مدينة قازان هى عاصمة جمهورية تتارستان الروسية التى تم اختيارها لعقد قمة البريكس المقامة حالياً.. وقازان تعنى بالتركية «الوعاء الكبير».. تتجاور فى المدينة الكنائس القديمة والمساجد؛ فى رسالة مهمة لالتقاء الحضارات والأديان والشعوب على مدار تاريخها. ويأتى حضور الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى لقمة تجمع البريكس وسط اهتمام دولى، ليحمل العديد من الرسائل، خصوصاً مع التحديات الصعبة التى يمر بها العالم، وتحديداً منطقة الشرق الأوسط، التى باتت مثل كرة من اللهب؛ لا تهدد المنطقة فحسب، بل العالم كله، نتيجة زيادة حدة الصراع واتساع نطاقه، سواء داخل الأراضى المحتلة أو الجنوب اللبنانى أو حتى التصعيد المستمر بين إسرائيل وإيران.. مما يجعل مستقبل المنطقة والشرق الأوسط ضبابياً وغامضاً ومخيفاً بشكل كبير. يجتمع الرئيس السيسى فى هذه القمة مع رؤساء وكبار مسئولى 39 دولة بخلاف مصر، واختارت روسيا عنواناً لاجتماعات «بريكس بلس» وهو «تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن»، ويراهن الأعضاء على هذا التكتل الاقتصادى الذى يعتبر الأكبر اقتصادياً وسكانياً فى دعم تحركهم للتخلص من هيمنة الدولار، وتقوية العملات الوطنية لدول البريكس. وحملت تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى رؤية مصر للقمة والأهداف التى تسعى لتحقيقها الدولة المصرية وتؤمن بها من أجل نجاح هذا التكتل الاقتصادى الكبير.. حيث أشار سيادته لمعاناة الدول النامية من تصاعد إشكالية الديون، وعدم توافر التمويل اللازم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأكد على إيمان مصر بالدور المهم لبنك التنمية الجديد فى توفير التمويل الميسر، فضلاً عن دعم مصر للدور العام لمجلس أعمال البريكس. وأشار سيادته إلى أن مصر تؤمن إيماناً راسخاً بأهمية تعزيز النظام الدولى متعدد الأطراف، وأن الأممالمتحدة وأجهزتها تعتبر الركيزة الأساسية للحفاظ على مكتسبات السلام والاستقرار والتنمية، والضمانة القوية لحفظ الأمن والسلم الدوليين؛ فى إشارة واضحة لدورهما فى الضغط لإنهاء حالة الصراع المتفجر بمنطقة الشرق الأوسط والممارسات الإسرائيلية العدوانية التى لا تمنح للسلام فرصة فى أن يعود للمنطقة. وأكد السيد الرئيس السيسى أن الأزمات المتعاقبة التى عصفت بالعالم خلال السنوات الماضية أوضحت، بما لا يدع مجالاً للشك، عجز النظام الدولى عن التعامل بإنصاف مع الصراعات حول العالم، وأن النظام الدولى أصبح يتسم بحالة الاستقطاب والانتقائية.. وهو ما يدفع العديد من الدول ثمنه غالياً من أمنها واستقرارها ومستقبلها. وتطرق الرئيس فى تصريحاته إلى أن مصر تولى أولوية كبرى لاتخاذ خطوات ملموسة لاستحداث آليات مبتكرة وفعالة لتمويل التنمية، وآليات شاملة لضمان الإدارة المستدامة لديون الدول النامية.. وأن مصر تؤمن بالدور المهم لبنك التنمية الجديد لتوفير التمويل الميسر لدعم تنفيذ المشروعات التنموية بالدول النامية، خاصة فى قطاعات النقل والطاقة النظيفة، والبنية التحتية الرقمية، والتنمية الحضرية. وأن مصر تؤكد دعمها لتعزيز التشاور والتنسيق بين دول تجمع البريكس، وتكثيف التعاون لمواجهة التحديات الدولية المشتركة، خاصة تغير المناخ، والنفاذ للتمويل الميسر، والأمن الغذائى، وتزايد معدلات الفقر والجوع، واتساع الفجوة الرقمية والمعرفية.. وأن مصر تؤكد أهمية دفع أطر التعاون فى مجال التسويات المالية بالعملات المحلية، واستثمار الميزات النسبية لدول التجمع لتدشين مشروعات اقتصادية واستثمارية وتنموية مشتركة، خاصة فى مجالات الزراعة، والصناعة والتحول الرقمى، والطاقة الجديدة والمتجددة. وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن مصر تدعم الدور العام لمجلس أعمال البريكس، وتحالف سيدات الأعمال بالتجمع، فى تكثيف التعاون بين القطاع الخاص وأصحاب الأعمال فى الدول الأعضاء، باعتبارهم شركاء رئيسيين فى جهود تحقيق التنمية المستدامة. ومن المؤكد أن تصريحات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى حملت الكثير من الرسائل المهمة التى تعكس دور وحجم مصر فى الإقليم والقارة الأفريقية وسعيها لوجود حلول ليس لنفسها فقط ولكن للعديد من الدول النامية التى تعانى اقتصادياً وتنموياً، خصوصاً خلال السنوات الأخيرة، لتؤكد مصر التزامها بمبادئ ومحاور عمل تجمع البريكس، وحرصها على تعزيز التعاون بين دوله بما يسهم فى تعظيم دوره فى إرساء الأمن والاستقرار، وزيادة النمو الاقتصادى العالمى، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.