أمريكا دولة إجرام وانتهاكات لحقوق الإنسان والشعوب منذ نشأتها، فقد قامت هذه الدولة على إبادة بعض العرقيات والقوميات، وكان الهنود الحمر أوّل ضحاياها، حيث أبادت أكثر من مائة مليون شخص منهم حسب الإحصائيات، رغم أنهم كانوا السكان الأصليين لأمريكا، وبعدها أصدرت قرارًا بتقديم مكافأة مقدارها 40 دولارًا مقابل كل فروة مسلوخة من رأس هندي أحمر، و40 دولارًا مقابل أسر كل واحد منهم. وأصدرت دولة الإجرام بعد ذلك قانونًا بإزاحة الهنود من أماكنهم إلى غربي الولايات المتحدة؛ وذلك لإعطاء أراضيهم للمهاجرين، وهُجّر إلى المناطق الجديدة أكثر من 70 ألف هندي، مات الكثير منهم في رحلة شاقة طويلة، عُرفت تاريخيًا ب”رحلة الدموع”. وفي عام 1763م أمر قائد أمريكي برمي بطانيات كانت تستخدم في مصحات علاج الجدري إلى الهنود الحمر؛ بهدف نشر المرض بينهم، مما أدى إلى انتشار الوباء الذي نتج عنه موت الملايين، ونتج عن ذلك شبه فناء للسكان الأصليين في القارة الأمريكية. وعلى ذلك، فإن انتهاكات وجرائم أمريكا ليست وليدة هذا الرئيس الأحمق المدعو دونالد ترامب، فهى سياسة واستراتيجية متواصلة منذ ظهور الأمريكان، لم تتوقف حتى الآن بل تصاعدت، بداية من الحرب العالمية وضرب نجازاكى وهيروشيما بالقنابل النووية، إلى غزو فيتنام واحتلال نيكارجوا وبنما وهندوراس والدومينكان وكوبا، بجانب دعم الاحتلال الصهيوني وتشريد الفلسطينيين، ومساندة إسرائيل في غزو لبنان، إلى احتلال الصومال وأفغانستان والعراق، ومساندة الانقلابات فى مصر وفنزويلا وسوريا وإندونيسيا وتشاد، ودعم الديكتاتوريات ونهب ثروات الشعوب وانتهاك حقوقها وإنسانيتها. هيروشيما ونجازاكي في الحرب العالمية الثانية، دمرت 334 طائرة أمريكية ما مساحته 16 ميلا مربعًا من طوكيو، بإسقاط القنابل الحارقة، وقتلت مائة ألف شخص في يوم واحد، وشردت مليون نسمة، وتعرضت حوالي 64 مدينة يابانية أثناء الحرب للقنابل والأسلحة النووية، التى لا تزال اليابان تعاني من آثارها حتى اليوم. وفى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، ذبحت الولايات المتحدة نحو عشرة ملايين صيني وكوري وفيتنامي وكمبودي، وتشير التقديرات إلى مقتل مليوني كوري شمالي في الحرب الكورية. وفي حرب فيتنام قتل 160 ألف شخص، بجانب تعذيب وتشويه 700 ألف شخص، واغتصاب 31 ألف امرأة، ونُزعت أحشاء 3 آلاف شخص وهم أحياء، وأحرق 4 آلاف شخص حتى الموت، وهوجمت 46 قرية بالمواد الكيماوية السامة. وأدى القصف الأمريكي ل”هانوي” إلى إصابة أكثر من 30 ألف طفل بالصمم الدائم. وقتل الجيش الأمريكي في “جواتيمالا” أكثر من 150 ألف فلاح فى سبعينيات القرن الماضي، وفي إحدى المعارك قتلت أمريكا خلال ثلاثة أيام فقط 45 ألفا من الإفريقيين السود. حرب الخليج وارتكب الأمريكان مجازر بشعة في حرب الخليج الثانية ضد العراق، فقد استخدمت أمريكا متفجرات الضغط الحراري، وهو سلاح زنته 1500 رطل. وكان مقدار ما ألقي على العراق من اليورانيوم المنضب أربعين طنًا، وألقي من القنابل الحارقة ما بين 60 إلى80 ألف قنبلة، قتل بسببها 28 ألف عراقي. كما قتل أكثر من مليون طفل عراقي، بسبب قصف الطائرات الأمريكية ، وحصارها الظالم للعراق وأصيب الآلاف من الأطفال الرضع بالعمى لقلة الأنسولين، وأكثر من نصف مليون حالة وفاة بالقتل الإشعاعي. وقتل الآلاف من الشيوخ والنساء والأطفال الفلسطينيين بالسلاح الأمريكي. وقتل الآلاف من اللبنانيين واللاجئين الفلسطينيين في المجازر التي قامت بها إسرائيل بحماية ومباركة أمريكية. وفى مطلع تسعينيات القرن الماضي، قتل الجيش الأمريكي آلاف الصوماليين أثناء غزوه للصومال. كما شنت أمريكا هجومًا عنيفًا بصواريخ كروز على السودان وأفغانستان، قصفت خلاله معمل الشفاء للدواء في السودان، وقتلت أكثر من مائتي شخص. وقُتل في أفغانستان خلال ثلاثة أشهر فقط، نتيجة القصف الأمريكي، ما لا يقل عن 50 ألف أفغاني من المدنيين. وتسبب الحصار الأمريكي لأفغانستان في قتل أكثر من 15 ألف طفل أفغاني. “جوانتانمو” وأبو غُريب أما معاملتهم للأسرى فهي أسوأ معاملة، فالإنسانية معدومة لديهم، والقيم الأخلاقية ليس لهم فيها ناقة ولا جمل، فقد حرص الأمريكيون على إظهار التشفي من أسرى “جوانتانمو” في كل مناسبة، حتى بلغ بهم الحال أن يتركوهم في مقاعدهم لأكثر من يوم ونصف بلا أي حراك، ودون تمكينهم من استخدام دورات المياه، ثم يعلنون ذلك لمجرد التشفي والتهكم والسخرية من هؤلاء الأسرى، بالإضافة إلى الانتهاكات غير المسبوقة التى شهدها سجن أبو غريب فى العراق من تعذيب وإذلال للعراقيين الذين كانت كل جريمتهم مقاومة الاحتلال الأمريكي لبلادهم. هذه الانتهاكات والجرائم يعترف بها الباحثون الأمريكيون المنصفون، ففي كتابه “500 عام من السجون فى أمريكا”، يكشف الكاتب سكوت كريستياتسون عن أن أمريكا هي الدولة الثانية فى العالم بعد روسيا، التى تضع أكبر عدد من مواطنيها وراء القضبان الحديدية. وبحسب الكاتب، فإن حقوق الإنسان فى أمريكا تعنى دعم الأنظمة الدولية الحليفة لها حتى وإن كانت ديكتاتورية، طالما أنها لا تمس مصالحها. كما أنها تعنى فتح معتقل جونتانامو لتعذيب المعتقلين بأشد أنواع وأساليب التعذيب، فضلا عن احتلال العراق وأفغانستان لأسباب واهية وليست واقعية، كما أنها تعنى أيضا فرض قيود على تحركات ودخول المسلمين للأراضي الأمريكية. إبادة جماعية فى 24/12/1966، ارتكب الجنود الأمريكيون جريمة إبادة جماعية بحق 125.000 مواطن مدني فيتنامي، رغم أن الجيش الأمريكي كان قد أعلن أنه بمناسبة أعياد رأس السنة الجديدة سيوقف الحرب على فيتنام لمدة 48 ساعة. فى عام 1969، قام مسئول الCIA في فيتنام بنفسه بما عرف ببرنامج “وينيكس” أو “التصفية الجسدية”، بقتل 1800 فيتنامي من فيتنام الجنوبية، ليصل عدد الأشخاص الذين تمت إبادتهم على يده ما يقارب 40.000 مواطن مدني. فى 1968، قتلت CIA المناضل والثائر الأمريكي الأسود “مارتن لوثر كينج”، الذي ناضل من أجل أن ينال الأمريكيون المظلومون حقوقهم وخاصة السود منهم. فى عام 1978، قامت وكالة ال CIA بإبادة جماعية ل911 مواطنا أمريكيا أعضاء في “معبد الشمس” في منطقة “جايانا” في ولاية “سان فرانسيسكو”، وزعمت أنها عملية انتحار جماعي. وفى سبتمبر 1979، قتلت وكالة CIA “باك جان وي” رئيس كوريا الجنوبية في ذلك الوقت، وفى 30 مارس/1980، اغتالت “مونسينور روميرو” رئيس أساقفة السلفادور أثناء إلقائه عظة دينية. فى مايو 1981، هاجمت مقاتلات الأسطول الخامس الأمريكي طائرتي حراسة ليبيتين في خليج “سرت” وقامت بتدميرهما. فى ديسمبر 1982، أقدمت كتيبة الإجرام المعروفة باسم “أتلاكاتل” المرتبطة بوكالة الCIA، على ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية بحق عدد من مواطني السلفادور، حيث قاموا بالاعتداء على الضحايا ثم إحراقهم. الانقلابات منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم، قادت واشنطن 75 حربًا وتدخلًا عسكريًّا ودعمًا لانقلاب عسكري نفذتها فى مناطق شتى من العالم، ففي عام 1944 قامت ثورة فى جواتيمالا بأمريكا الوسطى وأسست حكومة ديمقراطية وبدت بشائر التنمية الاقتصادية المستقلة، فتدخلت الإدارة الأمريكية ودعّمت انقلابًا عسكريًّا. وفى الخمسينيات، قادت الولايات المتحدةالأمريكية بالتعاون مع بريطانيا، انقلابًا عسكريًّا شهيرا، أطاح برئيس الوزراء الإيراني، محمد مصدق، الذى كان يقاتل لاسترداد حقوق شعبه فى البترول والنفط، بعدما أمم حق استخراجه وبيعه، إلا أن عملاء جهاز الاستخبارات الأمريكية أزاحوه فى انقلاب تآمري عام 1953. وكانت أمريكا اللاتينية، ولا تزال، المسرح الرئيسي لحروب الانقلابات الأمريكية، فبعد 12 عاما من الانقلاب الدموي فى جواتيمالا، هيأت إدارة كنيدي عام 1964 لانقلاب عسكري في البرازيل، أدى لوأد التجربة الديمقراطية البرازيلية. وفى أواخر السبعينيات سعت الولايات المتحدة جاهدة لإبقاء “أناستاسيو سوموزا” حاكم نيكاراجوا، حفاظا على المصلحة الأمريكية، رغم انتهاكاته لحقوق الانسان. فى مارس 1980، دعّمت واشنطن الحكومة العسكرية فى السلفادور ضد الشعب، والتى مارست أبشع أنواع القتل والتعذيب. فى ديسمبر 1969، غزا الأمريكيون بنما، وقتلوا الآلاف فى سبيل إعادة السلطة إلى السفاح مانويل نوريجا، والذى يعد أحد كبار بارونات تجارة المخدرات فى أمريكا اللاتينية، وعندما خرج نوريجا عن الخط المرسوم له، قامت واشنطن باختطافه بزعم تورطه فى تهريب المخدرات إلى داخل أمريكا، ودون اعتبار للحصانة التى يمنحها القانون الدولى لرؤساء الدول. فى عام 1992 تدخلت الولايات المتحدة فى الصومال، وتعللت بالفوضى التى حلت برحيل سياد برى، وحشدت قوات التدخل السريع التى مارست القتل على الطريقة الأمريكية، فقتلت من الصوماليين ما لا يقل عن ألف شخص. فى عام 1968، خططت وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA ونفذت انقلابا عسكريا بقيادة “سوهارتو” ضد “سوكارنو” الرئيس الإندونيسي في ذلك الوقت، وكان سوكارنو قد قام بتحرير إندونيسيا من قبضة اليابانيين وبعدهم الهولنديين، وقتل في هذا الانقلاب أكثر من مليون إندونيسي. فى 11 أغسطس1973، دبرت وكالة ال CIA انقلابًا ضد “سلفادور آليندي”، رئيس تشيلي في ذلك الوقت، نتج عنه مقتل آليندي وإعدام أكثر من 30 ألف شخص واعتقال وسجن 100 ألف شخص. وفى عام 1974، كشف “وليم كولب”، رئيس وكالة الاستخبارات CIA في ذلك الوقت، الدور الرئيسي لCIA في إزاحة “سلفادور آليندي” عن السلطة في تشيلي، حيث خصصت حكومة “نيكسون” خلال السنوات من 1970 حتى 1973 أكثر من 8 ملايين دولار لعمليات ال CIA لتضييق الخناق على حكومة آليندي. نهب ثروات الشعوب تعمل الولايات المتحدة من أجل نهب ثروات شعوب العالم واستنزاف مواردها، خاصة منطقة الشرق الأوسط، ولتحقيق هذا الهدف وضع الكونجرس الأمريكي عام 1975 خطة لاحتلال آبار النفط في منطقة الخليج العربي، وتم التركيز على 4 نقاط في الخطة وهي: ا- احتلال المنشآت النفطية. ب- حماية هذه المنشآت لعدة أسابيع أو أشهر أو سنوات. ج- إصلاح المنشآت والمعدات المتضررة بسرعة عالية. د- تشغيل كافة المنشآت النفطية دون مساعدة أو دعم أصحابها الأصليين. وفى عام 1979، قررت أمريكا تجميد الأرصدة الإيرانية في البنوك الأمريكية لمحاصرة الثورة الإسلامية الإيرانية. وفى مايو 1981 أقدم الجنرال “ب. أرياني” عميل وكالة CIA والرئيس السابق للقوات المسلحة الإيرانية في زمان الشاه على سرقة سفينة حماية إيرانية. تمييز عنصري للولايات المتحدةالأمريكية تاريخ طويل مع “التمييز العنصري”، وكان هذا النوع من التعامل حياة يومية يعيشها المواطن الأمريكي في مختلف قطاعات الحياة الإنتاجية، الاقتصادية والسياسية، حتى أصبح سمة رئيسية يتميز بها الشارع الأمريكي. وحتى منتصف القرن الماضى، كانت الكثير من المؤسسات والنوادى والمقاهى تضع لافتات كُتِبَ عليها بالخط العريض “يمنع دخول الزنوج والكلاب”، وكان على الأمريكي “الملون” الوقوف من مقعده فى الحافلة إذا لم يكن هناك مقعد فارغ ليفسح المجال أمام جلوس نظيره “الأمريكي الأبيض”. وكثير من مؤسسات الخدمات العامة فى المقاطعات الجنوبية فى الولايات المتحدة ومنها المطاعم، كانت لا تقدّم الوجبات إلى الزنوج إلا وهم واقفون، وجرت أول عملية جلوس قسرى فى عام 1960، وكانت حصيلة ذلك الجلوس القسرى إلقاء القبض على 53 زنجيًا والحكم عليهم بالسجن مدة أربعة أشهر فى ولاية “نورث كارولينا”. مع ذلك، لا يشهد وضع التمييز العنصرى المنتشر منذ زمن طويل فى الولايات المتحدة أى تحسن، فخلال الانتخابات الرئاسية فى نوفمبر 2012، تمت عرقلة بعض الأمريكيين الآسيويين فى مراكز الاقتراع وعوملوا بتمييز، كما أشارت صحيفة «بوسطن ريفيو» إلى أنه بحلول عام 2010 حرم أكثر من 5,85 مليون مواطن أمريكي من حق الاقتراع بسبب إدانات جنائية، كما تم تجريد أكثر من مليونين من الأمريكيين الأفارقة من حق التصويت حتى الآن. ويعترف النائب العام الأمريكى، فى ظل تقييد حقوق التصويت لبعض الأمريكيين من الأقليات العرقية من قبل القانون الذى يتطلب إثبات الهوية، أن بعض الأشخاص جردوا بالفعل من تلك الحقوق، وفقًا لصحيفة «ذا جارديان» فى 30 مايو 2012. وينتشر التمييز العنصري في مجال تنفيذ القانون وتحقيق العدالة. وأكد موقع رويترز أن الشرطة تميل إلى المعاملة بأسلوب أكثر رفقا مع البيض. ومن بين أكثر من 685 ألف حادث توقيف من قبل الشرطة فى مدينة نيويورك عام 2011 كان أكثر من 85 بالمائة من الموقوفين من السود وذوى الأصول اللاتينية. وتم تفتيش شاب أسود عمره 21 عاما فى ولاية أركنساس، ووضع فى سيارة الشرطة، وفيما بعد تم العثور عليه مصابًا بطلق نارى فى رأسه وهو مكبل اليدين. كما أثار حادث العثور على محمد باه، وهو شاب أسود عمره 28 عاما، مقتولًا بطلق ناري من قبل شرطة نيويورك، غضب المواطنين السود.