عابدون زاهدون ومجاهدون في سبيل الله، صفات حملها أناس سخروا حياتهم لنشر رسالة الإسلام وإعلاء كلمة "لا أله إلا الله"، هدفهم نيل الشهادة، سلاحهم الإيمان يرحلون عن الدنيا تاركين ذكرى عطره تعطر سيرتهم التي تخلدها كتب التاريخ، وقبر تحول صاحبه لرمز وهو مزار. وفي مدينة حملت اسم "الشهداء"، يقع مسجد "سيدي شبل" لصاحبه محمد بن الفضل بن العباس بن عبدالمطلب، عم الرسول والمعروف باسم "سيدي شبل"، وأمه ميمونة الحبشية التي تزوج بها الفضل عندما سافر إلى بلاد الحبشة بأمر من النبي "صلى الله عليه وسلم"، لحماية قوافل التجارة . وقاد شبل الأسود، عدة معارك في الفتوحات الإسلامية، وشارك تحت قيادة سيدنا عمر "رضي الله عنه"، في تثبيت الحكم الإسلامي في مصر، كني بالشبل؛ لشجاعته، واستشهد عام 40 هجرية. وأنجبت ميمونة، 7 بنات وهن، زمزم، وحليمة، ورضا، وعاتكة، وأم السعد أو أم الخير، وزكية، قيل إنهن لم يتزوجن ونشأن في العبادة، والزهد، والصلاح، والجهاد، مع أخيهن، واستشهدن في نفس المكان الذي استشهد فيه أخيهن، ودفنهن في الضريح المجاور له، والذي سمي في ما بعد ب"الشهداء"، نظرًا لكثرة من استشهدوا به . في القرن العشرين، وعلى طراز يضاهي الطرز التركية، بنت وزارة الأوقاف مسجد محمد بن الفضل بن العباس بن عبدالمطلب؛ ليكون واجهه المتصوفين في الذكري السنوية ل"سيدي شبل" تزدحم الساحة احتفالاً، كما لو تخلو ساحة المسجد من الفقراء والمساكين للنيل من عطايا زوار صاحب الضريح . لرمضان في رحاب الشهداء، وسيدي شبل، مذاق مختلف حيث يتزين المسجد بالأنوار، ويتأهب المسجد لاستقبال المصلين من كل مكان فصلاة القيام، وصوت القرآن المنبعث من ذلك المسجد العريق يجعله قبله الصائمين من كل مكان كما صلاة الجمعة من كل أسبوع خلال العام .