كشف فشل رئيس الوزراء التركي المكلف أحمد داود أوغلو في تشكيل حكومة ائتلافية مع أحد الأحزاب السياسية الفائزة في الانتخابات البرلمانية التي جرت في شهر يونيو الماضي، أن الأتراك لم تترسخ لديهم ثقافة تشكيل حكومات ائتلافية على غرار التحالفات الناجحة، التي أجرتها العديد من الدول الغربية مثل ألمانيا وبريطانيا، وأن ثقافة التحالف لم تترسخ بعد في أذهان الأتراك. وذكر التقرير الذي أعده علي قطب، الباحث في الشؤون التركية بوكالة أبناء الشرق الأوسط، أنه في مطلع نوفمبر الماضي، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موعدًا لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة، بعد فشل الأحزاب السياسية في تشكيل حكومة ائتلافية عقب انتخابات 7 يونيو الماضي. وأفاد أردوغان بأنه سيستخدم جميع صلاحياته الدستورية من أجل الإعلان الرسمي عن قراره. وأسفرت الانتخابات التي جرت في ال7 من يونيو الماضي عن حصول حزب العدالة والتنمية "محافظ"، الحاكم منذ 2002، على 258 مقعدًا بالبرلمان، ما يعني أنه لم يُمنَح فرصة أخرى ليحكم البلاد بمفرده وبات خيار الحكومة الائتلافية مطلوبًا، منعًا لدخولها مرحلة من عدم الاستقرار السياسي الذي سيؤثر بالضرورة على اقتصاد البلد ومعيشة ناسه. وأضاف أن المتتبع لتاريخ الحكومات الائتلافية في تركيا يرى أنه في سبعينيات القرن الماضي، عرفت أنقرة حكومات ائتلافية عديدة، لكنها غالبًا ما كانت تنتهي بتدخل الجيش، وسيطرته على مقاليد الحكم، وكان من أشهر تلك الحالات الانقلاب العسكري الذي وقع في 12 سبتمبر 1980، بقيادة كنعان إيفريل، وأنهى الحكومة الائتلافية، برئاسة سليمان ديميرل، في ذلك الوقت. وبعد هذا الانقلاب، أجريت أول انتخابات تشريعية في عام 1983، وأفضت إلى قيام حكومة أغلبية، شكلها حزب الوطن الأم منفردًا، لكن الحكومات الائتلافية عادت للحياة السياسية أكثر من مرة، بعد ذلك، حيث انتقلت تركيا إلى عهد الائتلافات بعد انتخابات عام 1991، وشكل "حزب الطريق القويم" بزعامة، سليمان ديميرل، ائتلافا مع حزب "الشعب الديمقراطي الاشتراكي" بزعامة أردال إينونو. وتشكل ائتلاف حكومي بين حزب "الرفاه" بعد انتخابات 1995، بزعامة نجم الدين أربكان، وحزب "الطريق القويم"، بزعامة تانسو تشيلر، لكنه لم يستمر طويلًا، حيث أنهى التحالف بانقلاب عسكري "ناعم" في 28 فبراير 1997، ثم شكل حزب اليسار الديمقراطي بزعامة بولنت أجاويد حكومة ائتلافية مع حزب العمل القومي وحزب الوطن الأم. وخلال تاريخ تركيا الحديث؛ لم تستمر الحكومة الانتقالية التي شكلها رئيس الوزراء السابق مسعود يلماز أكثر من 6 أشهر، واستمرت حكومة رئيس الوزراء السابق بولنت أحمد 5 أشهر فقط، في حين شكل رئيسا الوزراء السابقان، بولنت أجاويد، وتانسو تشيلر، 3 حكومات خلال عامين اثنين؛ منها حكومتان شكلتا خلال شهر واحد في أكتوبر 1995.