كأن جامعة هارفارد الأمريكية انشقت وابتلعته، هكذا اختار الشاب “نادر بكار” مساعد رئيس حزب النور، الاختفاء او الاختباء بعد انتهاء دوره داخل حزب النور الأمنجي، وكان من آخر تصريحاته بعد الانقلاب الذي أيده ودعا إليه، قوله “مع الرئيس السيسي فيه دولة، ومع مرسي كنا نفتقد وجود دولة أصلا”! نادر محمود عبد السلام بكار، ولد عام 1984م في الإسكندرية، حصل علي بكالوريوس تجارة شعبة إنجليزية من جامعة الإسكندرية عام 2005م، لم يكن يسمع أحدا عن نادر بكار يوما أيام مبارك لا سيما أنهم كانوا أبناء النظام المدللين، لكن ذاع صيته عقب ثورة يناير 2011 كأحد الوجوه الشبابية المعبرة عن التيار الإسلامي؛ عمل بكار متحدثا رسميا لحزب النور خلال فترة الانتخابات وما تلاها من حراك سياسي؛ شغل سابقاً منصب مساعد رئيس الحزب لشؤون الإعلام، متزوج من طبيبة هي ابنة القيادي بسام الزرقا نائب رئيس حزب النور وله ابن واحد. إحنا بتوع العسكر يقول الناشط السياسي أحمد كمال:”بسأل واحد من حزب النور بقولة متعرفش نادر بكار فين كدة لا حس ولا خبر فقالى ملكش دعوة بيه و متكتبش حاجه عنه لانه مشغول عنده امتحانات في جامعة هارفارد”. وزعم “بكار” في حوار سابق مع صحيفة “المصري اليوم”، أن الملفات التي حقق فيها السفيه السيسي تقدما هي الحالة الأمنية، واتهم الإخوان بأنهم “يعملون على محاولة إسقاط الدولة ومؤسساتها، ودخول مصر في نفق الدول الرخوة الضعيفة”. وأضاف أن “حسابات قادة الإخوان تقوم على إحداث حالة كربلائية تشتد فيها المظلومية، فتضيع حسابات السنة التي حكم فيها مرسي، ولا تكون موجودة في التاريخ”، زاعما أنه “كانت أمامهم فرص كبيرة للتفاوض قبل فض رابعة، لكنهم رفضوها بعناد”، على حد قوله. وحرض على الإخوان بالقول: “إن اعتداءات الإخوان على ممتلكات حزب النور ومقاره كثيرة جدا، وإنه لا تتم معاقبة الجاني، وإن البلاغات التي يتقدم بها الحزب في هذا الاتجاه يتم تجاهلها، وهنا علامة استفهام كبيرة جدا”، ويبدو أن عشق بكار للتسلق جعل الفضائح تلاحقه أينما ذهب، ومنها مقابلته لوزيرة الخارجية الصهيونية السابقة “تسينى ليفنى”، في جامعة هارفارد الأمريكية، ولا زالت اللعنات تلاحقه حتى الآن من دخول سجون الانقلاب وخارجها، رغم مرور أكثر من ست سنوات على انقلاب السفيه السيسي، في ظل اللعنات التي تلاحق كل أمنجي من ينتمي إلى حزب النور. وبعد الانقلاب لم يود الجيش أن تبدو أعمال القمع ضد أنصار الرئيس مرسي والشرعية كحرب موجهة ضد الإسلام، بل كحرب في مواجهة الإخوان فقط، ومن هنا برز دور حزب النور الظهير السلفي للعسكر في إضفاء نوع من الشرعية السياسية على الانقلاب، حسب الخبير في الشؤون الإسلامية عادل رمضان. ويضيف :”إن عدم تعرض الجهات الأمنية لأعضاء حزب النور حتى الآن خلافاً للإخوان المسلمين يعود إلى أن قيادات حزب النور التزمت الصمت تجاه الانتهاكات في حق أنصار مرسي، حيث لقي المئات منهم مصرعهم في مجزرة رابعة. ولم يكن لحزب النور سوى إمكانية الدعوة إلى حل سياسي لإعادة إحلال السلام داخل مصر”. صبي برهامي نادر بكار – وبشهادة مصادر في الحزب- كان الفتى المدلل الذي كان يحميه ياسر برهامى شخصيًا، مع كثرة أخطائه وخطاياه حتى توجها بلقاء السفاحة القاتلة وزيرة خارجية إسرائيل، ورغم ذلك كان برهامى يحميه من سهام الأعضاء وغير الأعضاء، ثم بعد تهميشه من المخابرات الحربية انزوى، ولم نره يصعد في الحزب حتى توقع البعض تعيينه رئيسًا للحزب الذي لا يزال يحتفظ ب 12 نائبا في برلمان الدم، كواجهة تعبر عن ديمقراطية السفيه السيسي. يرى مراقبون أن الظروف الاستثنائية بعد ثورة 25 يناير، هي التي جعلت أمثال “بكار” في الواجهة، عندما سقطت جمهورية مبارك وتركت فراغاً سياسيا وإعلاميا لبعض الوقت، عندها زج العسكر بعملائهم من أمثال حزب النور، وعندما زالت الظروف بعد انقلاب 30 يونيو، زال “بكار” وأصبح بعيدًا عن كل شئ، وبعيدًا عن التصدر والظهور والحديث باسم الحزب، ولم يفتقده أحد منذ اختفائه قبل سنوات، وهكذا نجح السفيه السيسي في حرق أوراق لعب بها سابقاً في إسقاط الثورة. يقول الباحث السياسي هشام النجار، إن حزب النور الأمنجي في المجمل يعيش مرحلة مليئة بالمتناقضات، وهذا متوقع منذ بداية إعلان انخراط السلفيين الداعمين للعسكر في السياسة، لأن متطلبات ومقتضيات السياسة وخطابها تختلف وتتناقض مع ما يعتبره التيار السلفي الموالي للعسكر ثوابت دينية وقناعات عقدية، فإذا جاء أحدهم يتحدث عن الموسيقى وهى من الأمور المختلف فيها فقهيًا جعلوها في مكانة الثوابت والكليات، للتغطية على قضية أخرى تهاونوا فيها مثل قضية دخول البرلمان، حيث اعتبروها قبل ثورة 25 يناير من المحرمات وبمثابة الإشراك بالله والتشريع من دونه. قيام حزب النور الأمنجي بالتحالف مع حكومات الانقلاب المتوالية بما في ذلك القوى اليسارية والليبرالية، فاجأ الكثيرين، خصوصا وأن الجيش، الحاكم الفعلي من وراء ستار حكومات الانقلاب، لعب على مدى عقود طويلة دور المعارض الأكبر للإسلاميين في مصر. في الشهور الأخيرة تعالت الخلافات داخل حزب النور نفسه، مما أدى إلى استقالة عدد من القياديين في الحزب، كما وجهت لرئيس الحزب، يونس مخيون، تهمة خيانة الإسلام، بعد ذلك ظهر ياسر برهامي فاضحاً الدور الحقيقي الذي يلعبه الحزب عندما صرح بالقول:”إن المصريين سيندمون لو سقط السيسي كما ندموا عندما سقط مبارك”، ويرى مراقبون احتمال فقدان الحزب لأهميته قريباً، لأنه لم يتمكن من تحقيق أي من الأهداف التي دعته إلى التعاون مع الانقلاب، لذا، أصبح الحزب موضع سخرية الآخرين وهو ما كلف الحزب خسارة استقطاب أعضاء جدد. مكافأة أمريكية في سقطات متتابعة لنادر بكار، بدأ يأخذ منحنى مريباً بعد الانقلاب على الرئيس الشرعي محمد مرسي، وتبنيه للآراء الصادمة؛ حيث هاجم الشهيدة أسماء البلتاجي، ابنة القيادي بحزب “الحرية والعدالة” محمد البلتاجي، التي قُتلت بالرصاص على أيدي قوات الانقلاب، وبرر قتلها بأنها ضحية تبنيها لآراء والدها. ولم يكتفِ بكار بمهاجمة الضحايا فقط، بل قام بالشهادة ضد الرئيس محمد مرسي في أحداث الاتحادية، كشاهد إثبات على مزاعم العسكر بتورط الرئيس والإخوان في دماء قتلى الاتحادية، ولم تنتهِ أفعال بكار إلى هنا وفقط, بل وصلت لكذبه على الرسول صلى الله عليه وسلم لتبرير واقعة الفضيحة الجنسية بالمحلة، التي تورطت فيها زوجات ضباط وقضاة، وقام بعض العلماء بالرد على بكار. وفي وقت سابق سربت صورة تجمع نادر بكار وعمر عفيفي وعبد المنعم السعيد ومختار كامل و شخصيات أخرى، في حفل عشاء خاص في بيت الدكتور عادل كبيشو، من المعروف إن جميع الشخصيات المذكورة هي من الشخصيات الفلولية والعلمانية والتي كانت تمهد للانقلاب العسكري، وليس ذلك غريباً على شاب عاش طيلة حياته عاملا مع أمن الدولة ونظام مبارك تحت غطاء الدين، وبعد الثورة تم تكليفه بأداء مهمة للمساهمة في القضاء على الثورة، وقد ساهم في ذلك ولعب دوره على أكمل وجه، وكانت له مكافئات عديدة أبرزها منحة في جامعة هارفرد الأمريكية.