يسهل التكهن بنتيجة الكلاسيكو الإسباني في ظل فوران برشلونة وانهيار ريال مدريد، لكن مع مدير فني جديد قد يكون هناك طريقا أمام الفريق الملكي للوصول إلى مرمى فيكتور فالديس. فقرار إقالة الألماني بيرند شوستر كان ضروريا بعد تصريحاته بأن فوز ريال مدريد على برشلونة مستحيل، لأن الفريق كان سيدخل الكلاسيكو بلا روح ليتلقى هزيمة مذلة. سأتناول تحليل المباراة من جانب ريال مدريد كونه الفريق الذي بحاجة لاستعدادات خاصة حتى يحقق نتيجة إيجابية، فيما يقدر برشلونة على دك مرمى ضيفه دون بذل مجهود يذكر. بداية، نجح جوسيب جوارديولا في إثبات قدرة غير عادية على تكوين برشلونة جديد يختلف تماما عن نظيره الذي خسر كل مباراة مهمة في العامين السابقين، والفضل يرجع لاهتمام المدرب الشاب بكل تفصيله تتعلق بفريقه، فهو يتنفس كرة قدم والنتيجة لا تحتاج لحديث. يعتمد برشلونة على طريقة 4-5-1 التي حافظت على أسلوب الفريق الهجومي المتبع من عهد فرانك ريكارد، وطورت الأداء الدفاعي للبلوجرانا بسبب زيادة كثافة وسط الملعب. يقسم جوارديولا فريقه إلى جبهيتن، بحيث يقود تييري هنري مع ألكسندر هليب الجزء الأيسر، ويتكفل ليونيل ميسي باليمين بمساندة متبادلة بين شابي هرنانديز وصامويل إيتو نفسه. يتمركز هنري على حدود منطقة جزاء الخصم مائلا للجبهة اليسرى، ثم يحاول القطع لعمق دفاع ريال مدريد فاتحا الجبهة اليسرى لسيدو كيتا الذي يتحرك خلفه. يفسح إيتو مساحة لهنري داخل المنطقة، وبحسب موقع ارتكاز الخصم يتقدم ليونيل ميسي إما يمينا أو مندفعا للعمق بمراوغاته الساحرة ليهدي داني ألفيس مساحة في اليمين من خلفه. ينهي بارسا تحركاته بأن يكون هنري وإيتو في منطقة الجزاء، ميسي وشابي في العمق خلفها، ألفيس وكيتا أو هليب على الطرفين ويايا توريه متمركزا في الوسط، فيبسط البلوجرانا سيطرته. أما ريال مدريد، ويعد الكلاسيكو اختبارا لخواندي راموس الذي أعتبره مدربا جيدا وضعته نتائجه السلبية مع توتنام محل شك، وإن عالج برشلونة جيدا سيكون المدير الفني للميرينجي لأعوام طويلة. يتوجب على خواندي استبعاد الفيروس الذي يقضي على الفريق بدلا من مساعدته "ميشيل سالجادو"، ومهما كان عدد الغيابات فطرد الأشقر العجوز يعد الخطوة الأولى لتجنب الخسارة. أفضل كريستوف ميتزلدر في مركز الظهير الأيمن نظرا لخبرته في هذا الدور مع بروسيا دورتموند، ولأنه سيخلق عمقا للدفاع ويقتل خطورة جبهة بارسا اليسرى. فعندما يتحرك هنري من اليسار للعمق سينتقل معه ميتزلدر لداخل المنقطة، وبالتالي يظل قلب الدفاع الأول متفرغا لإيتو والثاني ينتظر المندفع من الخلف سواء ميسي أو شابي أو هليب. يضطر خواندي للمجازفة في اختيار رفيق فابيو كانافارو لعمق الدفاع، فسيرجيو راموس يحتاج للتطوير حتى يجيد هذا الدور لأنه لا يحسن التمركز أو قراءة تحركات زميله. يقدر خابي جارسيا على شغل هذا الدور لامتلاكه خبرة من مشاركته مع خيتافي كارتكاز وسط، وبالتالي فبإمكانه صنع عمقا دفاعيا من وراء كانافارو وميتزلدر حين ينضم للدفاع. ويشترك سيرجيو راموس كظهير أيسر، فرغم أنه لن يرفع عرضية صحيحة في هذا المركز لأنه ليس أعسرا، لكنه الأقدر على إيقاف داني ألفيس لأن قوة اندفاعهما البدنية متساوية. وفي الوسط، يحتاج ريال مدريد لثلاثة ارتكازات يمكنها الضغط على يايا توريه ورقابة شابي هرنانديز ومقابلة المنفدع من الثنائي هليب وميسي. بمعنى آخر، سيكون قاعدة مثلث وسط ريال مدريد مواجهة لخط الدفاع، ورأس المثلث يضغط على يايا توريه ويحاول دفع الفريق الملكي للهجوم بصنع فرص على الجناحين. يتناسب فرناندو جاجو وويسلي شنادير (فان دير فارت) لأداء دور قاعدة مثلث ريال، فيما لو تواجد رويستن درنتي كرأس مثلث لمنح فريقه طاقة كبيرة وضغط على بإحكام على توريه. ولاختيار الحلول المثلى أمام خواندي راموس لهجوم ريال مدريد يجب دراسة طريقة دفاع برشلونة ورؤية نقاط الضعف الكتالونية أولا. تواجد يايا توريه في وسط برشلونة يعد أكبر إيجابيات الفريق هجوميا والحلقة الأضعف دفاعا لأنه لا يغطي ظهيري الجنب وينشغل في مساندة ميسي وهليب وشابي ليدفعهم إلى الهجوم. وبين إريك أبيدال وداني ألفيس يتضح أن الطريق الأصوب أمام ريال مدريد للوصول إلى مرمى فالديس هو تركيز جهود جونزالو إيجواين على ظهير برشلونة الأيسر. واستعير من فابيو كابيللو خدعة رائعة حين وضع جوتي في مركز الجناح الأيسر وطلب منه عدم التقدم بل إرسال كرات عكسية إلى الجناح الأيمن المندفع إلى العمق لضرب دفاع الخصم. فريال مدريد لا يحتاج لتقديم مباراة هجومية حتى يفتح الملعب على مصرعيه، والأفضل له التركيز على الجبهة اليمنى عن طريق تحركات إيجواين وتمريرات جوتي من اليسار له. هذا يترك راؤول جونزاليس وحيدا في بداية المباراة، لكن إن مرت ال20 دقيقة الأولى دون خطر على مرمى ريال مدريد سيكون خواندي راموس قادرا على نقل درنتي للجناح الأيسر ويعيد جوتي لمركز صانع اللعب ويبدأ ميتزلدر في التقدم لتكون المباراة سجالا بين الطرفين.