أكد عبد الله إمام أحد شهود العيان فى مجزرة رابعة العدوية، وقريب أحد ضحايا المجزرة، أنه شاهد أبشع مظاهر القتل الجماعي، خاصة فى الساعات الأخيرة، عقب وصول مليشيات الانقلاب إلى مستشفى رابعة التخصصي، حيث كان يبحث عن عمه بعد فض الاعتصام. وقال عبد الله فى شهادته، التى تداولها بعض النشطاء على موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك": بعد أن علمت أن الشرطة استولت على المستشفى الميداني وقامت بحرق أجزاء منه، توجهت إلى هناك غير عابئ بما سيحدث، لأن عمي في الدور السادس، وهرعت إلى هناك لأجد عشرة أضعاف ما ترونه في سوريا يوميًا وما كنتم تشاهدونه في غزة في عملية الرصاص المصبوب. وتابع قائلاً: كان هناك مئات الشهداء، بالاضافة الى مئات المصابين، كانوا ينازعون الموت في المستشفى، بعد أن تم القبض على الطاقم الطبي، وهرب منه من هرب. وأضاف: أثناء دخولنا كان عبدالله ابن عمي خلفي يحاول تصوير ما يراه فانهال عليه ضباط الشرطة بالضرب، وحجزوه في غرفة، لكن أحدهم تدخل وأطلق سراحه، بعد أن مسح ما قام بتصويره من الهاتف. وحكى عبد الله كيف وصل إلى جثة عمه فى الدور السادس بالمستشفى قائلا: "لجأت إلى سلم خلفى، وأخذت عبدالله بيدي لنرى الجثث ملقاة هنا وهناك، بين من تصعد روحه وبين من صعدت بالفعل، على السلالم وفي الحمامات وعلى الأسرة، وعلى الأرض التي تغرقها الدماء، بالاضافة إلى عشرات الجثث المحترقة. وأشار إلى أنه لم تكن هناك سيارة إسعاف واحدة، وحاول الأهالي إنقاذ المصابين، وحملوا الجثث بمجهوداتهم، لكن كانت هناك مئات الجثث لا تجد من يحملها، وبينما كنت أبحث عن عمي داخل المستشفى صعودا ونزولا إذ بي أجد من يمسك برجلي من المصابين، مستغيثًا بي أن أحمله أو أنقذه، تمنيت لو أن لي قدرات خارقة حتى أستطيع إسعافهم كلهم، ولكن رائحة الدخان كادت أن تسقطني مغشيًا عليّ". وأضاف عبدالله: "كنت أنادي في كل دور على عم جمال حتى سمعت صوته وهو يختنق من الدخان الذي يملأ المستشفى، ووجدته غارقًا في دمائه، لأنه ينزف منذ الساعة العاشرة صباحًا، حاولت حمله فلم أستطع، فهرولت لأبحث عن شئ أنا وابن عمي عن حمالة أحمله عليها، فوجدت حمالة ووجدت واحدة عليها جثة محترقة احتضن صاحبها مصحفًا في يده فقمت بتغطيته بملاءة، ووضعته على الأرض، وهرولت إلى عمي لأحمله أنا وعبدالله لأسحب الأسانسير فأجد ثلاث مصابين ينازعون الروح على أرضية الأسانسير، وبدأت أتحسس مكانا بقدمي وسطهم لأحمل عمي على النقالة، وأخيرًا نجحت في الخروج به من المبنى. وحول ما واجه من أزمات لنقل عمه عقب خروجه من المستشفى، قال عبد الله: "وجدت عشرات الجثث والمصابين على جانبي الطريق لا تجد من يحملها، وأظلمت الدنيا تماما، ولا يستطيع أحد أن يرى أمامه، فانطلقت بعمي إلى المستشفى لأجد في كل مكان من يترصدنا ويستوقفنا خاصة أن عمي تغرق ملابسه الدماء، ووصلنا لإحدى المستشفيات الكبرى الخاصة، لكنها رفضت استقبال عمى لدواع أمنية، ثم حاولت الوصول إلى مستشفى أخرى، وعمي يدخل في غيبوبة، فأجد لجانا تسد الطريق، وهكذا حتى وصلت لإحدى المستشفيات.