ما زال المتلاعبون بالعقول فى وسائل الإعلام الفاسد يحاولون تشويه صورة حكم الرئيس محمد مرسى، فما تشهده مصر من انهيار البنية التحتية التى طالما تشدق النظام الفاسد والبائد للرئيس المخلوع حسنى مبارك بأنه شيدها، ولطالما صدعنا إعلامه بأنها من إنجازاته، نرى هذا الإعلام الفاسد ينسبها لحكم الرئيس محمد مرسى، وكأنه المسئول عن انهيارها، رغم أن منطق العدل والإنصاف يؤكد أن العصر البائد كان فاسدًا بامتياز، فالعمارات التى تنهار على المواطنين، والكبارى التى تتشقق وتتصدع، والأبراج التى تهوى نتيجة إعصار هنا أو هناك، كلها شيدها وبناها مقاول "غشاش"، وخطط لها مهندس "مرتش" تحت إشراف وزارة "فاسدة" فى عهد فاسد وظالم ما زال يدفع ثمنه شعب مسكين قهر وغلب على أمره لعقود!! أما منطق نسبة هذا المسلسل من الانهيارات للبنية التحتية الواهية التى شيدها النظام الفاسد لنظام جديد لم يتجاوز حكمه السنة لهو منطق "رمتنى بدائها وانسلت"، لكن هذا المنطق المعوج لن ينطلى على وعى الشعب المصرى الذى ما زال يتجرع مرارة حكم المخلوع ويدفع الضريبة الباهظة من صحة أبنائه الذين يحملون فى أجسادهم شتى الأمراض المستعصية بفعل السياسات الإجرامية على مدار عقود من الفقر والجهل والمرض وسرقة المليارات من قوت هذا الشعب وصحة أبنائه!! وبالمقابل نرى هذا الإعلام يتعمد التجاهل التام لأى إنجازات تذكر للرئيس محمد مرسى، بل يقلل من شأنها ويبحث ويفتش عن مخاطرها، وإن لم يجد لها مخاطر قلل من عائدها وجدواها، فضلا عن الترويج الواسع لسلسلة من الشائعات التى تتهاوى يوما بعد يوم؛ مثل شائعات بيع قناة السويس لقطر، ومنع السياحة، ومنح سيناء لأهل غزة وحماس، وفرض النقاب بالقوة، والتنازل عن حلايب للسودان، وغيرها من عشرات الشائعات التى تطلق يوميًّا وثبت كذبها!! كوارث النظام السابق ستظل تطل برأسها علينا، بين الحين والآخر، وينبغى ألا ننزعج منها كثيرا، وعلينا أن نقرأها فى سياقها وزمنها ونطلع على ملابساتها وخلفياتها قبل أن نصدر حكما بنسبتها لهذا أو ذاك، فمن سخيف ما يروجه الإعلام الفاسد ربطه لتشاجر بعض الدببة وموت إحداها فى إحدى الحدائق بالرئيس مرسى والإخوان، والآخر الذى ينسب موت سلحفاة معمرة من عهد فاروق بأنها صمدت فى عهد عبد الناصر والسادات وحسنى وماتت فى عهد مرسى، أليست هذه سخافات وبذاءات يأباها الذوق والفهم والمنطق السديد؟ إن الاستمرار الخبيث فى محاولة النيل من هيبة الرئيس مرسى والدولة والنظام جريمة يجب أن يعاقب عليها أصحابها، وقبل عقاب القانون، رفض الشارع لها ومقاطعته لهذا الإعلام الفاسد الذى يخسر يوميا، ونترقب أن يلفظه الشعب المصرى حتى يندثر ويزول، وهذا ما نراه يلوح قريبا فى الأفق. إن التعامل مع كوارث النظام السابق لا بد أن يأتى فى إطار الإفادة من منهج الفشل السابق، والتدقيق فى بناء المستقبل، والتشدد فى معايير الجودة، والمراقبة الدقيقة لملف البناء والتعمير فى كل المؤسسات، وعدم التهاون مع الفاسدين والمرتشين وأصحاب الذمم الخربة، وتقديم أهل الكفاءة على أهل الثقة، والنظر فى عواقب المحاسبة أمام الله ثم الأجيال والتاريخ.