يصدح صوته القوى في الفضاء الواسع يلتحم بنسيم الصيف ويصبغ الأجواء بمشاعر الحب حين يغزل بكلماته حالة من السلام تضفي سحرها على الجميع داخل البقعة الساحرة على شاطئ البحر المتوسط، تستعد العلمين الجديدة اليوم لاستقبال «القيصر» كاظم الساهر على مسرح «يو أرينا» لإحياء حفل غنائي وسط حضور جماهيري كبير في ليلة طربية رومانسية عامرة بالقديم الخالد من أغانيه بجانب وجديده المتألق من أحدث ألبوماته. كتب الشاعر نزار قباني فصل كبير من حياة كاظم الساهر الغنائية، حيث إن أشهر أعمال الفنان العراقي تحمل بصمة الشاعر الكبير.يؤرخ تاريخ الموسيقى أن العام 1994، شهد التعاون الأول بين كاظم الساهر والشاعر نزار قباني من خلال أغنية «إختاري» المقتبسة من قصيدة بنفس العنوان صدرت في ديوان قصائد متوحشة، وطرحها الساهر في ألبومه «سلامتك من الآه». ولكن البداية الحقيقية كانت قبل ذلك بسنوات طويلة، حين كان الشاب العراقي النحيل كاظم جبار لم يتجاوز ال 14 عاما يبتاع قصائد وأشعار الكاتب الكبير التى حفرت بداخله فنون الحب وعنفوانه وثقلت موهبته الخام، على مدار سنوات طويلة كانت أشعار «قباني» إلهام للشاب صاحب الموهبة الفذة والإحساس المتوهج فأخذ يلحن قصائده على أمل أن يغنيها في أحد الأيام، وفقا لما رواه كاظم الساهر في لقاء تلفزيوني مع الإعلامية هالة سرحان. كاظم الساهر يكشف كواليس اللقاء الأول مع الشاعر نزار قباني «وعلى قدر حلمك تتسع الأرض».. قرر كاظم الذي لم يكن حمل لقب «الساهر» بعد، المشاركة في مهرجان طلابي يقام خلال فترة دراسته في معهد الدراسات الموسيقية واختار غناء قصيدة «إختاري» التي وقع في غرامها وقت قرأها للمرة الأولى، وعندما انتهى من الغناء ضجت القاعة بالتصفيق لتعلن ميلاد نجم جديد، ويقترح عليه أحد أصدقاءه أن يبعث لكاتبها يطلب منه أذن غنائها، ولكن الموضوع لم يكن بتلك السهولة فالفنان الشاب ظل يحاول للوصول إليه ما بين 4 أو 5 سنوات، حتى جاءت له فرصة إحياء حفل في سوريا، فأخذ يبحث عن أحد على معرفة بالشاعر الكبير، وبالصدفة كان يحضر الحفل أحد أصدقاء «قباني» الذي هاتفه في منزله بلندن ليخبره عن الفنان العراقي الشاب الذي أجاد غناء كلماته بدرجة مست قلوب جميع الحاضرين. طلب نزار قباني أن يسمع القصيدة التى لحنها وغناها الفنان الشاب، وبالفعل قام بتسجيلها في ستديو إلياس رحباني في لبنان، وأرسلها له إلى منزله في لندن، خطفت الدهشة الشاعر الكبير الذي عرف بعين الخبير أنه أمام فنا صاحب قدرات فنية استثنائية، وتصادف في ذلك اليوم إجراء «قباني» لحديث صحفي تحدث خلاله عن الفنان صاحب الإحساس الفريد، مما يؤذن بلقاء بينهما سوف يغير بعد ذلك معالم خريطة الغناء بمجموعة متواصلة من الإبداعات التي لم تتوقف. «حينما غنى كاظم الساهر أشعاري ضمن لي كرسيا في كل العصور»، قالها الشاعر الكبير نزار قباني عن «القيصر»، الذي عشق قصائده في مرحلة مبكرة فكان ينهل من أعماله ويضيف لها إحساسه، حين لحن «زيديني عشقا» حين كان عمره 21 عاما، واحتفظ بها ما يقرب من 15 عاما حتى ظهرت للنور ضمن ألبوم «مدرسة الحب» عام 1996، وخلال تلك الفترة قدما معا مجموعة بارزة من الأعمال الغنائية منها أغنية «إلا أنتِ»، التي طرحت ضمن ألبوم «أنا وليلى» إنتاج عام 1997.