ليجا 2008-2009 هل تنجح ثورة كتالونيا في إسقاط النادي الملكي؟

بينما استعد ريال مدريد لموسمه الجديد بصفقة وحيدة في موسم الإنتقالات، أظهر الغريم الكتالوني وجوهاً جديدة تستهدف وضع حد للسيطرة الملكية على عرش الليجا طوال الموسمين الماضيين.
وإن كانت استعدادات النادي الملكي وغريمه برشلونة دائماً ما تكون الأبرز في الدوري الإسباني فإنها لم تخف محاولات باقي أندية الليجا للحاق بركاب الأندية الكبرى.
وتباينت استعدات أهل الليجا للنسخة الجديدة، بين تغييرات شاملة أجراها برشلونة وفالنسيا وخيتافي طالت أجهزتهم الفنية، وتنسيق مختلف في قوائم اللاعبين كحال أتليتكو مدريد وإسبانيول.
وقبل ساعات من انطلاق نسخة 2008/2009 من الدوري الإسباني نستعرض الحالة الفنية لعمالقة الدوري الإسباني ونتابع مدى جهازيتهم لخوض غمار الموسم الجديد.
ريال مدريد
يظهر النادي الملكي في موسمه الجديد أكثر استرخاءً بوصفه حامل اللقب لعامين متتاليين، متخلياً عن بذخه المعتاد في شراء اللاعبين الجدد مكتفياً بلاعب وحيد.
ولكن على ما يبدو أن نجاحات ريال مدريد في الليجا زادت من الضغوط على الجهاز الفني لتحقيق نتائج أفضل بحسب ما أعلنه بيرند شوستر المدير الفني للفريق الملكي، الذي أكد أن "الجماهير تنتظر نتائج أفضل من مجرد التتويج بلقب الليجا".
ويرى شوستر أن فريقه في المرحلة الثالثة من دورة حياته، موضحا "بدأ العمل مع استعادة الدوري، بعدها حفاظنا على اللقب، ونسعى الآن وراء الثلاثية".
وحظي النادي الملكي بصيف ساخن لخصته صحيفة "ماركا" الإسبانية الشهيرة في عنوانها "البلانكو مهووس بكريستيانو رونالدو ويركز على إتمام المهمة المستحيلة".
وعانى المدير الفني الألماني من محاولات ريال مدريد للتعاقد مع الجناح البرتغالي من مانشستر يونايتد الإنجليزي خاصة أنها عطلت خططه لدعم لفريق قبل انطلاق معسكر الإعداد بلاعب ارتكاز ذو قدرات هجومية وصانع لعب ومهاجم مثلما كان يرغب.
وانتقد شوستر السعي المستمر لرامون كالديرون رئيس النادي وراء رونالدو خاصة أنه أجبر خزينة ريال مدريد على تخصيص مواردها للتعاقد مع النجم البرتغالي، وقال قائد البلانكو: "التركيز على رونالدو فقط يحبطني، فانتظاره يكلفنا وقتا ثمينا إن أهدرنا مزيدا منه سيصعب علينا اللجوء لحلول بديلة ودعم الفريق قبل موسم هام لريال مدريد".
لكن تعنت مانشستر يونايتد في ترك نجم فريقه الأول، أنهى آمال ريال مدريد وجعله يعود لأرض الواقع بحثا عن اسم يصلح لدعم البلانكو، لينتهي الأمر بضم صانع الألعاب الهولندي رافايل فان دير فارت، ليسارع شوستر بتوظيفه في وسط الملعب معاوناً لخوسيه ماريا جوتي والمالي ممادو ديارا.
وحافظ النادي الملكي بالتعاقد مع فان دير فارت على شكله الهولندي بفضل وجود خمسة من نجوم المنتخب البرتقالي في القائمة يتقدمهم الهداف رود فان نيستلروي.
ورغم أنها المرة الأولى منذ سنوات طويلة التي تقتصر فيها تعاقدات البلانكو على صفقة وحيدة في الموسم الصيفي، فان هذا لم يمنع كالديرون من التباهي بالقائمة ومطالبة شوستر بأقصى درجات النجاح: "قائمتنا مكتملة ومثالية، نمتلك عناصر النجاح من شباب وخبرة، مواهب وقدرات عالية وعدد اللاعبين مناسب في كل مراكز الملعب".
إلا أن ريال مدريد سقط في ذات المأزق الذي وضع فيه مانشستر يونايتد هذا الصيف حين أغرى البرتغالي كريستيانو رونالدو بالانضمام إليه، وذلك بعدما طالب روبينيو بالرحيل.
سوء الطالع طال النادي الملكي الذي بات مهددا بخسارة نجمه الأول ذو القميص رقم 10، ليكون على الهولندي آريين روبن ومواطنه رويستن درنتي تحمل مسؤولية الجناح الأيسر.
ويرى راؤول جونزاليس رمز النادي أن رحيل روبينيو سيدفع ريال مدريد للأمام، في ظل وجود مواهب شابة تنتظر الفرصة لتلمع مثل الأرجنتيني جونزالو إيجواين ودرنتي ودولاريد.
برشلونة
يعي خوان لابورتا رئيس برشلونة أن الجمهور الكتالوني لن يتقبل موسما ثالثاً بلا إنجازات، ولذا كان من الضروري تعديل مسار الفريق هذا الصيف بداية بتغيير الجهاز الفني.

ميسي
وظهر اسم المدير الفني الهولندي فرانك ريكارد على قمة قائمة التعديلات التي يجريها النادي الكتالوني، تلاه البرازيلي رونالدينيو والبرتغالي ديكو.
ويوضح ثاني قائدة الفريق شابي هرنانديز: "معظم أبطال 2005 كانوا مصدر فخر للجمهور وعلامة مميزة للفريق، لكنهم جلبوا سخط عشاقهم في الموسمين الأخيرين، ربما اهتم بعض اللاعبين بحياته الخاصة أكثر من الفريق، وانغمس النجوم في احتفلاتهم الصاخبة التي أثرت عليهم كرياضيين، في النهاية نحن في بداية جديدة حاليا".
وانتخبت الإدارة لاعبا حديث الاعتزال صاحب شعبية كبيرة في برشلونة نظرا للسنوات التي تألق فيها مع البلوجرانا وكم الكؤوس التي حملها بوصفه قائدا للفريق الكتالوني.
ويثق لابورتا في نجاح بيب، مؤمنا بأن خبرته في كامب نو ستعينه على تخطي نقص خبرته التدريبية كون مهمته المقبلة هي الأولى كمدير فني في الدرجة الممتازة من الليجا.
وينقل لابورتا عزم الفريق على الصعود للقمة مجددا، مضيفا "الهدف هو تحقيق أكبر كم من الانتصارات".
وبرغم كلماته القليلة منذ انتخابه مديرا فنيا للبارسا، إلا أن بيب كان واضحا في طريقة عمله الجادة وسعيه وراء إعادة الجدية داخل الفريق.
وقال بيب: "ليس مهما من يلعب أو يرحل، ما أسعى إليه هو بذل التشكيل المختار كل جهدهم ل90 دقيقة، بعدها لن أنتظر النجاح بل سيطاردنا هو".
وعملت الصدفة لصالح برسا حين أخرت رحيل الكاميروني صامويل إيتو المستبعد من حسابات المدرب، ثم اضطرار بيب للاعتماد عليه لنقص صفوف الفريق، وكانت النتيجة نجاة إيتو من المقصلة وحصول برشلونة على ثنائي هجوم مرعب مكون من الفرنسي تييري هنري وإيتو.
ويبدو هنري متحمسا للعمل تحت التطورات الخططية لبيب، خاصة أن استخدام رأس حربة وحيد في الموسم الماضي قلص من خطورة النجم الفرنسي الموسم الماضي داخل منطقة الجزاء وعلى حدودها، ما يفصله هنري قائلاً: "برأسي حربة نحاصر الخصوم بعدد أكبر، الآن التحرك على الجناح بات اختيارا وذلك يساعدني كثيرا".
ويتمتع برشلونة بقائمة مدعمة بصفقات من العيار الثقيل كالبرازيلي دانيل ألفيس والمالي سيدو كيتا والأوروجوياني مارتن كاسيرس وجيرارد بيكي والبلاروسي ألكسندر هليب.
وكما كانت أحلام كتالونيا مرتبطة برونالدينيو كصاحب القميص عشرة، أدى رحيله لاختيار الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي لارتداء الرقم الذي يعد بمثابة راية الإبداع.
فالنسيا
تضرب الأزمة المالية طموحات فالنسيا في عبور مشاكله، لكن الأمل لم يتخل عن الخفافيش مع حضور أوناي إيمري المدير الفني المختار لإعادة النجاح لملعب ميستيا.
فعمل المدرب الشاب تلقى قبولا من اللاعبين والإدارة ما أعاد وحدة الفريق التي ضربت في مقتل أثناء الفترة التي تولى فيها الهولندي رونالد كومان الإشراف الفني.
ونقل قائد الفريق روبن باراخا سعادة الفريق لعمل إيمري، موضحا "إنه متحمس للغاية وينقل تعليماته بوضوح كبير لنا ما سهل علينا العمل على أفكاره".
ونظرا لأن النادي لا يملك المال اللازم لدعم الفريق، كان الحفاظ على نجوم فالنسيا هو شاغل الإدارة الأكبر خلال موسم الانتقالات.
فإيقاف بيع هداف المنتخب الإسباني ديفيد بيا والوجه الصاعد في سماء فالنسيا ديفيد سيلفا جاء بمثابة نجاح لإيمري الذي علق بأن "الإبقاء عليهما يشبه التعاقد مع نجمين".
كما نجح إيمري في إنهاء الأزمة التي علقت بين ديفيد ألبيلدا والنادي الإسباني، معيدا الارتكاز المخضرم لحجرات الملابس ووسط ملعب فالنسيا.
وأثنى ألبيلدا على مدرب فالنسيا الجديد، متما كلماته "على عكس كومان فإيمري يثق في قدرات اللاعبين ويخبرهم ذلك حين يحتاجون لسماع صوته، أثق في نجاحه معنا".