في مقاله اليوم بصحيفة “ميدل إيست آي”، وبّخ الكاتب البريطاني المخضرم روبرت فيسك، ابنة الرئيس الأمريكي إيفانكا ترامب، بشأن تصريحاتها الأخيرة التي أشادت فيها بنظام الديكتاتور عبد الفتاح السيسي. وتحت عنوان «لماذا تحتاج إيفانكا ترامب إلى درس في التاريخ المصري؟» قال فيسك: إن “النظام الذي يسجن النساء من دون وجه حق يجب احتقاره لا الثناء عليه”. وأضاف أن “إيفانكا- ابنة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزوجة جيرارد كوشنير المستشار في شئون الشرق الأوسط الذي توصل إلى خطة سلام في الشرق الأوسط، من المفترض الكشف عنها لدى فوز بنيامين نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية- كشفت عن دعمها للنظام الذي تقبع خلف أسواره سجينات سياسيات، والمتورط في اختفاء الكثيرات، فضلا عن إجراء فحوصات العذرية على المتظاهرات في ميدان التحرير. وتساءل كاتب التقرير: ما الذي يجب أن نتوقعه من عائلة ترامب؟ وتابع بالقول: إن “إيفانكا نشرت تغريدة على تويتر أعلنت فيها عن تشجيعها ودعمها لمصر، وعلى الأخص عبد الفتاح السيسي الذي فاز بالانتخابات العام الماضي بنسبة 97 في المئة”. مشيرا إلى أن إيفانكا توصلت إلى استنتاجات ضرورية، مفادها أن هذه الانتخابات كانت حرة ونزيهة، وأن المواطنين المصريين يحبون السيسي ويؤيدون الانقلاب العسكري الذي جرى في عام 2013. وبحسب ترجمة شبكة “بي بي سي” البريطانية، تابع فيسك أن إيفانكا ربما تأثرت بالكلمة التي ألقاها السيسي خلال الاحتفال بيوم المرأة في مصر، التي أثنى خلالها على دور المرأة المصرية في المجتمع، والحاجة إلى مزيد من جهود بنات مصر وأبنائه لخدمة البلاد. وتطرق فيسك إلى تقرير حقوق الإنسان في العام الماضي، قائلاً إن إيفانكا لا بد أنها اطلعت على هذا التقرير الذي ورد فيه أن “الحكومة المصرية فشلت في حماية النساء والفتيات من العنف الجنسي والتحرش، كما أنها عاقبت الكثيرات ممن تكلموا علنًا عن تعرضهن للتحرش أو العنف”. وأضاف أن التقرير تضمّن إشارة إلى الناشطة المصرية أمل فتحي، التي نشرت فيديو في 9 مايو/ أيار الماضي على صفحتها على فيسبوك، انتقدت فيه فشل الحكومة في حماية النساء، إلا أنه ما لبث أن شنت حملة إعلامية عليها، لتُلقي السلطات المصرية القبض عليها بعد يومين”. وتابع بالقول إن محكمة مصرية حكمت عليها مؤخرًا بالسجن لمدة عامين لنشرها أخبارًا كاذبة. وفي نهاية مقاله يتساءل فيسك متهكمًا: هل إيفانكا ترامب قرأت ما تضمنه تقرير حقوق الإنسان قبل نشر تغريدتها الداعمة للسيسي؟. وأردف أن العديد من الناشطات والناشطين في مجال حقوق الإنسان في مصر بانتظار المثول أمام المحكمة، ومنهم مازن حسن وعزة سليمان. وختم بالقول: إن إيفانكا لم تنطق بكلمة واحدة بشأن تعذيب الشرطة للمعتقلين والاغتصاب في أقسام الشرطة، ولم تشر إلى طرد 500 طالبة جامعية بسبب مواقفهن السياسية.