اتهم الكاتب الصحفي وائل قندل الطاغية عبدالفتاح السيسي، رئيس الانقلاب في مصر، والرئيسين الأمريكيين دونالد ترامب ومن قبه الديمقراطي باراك أوباما، والمجتمع الدولي، بالتورط في قتل الشهيد مصطفى قاسم بسجون العسكر، جراء الجوع والتعذيب والحرمان من أبسط حقوقه الإنسانية. وفي مقاله المنشور اليوم الأربعاء بصحيفة “العربي الجديد” تحت عنوان «مصطفى قاسم: خالد سعيد بتواطؤ أميركي»، يقول “قنديل”: «الحكاية ببساطة أن مصر تعيش داخل بقعة دم لا تجفّ منذ ذلك اليوم الأسود 14 أغسطس/ آب 2013، حين وقعت أكبر جريمة ضد الإنسانية يرتكبها نظامٌ ضد الشعب في تاريخ مصر»، مضيفا أن «واقعة استشهاد المواطن المصري، حامل الجنسية الأميركية أيضًا، مصطفى قاسم، داخل زنزانته التي يقبع بها منذ نحو ست سنوات، هي امتداد لتلك الجريمة التي تواطأ فيها المجتمع الدولي، وبعض المجتمع المحلي، على دماء المصريين، فقفز فوق الجريمة، تحت طبول “الحرب على الإرهاب”، والتي هي واحدة من أكبر عمليات النصب السياسي على التاريخ الإنساني، إذ يتصدّرها إرهابيون بدرجة رؤساء دول وقادة جيوش وزعماء مليشيات، يقتلون الشعوب ويصادرون حقها في التغيير، ويشعلون النار في قيم مثل حقوق الإنسان والديمقراطية والعدالة القانونية، مختبئين تحت تلك العبارة الساقطة “عندما تكون الأوطان في خطرٍ لا تتحدّث عن حقوق إنسان وحريات سياسية». وبحسب قنديل فإن «تلك كانت الجريمة الحضارية التي تشاركت فيها دول العالم، الكبيرة والصغيرة، ذات الحكم الديمقراطي، وصاحبة الإرث الاستبدادي العريق، لتنتفي الفوارق بين رئيسٍ جاء عبر انتخابات ديمقراطية، مثل دونالد ترامب، وجنرال دموي وصل عبر انقلاب عسكري ومذبحة إنسانية، مثل عبد الفتاح السيسي، وزعيم تنظيم عصابي مسلح، مثل خليفة حفتر.. حتى على المستوى الأميركي لن تجد فرقًا كبيرًا بين الديمقراطي القادم من التراث الإنساني الرائع للمناضل مارتن لوثر كينغ، ورجل الأعمال الرأسمالي المتوحش، القادم من عالم التجارة والسمسرة، دونالد ترامب، فكلاهما رضي بمن ارتكبوا المذابح، مع اختلافاتٍ في درجة الرضا». ويتهم الكاتب باراك أوباما بالتورط في قتله قائلا «مأساة شهيد معركة الاحتجاج بالأمعاء الخاوية ضد فظاعات سجون السيسي، الأميركي المصري مصطفى قاسم، ممتدة منذ كان باراك أوباما رئيسًا ديمقراطيًا للولايات المتحدة، ولم تحرّك الإدارة الأميركية ساكنًا، لأنه، على الأغلب، ليس مشهورًا ولا معروفًا، وليس حاضرًا طوال الوقت في المنصّات الإعلامية، أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ذلك أنه كان وراءه زوجة وطفلاها، لا حول لهم ولا قوة، يستطيعون الوصول بالكاد إلى الإعلام، وإن وصلوا فالنشر على أضيق نطاق، عن مأساة الوالد المحبوس ظلمًا، مع مرضه وقهره، في ظروفٍ غير آدمية». وينتهي الكاتب إلى أن «مصطفى قاسم مثله مثل عشرات ماتوا بالسجون، وآلاف مهددين بالمصير ذاته، ليس ضحية نظام السيسي فقط، بل ضحية دونالد ترامب، بالدرجة ذاتها، حين أبدى انبهاره بالقدرات الفائقة في القتل التي يتمتع بها ديكتاتوره المفضل، القاتل اللعين، بل هو كذلك ضحية نظام دولي بلا ضمير، وبلا أخلاق».