من “هيعمل إيه التعليم في وطن ضائع” إلى المتاجرة بعقول الشباب المصري، تظهر نظرة قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي للتعليم والبحث العلمي. عقلية التاجر حاضرة في أحاديث السيسي، فتطوير البحث العلمي يتم السؤال عنه “منين وبكام؟”، وتناسى أن مصر بها أموال تُنفق على الجيش والشرطة والقضاء التي ربما وصلت إلى رفع رواتبهم 9 مرات منذ انقلابه العسكري. ويبدو أن السيسي تناسى أيضا الأموال التي أنفقها على عاصمته الإدارية، وعلى أكبر برج في إفريقيا، وعلى نهر أخضر يشق طرقات عاصمة الأغنياء، أما الفقراء في مصر فيصيبهم الاكتواء بنيران الإرهاب المحتمل الذي صنعه السيسي على عينه. السيسي دعا الدول المتقدمة إلى الاستعانة بالعقول المميزة من شباب مصر، وبعد نجاحهم هناك يعطون مصر نسبة من نجاحهم وعقولهم. تصريحات السيسي جاءت خلال الجلسة الثانية لملتقى الشباب العربي والإفريقي، المنعقدة بعنوان “مستقبل البحث العلمي وخدمات الرعاية الصحية بمدينة أسوان”، والتي تحدثت عن أهمية البحث العلمي وتأثيره في حياة وتقدم الشعوب والدول. وأشار السيسي إلى أن كفاءة البحث العلمي من الناحية البشرية موجودة ومتميزة في إفريقيا أكثر من الدول المتقدمة. يذكر أن لجنة الحرية الأكاديمية في رابطة دراسات الشرق الأوسط حذرت أعضاء الرابطة والأكاديميين والباحثين بشكل عام من السفر إلى مصر في الوقت الراهن؛ بسبب المناخ السياسي والأمني وتوثيق عدد مفزع من الهجمات على حرية التعبير والحريات والإقليمية. قناة “مكملين” الفضائية ناقشت عبر برنامج “قصة اليوم”، متاجرة السيسي بعقول المصريين وتخويف الشعب والعالم من مصطلح الإرهاب وعرضه عقوق أبناء مصر على أوروبا مقابل نسبة من المال. الدكتور سيف الدين عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، رأى أن الاستثمار المتعلق بالبشر أعلى وأغلى درجات الاستثمار التي تقوم بها المجتمعات المتقدمة والناهضة، والرسول صلى الله عليه وسلم قال “من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع”. وأضاف عبد الفتاح أن مشروع مهاتير محمد، رئيس الوزراء الماليزي، كان يقوم على التعليم، وأن يكون التعليم الرافد الأول لنهضة الدولة، وكان يلزم العقول الشابة حال خروجها للخارج أن تعود لتسديد الضريبة للدولة. من جانبه قال عبد الرحمن عز، الناشط السياسي: إن السيسي جاء بأجندة محددة وهي تدمير العقلية المصرية، مضيفًا أن المستبد لا يحب أن يرى عقولًا تفكر. وأضاف عز أن وجود السيسي على رأس السلطة مكسب استراتيجي لأعداء مصر، خاصة الكيان الصهيوني الذي يحتل المركز الأول عالميًّا في جودة البحث العلمي، وهو ما يكشف حجم الفائدة التي تعود على دولة الاحتلال من هجرة العقول المصرية الشابة.