شدد د. جمال حشمت، عضو برلمان الشرعية المنعقد فى اسطنبول، على أن هناك علاقة وثيقة بين حادث حلوان الذى أودي بحياة 8 من عناصر شرطة السيسي، وبين حريق مديرية أمن الجيزة وتدهور سمعة داخلية الانقلاب وموقفها من الصحفيين واستعداءها كافة مكونات المجتمع المصري. وأكد حشمت، في تصريح صحفى، أن كل العمليات الإرهابية داخل القاهرة تبقي حصريا للجهات العسكرية والشرطية وداخل نطاق نفوذ الدوائر الأمنية، لأنه ينبني عليه مواجهة جديدة في معركة السيسي الخائن العميل ضد الإرهاب الذي يمده بمبرر وجوده. وأشار النائب البرلماني إلى أن ضحايا العمليات المخابراتية دائما من الأبرياء الرافضين لانقلاب السيسي واغتصابه للسلطة، بينما تنمو وتترعرع مملكة البلطجية ومثيري الفتن والعنف في المجتمع المصري.
واعتبر حشمت أن خلاصة المشهد يشير إلى إصرار الانقلابيين على استراتيجية صناعة الإرهاب وتصفية الخصوم، في ظل بيع مقدرات وثروات الوطن للغير، وانسحاق تام تحت حذاء مموليه الإقليميين والدوليين.
من جانبه، حمل الكاتب الصحفي سليم عزوز دولة السيسي المسئولية كاملة عن دماء قتلي العملية المسلحة التى ضربت حلوان فجر أمس دون النظر إلى كواليس الحادث، معتبرا أن النظام الدموي لديه ما يشغله عن حماية المواطنين أو وقف نزيف الدماء.
وأضاف عزوز –فى تدوينة عبر موقع "تويتر "- قبل قليل: "بعد مذبحة رجال الشرطة بحلوان، دعوا وزارة الداخلية مشغولة بادارة الصراع مع نقابة الصحفيين، وتعاقدوا مع شركة أجنبية لإدارة الأمن في مصر".
من جانبه، طرح الإعلامي محمد ناصر من خلال مقاطع الفيديو التى رصدت الجريمة عبر كاميرات مراقبة فى محيط الحادث تساؤلات مشروعة تشكك فى المتورط الحقيقي، ضمن حزمة من الاستفهامات التى سيطرت على الرأى العام المصرى، حول حقيقة اختراق قسم شرطة حلوان، عبر وسطاء للجماعات المسلحة، مما أسفر عن مقتل الملازم أول محمد حامد و7 أمناء شرطة.
وتساءل ناصر كيف عرف المسلحون خط سير المهمة السرية، والمفترض ألا يعلمها سوى ضباط القسم وأفراده، وكيف رصدت الجماعات المسلحة توقيت خروج القوات من قسم الشرطة، ولماذا لجأ المسلحون لتصفية كل القتلى.
ولفت مذيع "مكملين" أن الاشتباك امتدت لمدة تقارب ال10 دقائق دون وجود مساعدات أو إمدادات من رجال القسم على الرغم من وقع الحادث بالقرب من قسم شرطة حلوان، يثير الشكوك، خاصة فى ظل الأريحية التى تعامل بها المسلحون أثناء إطلاق الرصاص والتأكد من مقتل مستقليه.
وأشار إلى أن الفيديو يدلل على خورج المسلحين من محيط الحادث دون أن يراهم أحد أو يعترض طريقهم عنصر أمني واحد، فضلا عن استهداف ميكروباص بعينه رغم مرور عشرات الميكروباصات، قبل أن يختفى المتهمون فى منطقة يعرف فيها الجار جاره.
التوجه نحو خيانة داخلية السيسي، لم يبتعد عن الأذرع الإعلامية الموالية للنظام، حيث عقب الإعلامي المثير للجدل عمرو أديب بأن وزارة الداخلية غير قادرة على تطهير جهاز الشرطة من الخونة.
وأضاف أديب -خلال برنامجه "القاهرة اليوم" عبر فضائية "اليوم"- أنهم ليسوا أول شهداء ولا آخرهم، طلقات الرصاص بالأمس سمعتها القاهرة بالكامل، فالعملية ليس هدفها اغتيال أبنائنا في الداخلية، وإنما اغتيال فكرة الأمن والأمان فهى العملية الأكبر داخل المدينة من أجل التحدي وبث الرعب في نفوس المواطنين، فهذه العميلة موجهة لشجاعة المواطنين".
وكانت واحدة من مفاجآت الانقلاب مؤخرا، قد كشفت عن عمالة داخل الوزارة الفاشية خلال التحقيقات الحالية التي يجريها قطاع التفتيش بوزارة الداخلية عن مفاجآت من العيار الثقيل، تورط لواءات وضباط شرطة وقيادات بالوزارة بتكوين عصابة للاتجار بالمخدرات والبلطجة والقتل، عقب كشف مكالمات بينهم وبين عصابة "الدكش وكوريا" والتى تورطت قتل رجال الشرطة في الخانكة واستشهاد المقدم مصطفى لطفي رئيس مباحث قسم ثان شبرا الخيمة.
وكانت مدينة حلوان قد شهدت عملية مسلحة مثيرة للجدل قام خلالها مجهولون باستهداف ميكروباص يستقله عناصر شرطية بزي مدني بوابل من الرصاص أسفر عن مقتل 8 من مليشيا السيسي، فجر أمس الأحد، أثناء عودتهم من مأمورية أمنية، فيما أعلن تنظيم داعش مسئوليته عن الحادث.