يفتح الله لعباده منافع الدنيا والدين، فيفتح لمن اختصهم بلطفه وعنايته أقفال القلوب، ويدُر عليها من المعارف الربانية والحقائق الإيمانية ما يصلح أحوالها وتستقيم به على الصراط المستقيم، ويفتح لعباده أبواب الرزق وطرق الأسباب، ويهيئ للمتقين من الأرزاق وأسبابها ما لا يحتسبون، ويعطي المتوكلين فوق ما يطلبون ويؤملون، وييسر لهم الأمور العسيرة، ويفتح لهم الأبواب المغلقة. نتناول معنى اسم الله "الفتاح"، كما ورد في كتاب شرح أسماء الله الحسنى لسعيد بن وهف القحطاني. قال الله تعالى: "مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ". ومعنى اسم الله "الفتّاح": كثير الفتح على عباده، وبيده مفاتيح الغيب ومفاتيح الرزق. والفتّاح هو الحاكم والقاضي، يفتح مواضع الحق ويحكم بين العباد فيما هم فيه يختلفون، وهو خير الفاتحين عز وجل، وقال نوح عليه السلام يطلب الفتح من ربه بينه وبين قومه: " قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ* فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ"، وفي آية أخرى: رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ سورة الأعراف، وهو الذي يفتح على عباده المؤمنين بالنصر كما قال سبحانه: " فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ " وهو الذي فتح على نبيه صلى الله عليه وسلم بصلح الحديبية الذي جاء من بعده الخير الكثير للمسلمين، فأنزل الله على نبيه: "إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ".