ادعاء الجنون فن رسبت فيه المستشارة تهاني الجبالي، نائب رئيس المحكمة الدستورية السابق، عندما قررت إهداء الشعب الأمريكي معلومة مفادها أن شقيق رئيسهم الإفريقي هو أحد مهندسي الاستثمارات للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، معلومة تهاني لم يتمالك أوباما نفسه عندما سمعها واستلقى هو ومن معه من أعضاء مجلس الأمن القومي الأمريكي على قفاهم من فرط الضحك. ولم تسقط راية الجنون بعدما غابت الجبالي عن المشهد، وتلقفها الإعلامي أحمد موسى، مؤكدا أن السيناتور الأمريكي جون ماكين كان المرشد الحقيقي لجماعة الإخوان المسلمين، وشارك في جنازته قيادات جماعة الإخوان الموجودة في أمريكا، وأضاف قائلا: قيادات الإخوان أقامت صلاة الغائب على جون ماكين في قطر وتركيا وأمريكا. ويبدو أن الإرهاق قد أصاب أحمد موسى، فتلقف الراية منه الكاتب الصحفي ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم، الذي قال أنه متخوف من أن تكون هناك صفقة بين جمال مبارك والإخوان، وأعرب رزق عن قلق جنرالات العسكر مما وصفه ب”الظهور الزائد”، مطالبًا بقطع الطريق على جمال وضمان عدم عودته إلى المشهد السياسي ومنافسة السفيه قائد الانقلاب، وتوجه إليه بسؤال مباشر:”هل تريد خوض الانتخابات الرئاسية؟!”. المطبلاتي واشتهر ياسر رزق بالتطبيل لأسرة مبارك فردا فرداً ومن بعده للسفيه السيسي، وخرج مسوقا للتقشف المزعوم عقب لقاء جمع رؤساء التحرير مع السفيه بالاتحادية، قائلا : “السيسي غدانا طعمية وطحينة”، وتناقل أحاديث التقشف بمداخلات تلفزيونية مع إعلامي الانقلاب عمرو أديب، قال في إحداها: “غدانا طعمية وكل واحد أكل شقتين بلدى، والشقة أقل من نص رغيف وكل واحدة فيها طعميتين أو تلاتة”. الحديث عن طعمية السفيه السيسي والتقشف يتعارض مع مظاهر الثراء الفاحش والتي لا تتناسب مع دخل وطبيعة وظيفة ياسر رزق وزوجته مديرة تحرير أخبار اليوم، وتمثلت ثروة آل رزق في العديد من قطع الأراضي بناء وأراضٍ زراعية وعقارات وسيارات فارهة ومجوهرات ذهبية وشركة خاصة بالعلاقات العامة وتنظيم معارض وشاليهات والفيلات الفاخرة بمناطق ومحافظات مختلفة، فضلا عن العديد من الحسابات البنكية باسم زوجته وأولاده في عدة بنوك. يقول الناشط أمير محمود: “ياسر رزق ده هيجي عليه يوم يبقي عامل زي أسامه سرايا وكرم جبر وسمير رجب مطبلاتية جمال مبارك والحزب الوطني أللي لسه منحلش أللي كانوا بيطلوا علينا من الصحافة والتلفزيون بتطبلهم اليومي في مقالات وبرامج وبعد ثورة 25 يناير أتمحي ذكرهم من ذاكرة التاريخ لا نتذكر لهم شيء إلا أنهم مطبلاتية”. ويقول الناشط محمود شاكر: “ياسر رزق يتهم عيال مبارك بأنهم اتفقوا مع الإخوان تمهيدا للانتخابات القادمة، وانهم سبب الثورة، يعني مش تلاعب بالبورصة، مع أن بلحة وعصابته يتلاعب بمصر ولا يحاسب ،تحيه للإخوان اللي في زنازين انفرادي وبيتحكموا في مصر!،صحيح اللي اختشوا ماتوا”. رسالة خطيرة ويقول الناشط إبراهيم القناوي ساخراً من رزق:” على فكرة الكلام ده صحيح جدا .. لو اخدتم بالكم ..جمال مبارك بيجيب شعره على جنب ( بيفرقه ) وكمان بيحط القميص فى البنطلون عاوزين ايه تانى .. اخوان اخوان يعني”، ويرد الناشط محمد الكشكشي بالقول:” الواد ياسر رزق ده مش بيهرتل على فكرة..دي رسالة خطيرة لحجم المصيبة التى نحياها… وتثبت بالدليل انهيار كامل لمؤسسات الدولة والتدخل الصارخ في أعمال واستقلال القضاء.رسالة.. تؤكد أن القادم أسوأ.. وإن هناك قضايا سابقة التجهيز تنتظر أبناء مبارك.. تصل إلى الاتهام بقلب نظام الحكم..”. وتقول الناشطة مها الشربتلي:” ياسر رزق بيخشي من اتفاق بين الإخوان وال مبارك طيب مهو احنا فهمنا ان الاخوان في نظرهم يعني الشعب ويبقي في مبرر لقتل اي حد او سرقته او سجنه بحجة انه اخوان”. ويتسبب الظهور المتكرر لأفراد أسرة المخلوع مبارك بين الحين والآخر في قلق وتوتر بين عصابة السفيه السيسي، فكلما شارك أحد أفراد أسرة المخلوع في مناسبة اجتماعية، تأتي ردود فعل عصابة السفيه والمقربين منه كاشفة لحالة القلق والتوتر تلك. وبينما تمتنع وسائل إعلام تماما عن نشر أخبارهم، يرصد مراقبون كتّابا محسوبين على السفيه السيسي يهاجمونهم، ويصبح السؤال المطروح هو “لماذا يخشى السيسي من أبناء مبارك إلى هذا الحد؟”، هل يحدث ذلك بسبب تزايد الغضب الشعبي على السفيه السيسي إلى حد كبير نتيجة الانهيار الاقتصادي الذي أدى إلى ارتفاع رهيب في أسعار جميع السلع والخدمات، أم بسبب علاقات قوية تربط مبارك وعائلته بدول في المنطقة لها تأثير سياسي ومالي كبير، أم لوجود أنصار لمبارك لا يزالون موجودين في أجهزة الدولة المختلفة، لا سيما المؤسسة العسكرية؟