فضحت "الرابطة الأوروبية لمصنعي السيارات" في بروكسل نظام الانقلاب المصري، وأكدت أنها أجرت تحليلات للبنزين في مصر عقب ورود شكاوى من أصحاب السيارات بها، وتم اكتشاف منجنيز في البنزين العادي 92، والبنزين الفاخر 95. ووجهت الرابطة خطابا إلى طارق الملا وزير البترول بحكومة الانقلاب وزميلته رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي بنفس الحكومة وأيمن حسام الدين رئيس جهاز حماية المستهلك، حذرت فيه من خطورة البنزين المستخدم في مصر على السيارات. وقالت الرابطة في خطابها إن "البنزين المختلط بالرصاص رديء الجودة ، والذي يتم تسويقه في مصر يؤدي إلى مشاكل فنية في السيارات ويثير مخاوف كبيرة لدى صناع السيارات الأوروبية".
منجنيز وأشارت الرابطة إلى أن العديد من مصنعي السيارات الذين ينتجون السيارات المتداولة في مصر يواجهون عددا متزايدا من الشكاوى والمطالبات من مالكي السيارات ومشغليها ، والتي يبدو أنها ترتبط بالجودة المتدنية لوقود البنزين الذي يتم تسويقه في مصر للمركبات ذات المحركات التوربينية. وأكدت اكتشاف العديد من حالات المحركات التي تضررت بشكل متكرر وفجائي في وضع حماية المحرك المضاد للضغط وهو الاشتعال المسبق منخفض السرعة ، وشاهدنا حدوث قطع مفاجئ وحاد للغاية بآلية حقن وقود المحرك ، وهذا بسبب الجودة المتدنية للغاية للوقود، مشيرة إلى أن العملاء يعانون من استخدام مزعج للغاية في المحرك والمركبة مع اهتزاز المحرك بشكل خطر ، مما يؤدي إلى عطل المحرك. وكشفت الرابطة في تقرير لها عن تعطل مئات المركبات خلال العام 2021، بالإضافة إلى تعطل بعض المركبات بعد 10 آلاف كيلومتر فقط من الاستخدام ، بسبب استخدام نوعية رديئة من البنزين. وأكد التقرير أنه في أعقاب تحليل الأسباب، تم اكتشاف وجود المنجنيز في البنزين العادي الخالي من الرصاص 92، والبنزين الفاخر الخالي من الرصاص 95، مشيرا إلى أن مناطق تلقي هذه الشكاوى بشكل رئيسي تتركز في منطقتي القاهرة والسويس، كما تم رصد وجود المنجنيز في الوقود بمناطق الإسكندرية ومرسى مطروح، وتسبب ذلك في مشاكل فنية للسيارات . وأشار إلى أن المشكلة كانت شائعة للغاية بين العملاء الذين يتواصلون مع الوكلاء للإبلاغ عن مشكلات وأعطال وإصلاحها، ولاحظ العملاء انخفاض قوة المحرك وتكرار ظهور رسائل التحذير بخصوص الاشتعال المسبق للمحرك على لوحة العدادات ، مؤكدا أنه تم إرسال الوقود المستعاد من عدد من المركبات المتضررة إلى مراكز الصيانة ، وكشف تحليل الوقود عن وجود منجنيز بمستوى يتراوح بين 26 و 46 مجم / كجمن .
مادة سامة وحذر التقرير من أن وجود المنجنيز في البنزين من شأنه أن يؤدي إلى المشاكل التالية في المركبات: • انسداد المحول الحفاز أحادي الاتجاه، مع خفض فعالية المحفز في تقليل انبعاثات الملوثات، وقد يؤدي ذلك أيضا إلى تعطل المحفز المتسارع ومستويات غير طبيعية من الضوضاء في المركبات المتضررة. • تلف لا يمكن إصلاحه بشمعات الإشعال، قد يؤدي ذلك إلى اختلال أداء المحرك وتلف المحول الحفاز. • الاشتعال المسبق للمحرك بسرعة منخفضة، قد يؤدي ذلك إلى تلف المحرك وضوضاء غير طبيعية مثل صوت الطرقات التي تسمع من المحرك. • زيادة انبعاثات ملوثات أنبوب العادم، زيادة انبعاثات أول أكسيد الكربون (CO) ، والهيدروكربونات (HC) وأكاسيد النيتروجين (NOx) بسبب انخفاض فعالية المحول الحفاز وزيادة انبعاثات الجسيمات (عدد الجسيمات PN، وكتلة الجسيمات PM) عن طريق زيادة انبعاثات مركبات معدنية قائمة على المنجنيز. كما حذر من الآثار الصحية للإضافات التي تحتوي على المنجنيز ، موضحا أن معهد التأثيرات الصحية المرموق والمجلس الدولي للنقل النظيف نصح بعدم التعرض للمنجنيز ، فهو مصنف على أنه مادة سامة للأعصاب من نفس فئة الكادميوم والرصاص والزئبق.
نفي معتاد في المقابل زعمت وزارة بترول الانقلاب أنه لا صحة لاحتواء البنزين على منجنيز أو أي معادن، مُشددة على أن كافة منتجات البنزين بأنواعه سواء التي يتم إنتاجها محليا، أو استيرادها من الخارج سليمة ومطابقة للمواصفات القياسية، وخالية من المنجنيز أو المعادن وفق تعبيرها. كما زعمت الوزارة في بيان لها أن ، البنزين يخضع لعمليات مراجعة وتحليل دقيقة ومستمرة قبل دخول المستودعات الرئيسية والفرعية لشركات التسويق للوزارة. وأشارت إلى أن هناك فرق تفتيش بصفة دورية من هيئة البترول للرقابة على الجودة، وكذلك هناك مرور دوري على جميع مراحل المنظومة من مصافي التكرير والمستودعات ومحطات البنزين، ويتم سحب عينات عشوائية للتأكد من سلامة البنزين وعدم احتوائه على أي شوائب أو معادن، ومطابقة كافة منتجاتها للمواصفات القياسية، لضمان جودة الوقود الذي يتم تسويقه من خلال محطات تموين الوقود بكافة أنحاء الجمهورية بحسب زعمها. وادعت الوزارة إن "البنزين خالي من المنجنيز ، لأنه لا يمكن استخدامه لتأثيره بالتلف على بعض أجزاء من مصافي التكرير وفق تعبيرها".
لجان مراقبة وزعم حمدي عبد العزيز، المتحدث الرسمي لوزارة بترول الانقلاب أن ما يتم تداوله عن وجود معادن مضرة لمحركات السيارات ومنها المنجنيز في البنزين مجرد شائعات. وقال عبد العزيز في تصريحات صحفية إن "البنزين الذي يتم تصنيعه في مصر أو الذي يتم استيراده من الخارج خال من جميع أنواع المعادن والمنجنيز، زاعما أن منتجات البنزين يتم تحليلها قبل دخول المستودعات الرئيسية لوزارة بترول الانقلاب". وأشار إلى أن الشركات العالمية العاملة في مصر بمجالات تسويق البنزين تفحص وتحلل البنزين المورد إليها قبل تسلمه من الوزارة، مدعيا أن العينات التي تم تحليلها وأظهرت وجود معادن ومنجنيز في البنزين، من الممكن أن يكون تم أخذها من داخل تنكات السيارات وليست من المستودعات ، كما أنها من الممكن أن تكون نتيجة البنزين المحسن التي تقوم بعض المحطات بوضع مواد مجهولة المصدر عليه وبيعه بأسعار مرتفعة. وحول الأخبار التي تم تداولها عن وجود بنزين به كميات كبيرة من المنجنيز أدت إلى تعطل المحركات ، زعم طارق الملا وزير بترول الانقلاب أنه شكل لجانا لمراقبة وفحص البنزين وتحليله في المحطات والتأكد من أن جميع البنزين المتواجد في مصر مطابق للمواصفات وفق تعبيره .
شركات السيارات ردا على أكاذيب الانقلاب كشف خالد سعد، رئيس رابطة مصنعي السيارات، أن هناك شكاوى كثيرة من بعض شركات السيارات خلال الفترة الأخيرة حول وجود مشكلة في بنزين 95، مؤكدا أن هذه المشكلة لم تظهر في بنزين 92 . وأكد سعد في تصريحات صحفية أن الشركات الأجنبية قامت بأبحاث على السيارة التربو لمعرفة أصل المشكلة ، هل هي من المحرك أم من البنزين وظهرت المشكلة في أكثر من منتج، وبدأت الناس تعيد سيارتها للشركات بعد المشكلات التي واجهتهم. وحول وجود منجنيز في البنزين قال هذا أمر تسئل فيه وزارة بترول الانقلاب والشركات المنتجة .
اختبار جودة وحذر محمد أحمد، خبير بمجال صيانة السيارات المستهلكين من عمليات غش الوقود التي تتم في القرى النائية وأماكن البيع المجهولة، حيث تكون بعيدة عن أعين الرقابة ، مشيرا إلى أن هناك طرقا أخرى غير إضافة المعادن للبنزين، وهي خلطه بالماء. ونصح أحمد في تصريحات صحفية أصحاب السيارات بالتعامل فقط مع مراكز الصيانة ومحطات الوقود المعتمدة التابعة لجهات وشركات رسمية، ومرخص لها العمل بالسوق المحلية. وأضاف أنه يمكن لأصحاب السيارات اختبار جودة البنزين بطرق مختلفة، لكن دائما «الوقاية خير من العلاج»، ولا بد من الالتزام بقواعد السلامة. وحول غش البنزين عبر استخدام معادن ضارة مثل المنجنيز، حذر أحمد من أن ذلك الفعل شديد الخطورة ويعرض قائد السيارة للخطر، ناهيك عن التسبب في ضرر وأعطال بالمحركات.