أعلنت "الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية"، المظلة الاستثمارية التابعة مباشرة للمخابرات العامة، السبت، تشكيل مجلس إدارة جديد للشركة برئاسة الخبير الاقتصادي حسن عبد الله، الرئيس التنفيذي السابق للبنك العربي الإفريقي، والذي أطيح به من منصبه بتهمة الفساد المالي في 2018، وعضوية كل من محمد السعدي، الرئيس التنفيذي لشركة ميديا هب، وعمرو الفقي، رئيس مجلس إدارة شركة POD المحتكرة تنظيم المؤتمرات الكبرى، وأشرف سالمان وزير الاستثمار الأسبق، وتامر مرسي، ومحمد سمير. حرث في الماء من جانبه قلل الكتب الصحفي، أحمد الشرقاوي من أهمية التغييرات التي حدثت في هيكل الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، مضيفا أن أي جهد إعلامي دون توافر المناخ والبيئة المناسبة لنجاح هذا العمل مثل الحرث في الماء. وأضاف الشرقاوي في حواره مع برنامج من الآخر على قناة "وطن" أن هذه الشركة أنشئت كأداة دعائية للانقلاب وليس وسيلة إعلامية، مضيفا أن هناك قنوات لا تمتلك إمكانات كبيرة لكن ارتباطها بقضايا الشعوب والقضايا الحقيقية للأمة وراء نجاحها، مضيفا أن مصر لا يوجد بها مناخ إعلامي يقود إلى نجاح تجربة إعلامية جيدة. وأوضح أن الشركة المتحدة ذراع لمحور إقليمي يضم مجموعة دول وتعبر عن سياسات هذه الدول التي تتوافق في سياساتها في هذا الجانب مع الانقلاب العسكري، مضيفا أن السعودية والإمارات والبحرين تستخدم المال السياسي منذ عهد المخلوع مبارك في الإعلام المصري بعلم النظام لمحاولة استقطاب إعلاميين، وقد جاء إنشاء المتحدة لتنظيم ضخ المال السياسي في الإعلام. وأشار إلى أن الإعلامي عمرو أديب المقرب من المخابرات كشف خلال الأيام الماضية عن دخول تركي آل الشيخ في التنظيم الجديد للمتحدة وأن مجموعة إم بي سي السعودية دخلت بثقلها في التنظيم الجديد، مضيفا أن مجموعة السياسات التي تعمل عليها الشركة المتحدة تتوافق مع سياسيات السعودية والإمارات والبحرين وفي مقدمة هذه السياسات تغييب الشعوب وإلهائها وعدم الدفع بأي شكل نحو تحولها إلى تأييد تيار سياسي محدد. ولفت إلى أن حسن عبدالله الذي يتولى إدارة الشركة هو مصرفي خريج الجامعة الأمريكية بالقاهرة وكان من المجموعة الأولى التي عادت إلى مصر مع جمال مبارك وعمل معه في إدارة البنك العربي الإفريقي الدولي وشغل منصب عضو مجلس إدارة وهو معروف بين المصرفيين والمحررين الاقتصاديين بأن خبرته عادية جدا لكن ما يميزه ارتباطه بالسفارة الأمريكية في مصر وهو أحد كهنة آمون لدى السفارة الأمريكية والتي تضم مجموعة من رجال الأعمال المرتبطين بالمصالح الأمريكية يجتمعون كل 6 شهور لتقديم توصيات للسفارة الأمريكية بخصوص أداء الاقتصاد المصري. تغييرات شكلية بدوره قال الكاتب الصحفي قطب العربي، إن التغييرات في هيكل إدارة الشركة المتحدة مجرد تغييرات شكلية، في محاولة لإيهام الغرب أن ثمة انفتاح وتعددية في الإعلام المصري، مضيفا أن الفترة الماضية شهدت هيمنة الشركة المتحدة على سوق الإعلام والدراما في مصر بعد سيطرتها على 90% من وسائل الإعلام الخاصة، ما تسبب في إقدام العديد من شركات الإنتاج الدرامي الكبيرة الداعمة للانقلاب على الخروج من السوق المصري. وأضاف العربي في حواره مع برنامج من الآخر على قناة "وطن"، أن خسارة الشركة 400 مليون جنيه في مجال الإنتاج الدرامي فقط كان وراء إعادة الهيكلة، كما أن طرح أسهم الشركة في البورصة للإيحاء بوجود شفافية في تعاملات الشركة، متوقعا عزوف المستثمرين عن شراء أسهم الشركة التي تديرها المخابرات، كما توقع لجوء النظام إلى الضغط على بعض رجال الأعمال لشراء أسهم بالشركة. وأوضح أن إعلان الشركة عن تحقيق أرباح بقيمة 260 مليون جنيه من دراما رمضان، لا أساس لها من الصحة وهذه التصريحات تأتي تزامنا مع طرح أسهم الشركة في البورصة في محاولة لتجميل صورة الشركة، متوقعا أن تحل الشركة محل اتحاد الإذاعة والتليفزيون "ماسبيرو" قريبا.