أكد عدد من نواب لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلسى النواب والشيوخ، أن صناعة الإفتاء التى تقوم على المنهج المؤسسى الوسطى المعتدل الذى تنتهجه دار الإفتاء المصرية ومؤسساتنا الدينية الوطنية، يختلف تماماً فى مضمونه ومعطياته ونتائجه، عن الإفتاء العشوائى السطحى الذى يمارسه بعض الهواة والمتعالمين، موضحاً أن الإفتاء المؤسسى صناعة علمية دقيقة وله غاية سامية وهى تحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية الغراء، المتمثلة فى تحقيق مصالح العباد والبلاد ودفع المفاسد والشرور عنهم، ودعم كل ما يحقق للناس عيشة مطمئنة طيبة لا عنف فيها ولا إرهاب. «عامر»: الهدف من الفتوى تحقيق مصالح العباد والبلاد ودفع المفاسد والشرور عنهم وقال د. يوسف عامر، رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ ل«الوطن»، إن هناك بعض المسائل الفقهية لها حكم واضح فى الشرع والقرآن الكريم، لكن هناك بعض المسائل يجدها فى السنة، وهناك مسائل أخرى تحتاج إلى ملكة علمية واجتهاد لدى المفتى، من القياس والاستنباط والمصالح والمفاسد، ومن هنا تأتى المسائل الطبية فى الفقه نتيجة التطورات العلمية. وأوضح أن كل القضايا الطبية تمر على القرآن وبعده السنة، وبعده اجتهاد العلماء، بعد الرجوع إلى أهل الاختصاص من الأطباء والعلماء، فى مسائل الإجهاض وتغير النوع وتثبيت النوع، وتجميد البويضات، فهل سيقف الفقه الإسلامى مكتوف اليد أمام هذه القضايا؟.. لا هو منفتح أمام هذا التطور، فى إطار منضبط وشرعى بعد الرجوع لأهل العلم من المختصين. وأشار «عامر» إلى أن صناعة الإفتاء التى تقوم على المنهج المؤسسى الوسطى المعتدل الذى تنتهجه دار الإفتاء المصرية ومؤسساتنا الدينية الوطنية، يختلف عن الإفتاء العشوائى الذى يمارسه غير المتخصصين، موضحاً أن الإفتاء المؤسسى صناعة علمية دقيقة وله غاية سامية وهى تحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية الغراء، المتمثلة فى تحقيق مصالح العباد والبلاد ودفع المفاسد والشرور عنهم، ودعم كل ما يحقق للناس عيشة مطمئنة طيبة لا عنف فيها ولا إرهاب. بدوره، قال د. أسامة العبد، وكيل اللجنة الدينية بمجلس النواب، إن دار الإفتاء تعدُّ من أقدم المؤسسات الدينية فى مصر، حيث تأسست عام 1895 فى عهد الشيخ حسونة النواوى، ومنذ ذلك الحين وهى تتحمل مسئولية تقديم الفتاوى بمختلف أشكالها لخدمة المجتمع الإسلامى لتلبية احتياجات المسلمين المتزايدة فى مصر والعالم، لإصدار الفتاوى الشرعية بكافة أشكالها، سواء الشفوية، أو المكتوبة، أو الهاتفية، أو الإلكترونية، مضيفاً أن الدار تقوم أيضاً بإعداد الأبحاث العلمية المتخصصة إلى جانب التعامل مع المستجدات الفقهية. وأشار «العبد» إلى أن الفتوى العشوائية التى تصدر ممن لا تخصص له ولا معرفة، لا تراعى إلا نشر أفكار أغلبها يتخذ طابعاً متشدداً متعصباً لا يعكس قيم الإسلام الأصيلة، بل إن أغلب هذه الفتاوى تتبنى رؤى سياسية مناهضة لسلامة الوطن ومناهضة لتحقيق الأمن والأمان لشعبنا المصرى الأصيل، وثمرتها المرة فى النهاية العنف والدمار والخراب. وأضاف «العبد» أن دار الإفتاء المصرية تلتزم بالمنهج الأزهرى الذى يعكس سماحة الإسلام وأن منهج دار الإفتاء المصرية يجمع بين الأصالة والمعاصرة ويضمن إصدار فتاوى دقيقة تتماشى مع مقاصد الشريعة، وأشار إلى أنه يجب أن يتجنب المفتى إيقاع الناس فى الحرج والمشقة وأن يختار ما يخفف عنهم حتى لو كان ذلك على خلاف مذهبه الشخصى. فيما أكد د. محمد محمود أبوهاشم، أمين سر اللجنة الدينية، بمجلس النواب، أن الفتوى صناعة تمر بمراحل عديدة، ومن أهمها مرحلة التجويد العقلى والملكة العلمية عند الفقيه أو المجتهد أو المفتى، موضحاً أن المفتى لا بد أن يكون عنده مَلكة علمية فى فهم النص الشرعى وإدراك لفظه ومعناه وسياقاته وأبعاده وأوقاته ومراميه. وأوضح «أبوهاشم» أن سيدنا معاذ بن جبل بعثه النبى، صلى الله عليه وسلم، إلى اليمن، وقال له: «كَيْفَ تَقْضِى إِذَا عَرَضَ لَكَ قَضَاءٌ؟»، قال: أقضى بكتاب الله، قال: «فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فِى كِتَابِ الله؟»، قال: فبسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فِى سُنَّةِ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ، وَلَا فِى كِتَابِ الله؟» قال: أَجْتَهِدُ رَأْيِى، وَلَا آلُو فضرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صدره، وقال: «الْحَمْدُ لله الَّذِى وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ الله لِمَا يُرْضِى رَسُولَ الله». رُوى عنه أنه قال: «أخذ بيدى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: «إِنِّى لَأُحِبُّكَ يَا مُعَاذُ»، فَقُلْتُ: وَأَنَا أُحِبُّكَ يَا رَسُولَ الله».