أعلنت ثلاث شخصيات عامة مصرية معروفة بشكل غير متوقع هذا الأسبوع أنها ستتوقف عن نشر وجهات نظر انتقادية حول السياسة والاقتصاد دون إعطاء أسباب واضحة للقرار. وفي يوم الجمعة، أعلن الصحفي أحمد الطنطاوي، وهو أيضا نائب سابق ببرلمان السيسي، أنه سيتوقف عن الكتابة لصحيفة "المنصة"، حيث نشر ثلاثة مقالات، قال إن آخرها أدى إلى حجب السلطات للموقع الإخباري في 14 يوليو. وقال الطنطاوي "آمل … أن الحظر [المفروض على المنصة] وجميع المواقع الإخبارية المحجوبة التي تلتزم بقواعد العمل الصحفي سيتم رفعها قريبا". وأضاف "أدعو الله لزملائي الصحفيين أن يتمكنوا قريبا من العمل في بيئة تضمن لهم حقوقهم وتوفر لهم كل ما يلزم لتقديم خدمة صحفية بالمعايير المهنية التي تستحقها مصر… دون التعرض لأي معاملة خارج إطار القانون". وفي خطوة مفاجئة، استقال طنطاوي الشهر الماضي من منصبه كرئيس لحزب الكرامة، الذي يشارك في حوار وطني أعلنه عبد الفتاح السيسي في أبريل بهدف ضمان تمثيل مختلف المناطق والطبقات الاجتماعية والآراء السياسية. وكان طنطاوي قد وضع بعض الشروط للدخول في حوار مع سلطة الانقلاب، بما في ذلك الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، ووضع مواضيع محددة للحوار، بما في ذلك مناقشة "إجراء انتخابات رئاسية مبكرة". وفي الوقت نفسه، غرد حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية البارز، يوم الجمعة، قائلا إنه سيغلق حسابه على تويتر للأسف لأسباب خارجة عن إرادته. وكتب: "أعرب أيضا عن امتناني لكل من تحمل عناء متابعتي". في عام 2020 ، جمد نافعة مؤقتا حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي ، قائلا إن "المناخ لم يعد مناسبا للمشاركة بحرية في النقاش العام". وتأتي إعلانات ثلاثة من الأصوات القليلة التي انتقدت حكومة الانقلاب مؤخرا بعد أسابيع من بدء مبادرة الحوار الوطني، التي لن تشمل جماعة الإخوان المسلمين، أكبر جماعة معارضة في مصر. في 1 يوليو، أعلن الخبير الاقتصادي والمعلق الاقتصادي البارز هاني توفيق أنه لن يكتب بعد الآن عن حالة الاقتصاد المصري حتى تبرر التطورات الجديدة عودته إلى الكتابة. وقال توفيق "قلنا كل ما لدينا حول ملاحظاتنا حول السياسات الاقتصادية والمخاطر وبعض الحلول. أخشى على المتابعين ملل التكرار، لذلك من الضروري التوقف". تمر مصر بأزمة اقتصادية حادة وأدخلت سلسلة من إجراءات التقشف في وقت سابق من هذا العام لخفض الإنفاق وخفض عجز الميزانية وإزالة الحافة من ديون البلاد المتصاعدة. وسارع المصريون على وسائل التواصل الاجتماعي إلى ربط الإعلانات الثلاثة بحملة القمع المستمرة منذ سنوات التي تشنها السلطة على أصوات المعارضة. في وقت سابق من هذا العام، أدان خبير حقوقي تابع للأمم المتحدة حكومة السيسي لاستهدافها الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان وعائلاتهم، ودعا السلطات إلى التوقف عن إسكات المعارضة. تقدر هيومن رايتس ووتش أن هناك أكثر من 60 ألف سجين سياسي يقبعون في السجون المصرية منذ أن انقلاب السيسي على الرئيس المنتخب ديمقراطيا محمد مرسي واستيلائه على السلطة في عام 2013.