بعد منافسات قوية في دورة الألعاب الأوليمبية 2021 لا تزال نتائج اللاعبين المصريين في معظم الألعاب الفردية والجماعية تشهد تراجعا نسبيا عن مستوى التصريحات المُبشّرة بمشاركة البعثة الأكبر في تاريخ الدورات السابقة. وسادت حالة من الضيق والغضب في الوسط الرياضي وظهرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي لحرمان أبطال رفع الأثقال من المنافسة بعد صدور قرار رسمي من اللجنة الأوليمبية الدولية والاتحاد الدولي لرفع الأثقال باستبعاد مصر رسميا من المشاركة في نسختها الحالية جراء ثبوت 3 حالات منشطات بين اللاعبين خلال فترة السنة والنصف الماضية نتيجة لسوء الإدارة. لكن منتخب اليد تمكن من تحسين ترتيبه، حيث صعد للدور قبل النهائي، قبل أن يصطدم بالفريق الفرنسي الذي تمكن من الفوز على "الفراعنة" 27 مقابل 22، ليوقف طموح الفريق المصري عند حدود الميدالية البرونزية في لقائه الذي يحدد المركزين الثالث والرابع. وأعادت الميداليات المفقودة في الأولمبياد، حيث لم تحصد مصر سوى 3 برونزيات حتى الآن، تسليط الضوء على حجم الفساد الذي أدى إلى حرمان المواهب التي تتميز بها مصر من المناخ والظروف التي تحقق لوطنهم لحظات الانتصار، فيما تتعالى الأصوات بضرورة التحقيق ومحاسبة المسؤولين عن الترتيب المتأخر رغم الميزانية التي تجاوزت 300 مليون جنيه وفق تصريحات المسؤولين عن البعثة ورغم مشاركة هي الأكبر في تاريخ مصر الأوليمبي.
نتائج مخيبة للآمال وقال علاء الدين خالد الإعلامي الرياضي، إن "البعثة المصرية هي الأكبر في تاريخها وتضم 146 لاعبا ولاعبة يتنافسون في 23 لعبة ولكن مع الأسف لم تتكلل هذه الجهود إلا بميداليتين برونزيتين لهداية ملاك وسيف عيسى". قبل أن ينضم إليهما محمد إبراهيم السيد "كيشو" بحصوله على البرونزية في المصارعة الرومانية. وأضاف في حواره مع برنامج قصة اليوم على قناة مكملين أن "النتائج المخيبة للآمال للبعثة المصرية تسببت في موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي؛ بسبب تراجع مستوى اللاعبين المصريين مقارنة بأقرانهم في الصين متصدرة البطولة وأمريكا الوصيف وصاحبة الأرض اليابان وأستراليا". وأوضح أن "حرمان منتخب رفع الأثقال من المشاركة في الأولمبياد لتعاطي بعض اللاعبين منشطات حرم الرباع المصري محمد إيهاب الذي لعب في أولمبياد ريودي جانيرو وحقق ميدالية برونزية ولعب في بطولة العالم بعدها في 2017 وحقق ميدالية ذهبية وفي 2019 وحقق ميدالية ذهبية في بطولة العالم". وأشار إلى أن "البطل المصري فارس حسونة الذي لعب باسم قطر في البطولة حقق ميدالية ذهبية للمرة الأولى في تاريخ قطر بعد أن أولته الدوحة الرعاية والاهتمام وآخرها كان في معسكر بجورجيا في الولاياتالمتحدةالأمريكية وكان متفوقا عن أقرب مُنَافسيه اللذين حصلا على الميدالية الفضية والبرونزية واللذين كانا ينافسان على رفع 215 كيلو بع عناء وتعرضا للإصابة فيما تمكن حسونة من رفع 217 كجم محاولة أولى وتمكن من رفع 225 كجم محاولة ثانية بمنتهى السهولة وفي المحاولة الثالثة حاول رفع 231 كجم وكسر الرقم القياسي المسجل باسم لاعب إيراني لكنه أخفق".
الرياضة والمشهد السياسي بدوره قال الدكتور ماجد عزام الباحث والإعلامي، إنه "يؤمن بالقاعدة التي تقول إن الرياضة جزء من المشهد السياسي الاقتصادي الاجتماعي في أي دولة ولا يمكن مقاربة الرياضة خصوصا في الأنظمة المستبدة دون فهم ما يجري في السياسة". وأضاف عزام في حواره مع قناة مكملين أن "ما حدث للبعثة المصرية في طوكيو يأتي في إطار السياق التاريخي، مضيفا أن مصر حققت في تاريخها 7 ميداليات ذهبية في الأولمبياد 6 منها قبل انقلاب 1952 الذي كسر تفوق الرياضة في مصر على كل المستويات وقد احتاجت مصر 52 عاما بعد انقلاب 1952 لتحصل على ميدالية ذهبية وحيدة في أولمبياد أثينا 2004 للاعب كرم جابر". وأوضح عزام أن "أشرف صبحي وزير الرياضة في حكومة الانقلاب يملك قدرات متواضعة وهو أقرب إلى الموظف ولا يملك أي كاريزما شخصية، ومن يدير الرياضة في مصر "صول" قابع في الغرفة السوداء التي تضم عساكر آخرين يديرون البلد ككل ومنهم أيضا من يدير المشهد الإعلامي وهو مدير تحرير مصر". وأشار إلى أن "ما يوجع أن حفيد سيد نصير وحفيد خضر التوني اللذين حصدا ذهبيات في الأولمبياد منذ بداية المشاركات المصرية حُرما من المشاركة، مضيفا أن الرياضة هي الفاضحة لحالة التخبط التي تعيشها مصر منذ الانقلاب العسكري، مضيفا أن إثيوبيا حققت ميداليات ذهبية وكذلك جاميكا تفوقت على كل الدول العربية مجتمعة".