اتهمت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية سلطات الانقلاب في مصر بأنها سمحت بتحول سفارة كوريا الشمالية في القاهرة إلى سوق رائجة ومركز شرق أوسطيا لمبيعات الأسلحة، والصواريخ، للتهرب من العقوبات الدولية على "بيونغ يانغ"، وهو ما يعد إشارة إلى تحول "القاهرة" في ظل حكم العسكر إلى سوق لبيع صواريخ كوريا الشمالية، المغضوب عليها أمريكيا. وعلى لسان مسؤولين أمريكيين ودراسة من الأممالمتحدة، أكدت الصحيفة إلى أن مصر اشترت أسلحة كورية شمالية، وسمحت للدبلوماسيين الكوريين الشماليين باستخدام سفارتهم في القاهرة كقاعدة للمبيعات العسكرية في المنطقة. وحذرت نيويورك تايمز من أن التوترات قد تتصاعد ثانية في الأسابيع المقبلة، بنشر تقرير للأمم المتحدة يحتوي على معلومات جديدة عن حمولة سفينة شحن كورية شمالية، تم اعتراضها قبالة ساحل مصر، في عام 2016، وكانت تحمل 30 ألف قنبلة صاروخية، تقدر قيمتها بمبلغ 26 مليون دولار. ويقول مفتشو الأممالمتحدة والمنشقون الكوريون الشماليون إن سفارة القاهرة أصبحت بازارًا مزدحمًا للأسلحة والمبيعات السرية للصواريخ الكورية الشمالية والمعدات العسكرية ذات السعر المنخفض التي تعود إلى العصر السوفييتي عبر مجموعة من شمال أفريقيا والشرق الأوسط. غضب الحليف وقالت الصحيفة الأمريكية الأبرز إن هذه المعاملات انتهكت العقوبات الدولية، وأثارت غضب الولاياتالمتحدةالأمريكية الحليف العسكري المهم للقاهرة، وكشفت الصحيفة الأمريكية أن الهيئة العربية للتصنيع -القاعدة العسكرية، والتكنولوجية للجيش المصري- هي الجهة، التي اشترت الأسلحة. وحدد التقرير الأممي، الذي سيصدر، في مارس الجاري، اسم "الهيئة العربية للتصنيع"، باعتبارها "الزبون"، المستفيد من الأسلحة، والتي يرأس عبدالفتاح السيسي، اللجنة التي تشرف عليها، إضافة لمحمد العصار العضو البارز في مجلس عسكري الانقلاب. وذكرت الصحيفة أن شحنة الأسلحة تلك كانت محملة بقذائف صاروخية، وأن المخابرات الأمريكية هي من أبلغ عنها، وهو ما "أجبر" المصريين على التدخل، للحفاظ على رصيد من العملات الصعبة، الذي شكل أيضا نقدًا حيويًا لكوريا الشمالية. رسالة سرية من أمريكا وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير سابق لها، نشر نهاية أكتوبر الماضي، وصول رسالة سرية من واشنطن إلى القاهرة، في شهر أغسطس الماضي، تُحذِّر فيها من وصول سفينةٍ تتجه إلى قناة السويس، آتية من كوريا الشمالية، وتحمل شحنة مريبة. وأنه بدخول السفينة المياة المصرية، قامت الجمارك المصرية بتفتيشها، لتكتشف مخبأً مستتراً، يحتوي على أكثر من 30 ألف قنبلة صاروخية، تحت حاوياتٍ بها حديد خام، وتعد هذه أكبر عملية مصادرة لذخائر في تاريخ العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية. وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن الصفقة موَّلها رجال أعمال عبر تحويلات مالية سرية، وترتيبتات معقدة لصالح الجيش المصري، بقيمة ملايين الدولارات مع الالتزام بالسرية التامة. وعملت الهيئة العربية للتصنيع كمؤسسة إنتاج حربي، منذ 1979، وهي معفاة من الضرائب المصرية، والقيود التجارية، وتتألف من تسع شركات، وتعد أهم ركائز الصناعات العسكرية المصرية. وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن سفارة كوريا الشمالية في القاهرة، أكبر سفارة للدولة الآسيوية في الشرق الأوسط، وفق الصحيفة الأمريكية، حيث أصبحت سوقاً مزدحماً بالمبيعات السرية للصواريخ الكورية الشمالية، والمعدات العسكرية، ذات السعر المنخفض، التي تعود إلى العصر السوفيتي، عبر مجموعة في شمال إفريقيا، والشرق الأوسط، حسب مفتشي الأممالمتحدة والمنشقين عن النظام الكوري الشمالي. دراسة أممية وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن دراسة الأممالمتحدة، التي ستنشر قبل نهاية مارس، قالت إن الأسلحة كانت مرتبطة بالهيئة العربية للتصنيع، مضيفًة أن القاهرة قامت باعتراض السفينة لأن الولاياتالمتحدة كانت تتبع الشحنة. وفي خطوة قد لا تكون من قبيل المصادفة، قامت الولاياتالمتحدة بخفض وتعليق المساعدات العسكرية لمصر في أغسطس، ووضع خطوط حمراء على التعاملات المستقبلية مع بيونج يانج. وبعد أن خفضت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المساعدات، في أغسطس الماضي، قال مسئولون مصريون إنهم يقطعون علاقات عسكرية مع كوريا الشمالية ويقللون من حجم سفارتها في القاهرة ويراقبون نشاطات الدبلوماسيين الكوريين الشماليين. وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، في مؤتمر صحفي عقده مع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في القاهرة الشهر الماضي، إن العلاقات مع كوريا الشمالية تقتصر على التمثيل وليس هناك تقريبًا أي مجالات تعاون، أو مجالات تعاون. مقال النيويورك تايمز https://www.nytimes.com/2018/03/03/world/middleeast/egypt-north-korea-sanctions-arms-dealing.html