تكبَّدت ليبيا خسائر تقدر بنحو 317 مليون دولار في أسبوع واحد، جراء إغلاق مليشيات الانقلابي خليفة حفتر حقول وموانئ النفط الرئيسية جنوب وشرق ليبيا، وكان من أبرز المناطق المحاصرة منطقة الهلال النفطي الشهيرة التي تضم 4 موانئ نفطية (الزويتينة، البريقة، رأس لانوف، والسدرة)، وتقع بين مدينتي بنغازي وسرت، وتحوي حقولا رئيسية يمثل إنتاجها نحو 60% من صادرات ليبيا النفطية. وقال الصحفي الاقتصادي مصطفى عبد السلام، عبر صفحته على فيسبوك: إن “حصار حفتر حقول النفط وموانئ التصدير أسفر عن خسائر فادحة بالقطاع النفطي، منها توقف نحو 75% من صادرات النفط إلى الخارج، وانخفاض الإنتاج إلى 280 ألف برميل يوميا مقابل 1.2 مليون برميل، قبل نحو 10 أيام”، مشيرا إلى وجود تخوف داخل المؤسسات الليبية الرسمية من أن يتراجع الإنتاج النفطي إلى 100 ألف برميل ثم إلى “صفر” في حال استمرار حصار الحقول النفطية، وهو ما يعني نضوب موارد البلاد من النقد الأجنبي. وأوضح عبد السلام أن “انهيار صادرات النفط الليبي قد يؤدي إلى انهيار اقتصاد البلاد واحتياطياته من النقد الأجنبي، وتدهور الأحوال المعيشية للمواطن، وعجز الموازنة العامة عن سداد الالتزامات المستحقة على الدولة من تمويل واردات ودعم سلع رئيسية كالأغذية والوقود وغيرها، وتردي البنية التحتية للبلاد، وانقطاع الخدمات العامة مثل الكهرباء والمياه والاتصالات، اضافة إلى شل قدرة البلاد على مواجهة الإرهاب والهجرة غير المشروعة القادمة من قلب إفريقيا متجهة نحو أوروبا. وأشار عبد السلام إلى أن “الاقتصاد الليبي يعتمد اعتمادًا شبه كامل على الصادرات النفطية، فإيرادات النفط تمثل ما بين 93% إلى 95% من إجمالي الإيرادات العامة، وتغطي 70% من إجمالي الإنفاق، ويخصص أكثر من نصف الميزانية العامة لسداد رواتب موظفي الدولة، وتمويل الدعم الحكومي المخصص لعدد من السلع الرئيسية، من بينها رغيف الخبز والأغذية والسلع التموينية والمشتقات البترولية كالبنزين والسولار وغاز الطهي وخدمات ضرورية مثل العلاج بالمجان في المستشفيات”. وأضاف عبد السلام أن “حفتر يلعب بالنار، ويهدف إلى السيطرة على كل موارد النفط، وبالتالي الحصول على سيولة مالية يستطيع من خلالها دعم هجماته المتكررة ضد العاصمة طرابلس، في محاولة للسيطرة عليها وإقصاء حكومة الوفاق الوطني المنتخبة والمعترف بها من الأممالمتحدة وفق اتفاق الصخيرات”، وأشار إلى أن “حفتر لا يهمه المواطن الليبي وأحواله المعيشية في شيء، وآخر ما يفكر فيه الجنرال المتقاعد هو حال الأسواق وأسعار السلع ووصول السلع الرئيسية إلى المواطن وبسعر مناسب، حيث يريد السيطرة على كامل ليبيا، أو أن يكون البديل هو نهب موارد ليبيا وضياعها، بل وحرقها”.