدون، وتجرى الآن اجتماعات مكثفة معها للتنسيق فيما بينها، ولدراسة التحديات وتقديم حلول مدروسة وجذرية يمكن البناء عليها واستمراريتها. وأكد أن الدور الرسمى الحكومى هو الأكبر والأهم فى إطار حملة وطن نظيف؛ حيث تبحث الدولة الآن المشكلات ووضع خريطة الشوارع والمحليات، ولا بد من وجود مؤسسات رسمية فاعلة ومنظمة، وهذا هو الطبيعى. ويأتى بالتوازى معها وفى الوقت نفسه -كما أوضح مسئول ملف النظافة بخطة المائة يوم- أهمية دور المواطن والعمل التطوعى والأهلى فى إطار ضرورة تكامل دور الدولة الرسمى ودور المجتمع والمواطن، وأن يعملا معا وعلى التوازى، على أن تكون البداية من الدولة؛ بحيث يلمس رجل الشارع تحسنا وخدمة جيدة، فيتجاوب معها ويحسن هو نفسه من سلوكياته ونمط مشاركته بشكل إيجابى؛ بحيث لا تهدر جهود الدولة بسبب سلوكيات سلبية غير مكترثة، والجديد غرس ثقافة المشاركة المجتمعية المحافظة والمتعاونة مع الجهود الرسمية المبذولة لإنجاحها، مؤكدا أن السلوكيات المجتمعية ستؤثر سلبا أو إيجابا على مدى نجاح حملة وطن نظيف. وبين السنوسى أنه جار الآن فى إطار "حملة وطن نظيف" بحث طبيعة المشكلة بالقاهرة الكبرى والمحافظات، ويتم العمل على قدم وساق من أجل إنجاز "منظومة التدوير" للقمامة، وذلك بالتعاون مع وزارة البيئة؛ بحيث تحول لثروات بطرق تكنولوجية معينة، وتقوم الوزارة الآن بعمل دراسة جدوى للتدوير وجدواه الاقتصادية بشكل متكامل وتحويلها لطاقة كهربية وحيوية. ويتم بحث مشكلات الشركات والمتعهدين لضمان خدمة جيدة منظمة وتقييم الأداء وتطويره كذلك من قبل هيئات النظافة والتجميل. ولفت السنوسى إلى أهمية دور متعهدى النظافة أيضا ومعرفة رؤيتهم للحل، وقد التقى السنوسى بالفعل ائتلاف متعهدى النظافة الذى تم تدشينه. وفى إطار حملة "وطن نظيف" يتم تعاون من قبل المتطوعين فى إطار خطة الدولة ومؤسساتها كمنظومة متكاملة. وأكد السنوسى أن الدولة أعدت هيئة للمخلفات الصلبة جار تأسيسها تتبع وزارة البيئة، وستكون لها مساحة حرية واستقلالية، وسيتم تفعيل الهيئة خلال شهر ومنوط بها وحدات جمع ونقل ووحدة إنقاذ سريع.وأعاد تأكيد أهمية دور الشارع والمجتمع لإنجاح حملة وطن نظيف. دفعة مجتمعية بدوره، أكد د. عبد القوى خليفة محافظ القاهرة "أننا نرحب بحملة وطن نظيف التى أطلقها د. مرسى رئيس الجمهورية، ونرحب أيضا بالمشاركة المجتمعية فى إنجاح هذا الأمر، وهذا ليس معناه أننا نلغى دورنا كمؤسسة، بل نعلم جيدا أن هذا الأمر دورنا الرئيسى، ولكننا نحتاج لدفع من المجتمع حتى ولو بالإبلاغ عن أماكن تكدس القمامة، أو الإبلاغ عمن يتعمدون إلقاء القمامة لعرقلة إنجاح فكرة وحملة وطن نظيف". ضاف خليفة "نحن نرحب بأى شاب أو متطوع يريد التعاون معنا بما يسمح له وقته، وبالكيفية وبالطريقة التى يرى بها إمكانية مساعدتنا، وكذلك نناشد جميع المواطنين أن يكونوا على قدر من الانتماء والمسئولية بعدم إلقاء المهملات فى الشوارع، وإننا بصدد حل المشاكل مع الشركات الأجنبية حتى لا تتكدس القمامة